الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكايات ممنوعة.. وسلوكيـــــات مرفوضة

حكايات ممنوعة.. وسلوكيـــــات مرفوضة
17 نوفمبر 2014 00:05
معتز الشامي - رضا سليم (الرياض) كان غريباً أن يكون هناك شبه إجماع على انتشار السلوكيات المرفوضة والتصرفات الخاطئة، التي هي أبعد ما تكون عن حياة المحترفين في كرة القدم، بينما كان الأغرب اتفاق عدد من أبرز نجوم الكرة الخليجية القدامى على أن أكثر من 70% من اللاعبين بدوريات الخليج،لايلتزمون بالقيم الرياضية والسلوكيات الإحترافية التي يجب أن يكون عليها لاعب كرة القدم .واتفقت معظم الآراء على أن كل ذلك يعود لكثرة وقت الفراغ أمام اللاعبين، فضلاً على وفرة الأموال في أرصدة البنوك، بسبب تضخم عقودهم مع أنديتهم، التي يغيب عنها فرض الرقابة اللصيقة على لاعبيها من جانب، كما لا تهتم بفرض نظام اليوم الكامل على اللاعبين المحترفين من جانب آخر، ويضاف إلى ذلك تدليل بعض الأندية لنجومها، وغياب أسلوب الثواب والعقاب لضبط سلوكهم، ناهيك عن لجوء بعض تلك الأندية لطريقة الترضية للنجوم، بدفع أموال طائلة «تحت الطاولة»، يستغلها اللاعبون أسوأ استغلال، بما يدمر صحتهم ويقلل من أعمارهم بالملاعب الخليجية. أما التدريبات، فحدث ولا حرج، فلا يرتبط بها اللاعب الخليجي لأكثر من ساعتين يوميا، بينما يسهر هذا اللاعب، ومعظم زملائه، في المجالس والاستراحات، لما بعد منتصف الليل، والمشكلة الأكبر أن آفة السفر للخارج، وتحديداً لدول أوروبا، باتت من الأمور التي يلجأ إليها اللاعب، خاصة في الإجازات منتصف الموسم أو في الصيف، بخلاف هروب بعضهم إذا ما حصلوا على راحة سلبية، يفترض أن يلتزموا فيها بعدم إجهاد عضلاتهم. وكان لكثرة تلك المشكلات السلوكية وغياب الالتزام بحياة المحترفين، أن يصبح اللاعب الخليجي يسكن في دائرة الشبهات،لعدم التزامه بعيداً عن الملاعب، واتفقت الآراء على أن كل تلك التصرفات، من شأنها أن تقف وراء الاندثار السريع للمواهب الخليجية، التي نادراً ما يمكنها أن تكمل بعد سن الـ30 عاماً وهي في حالة جيدة. وتقف الأندية موقف المتهم، لأنها من ساعد اللاعبين على الانفلات، كما غابت قبضتها الرقابية، بل يغض بعض الإداريين بتلك الأندية وحتى المنتخبات الطرف عن مثل هذه السلوكيات، فيما كانت الطامة الكبرى أن بعض اللاعبين «الحاليين»، قد تم ضبطهم في أماكن لايجب أن يتواجدوا فيها وفي أوقات متأخرة من الليل، ويتغافل الإداريون عن ذلك، وكأنهم لم يروا أو يسمعوا شيئاً. ورغم أن قطاعا ليس بالقليل من الجماهير صادف أن شاهد تصرفات وسلوكيات خاطئة للاعبين في المقاهي وغيرها، وأندية ليلية هنا أو في الخارج، فتحولت حكايات بعض اللاعبين إلى حديث المجالس والمدرجات. ومن بين جملة الآراء، أن بات القاسم المشترك فيها هو غياب الالتزام بحياة المحترفين لدى قطاع عريض من لاعبي دوريات الخليج. أما آراء المتخصصين في الطب النفسي فأكدت عدم التزام اللاعبين الخليجيين، وأرجع المختصون ذلك إلى التدليل الزائد للأندية، بالإضافة إلى حالة اللامبالاة التي تصيب اللاعبين، بسبب وجود من يدافع عنهم، سواء بين الجماهير المتعصبة لناديها، أو رجال الإعلام الذين يسهمون في تدليل النجوم واللاعبين، أو حتى الإداريين، الذين يتراجع دورهم، ولا يكون مؤثراً على اللاعبين. خالد إسماعيل: الإنضباط «غائب»والعقوبات غير رادعة ! الرياض (الاتحاد) انتقد خالد إسماعيل نجم نادي النصر والمنتخب الوطني الإماراتي السابق، غياب السلوك الاحترافي لدى اللاعبين الخليجيين، وقال: «ما يحدث من لاعبي دوريات الخليج، يعتبر انحراف، وليس احترافاً». وتابع: «نحن نطبق شبه احتراف، لأنه لا يوجد احتراف إداري كامل، بالإضافة إلى غياب الانضباط الذي هو أهم مؤشرات نجاح أي دوري من الدوريات». أما عن سلوك اللاعبين خارج الملعب، فقال: «للأسف هو سلوك منحرف في الغالب، رغم أننا في عصر الاحتراف، وهناك لاعبون كثر بدورياتنا، يسهرون ولا يحافظون على صحتهم، بل ترى أنهم يدخنون ويجلسون في المقاهي حتى الساعات الأولى من الصباح». وقال: «البعض قد يقول إن اللاعبين الأجانب أيضا يسهرون ويشربون، ولكن الأمر مرتبط بالثقافة، فهم لديهم ثقافة احترافية والتزام شديد بنظم التدريب وساعات البقاء في النادي، بينما في أنديتنا لا يمكث اللاعب أكثر من ساعتين، ووقت الفراغ يجعله يسعى لممارسات خاطئة، وبالتالي يمكن أن نؤكد أن انتشار السهر والتدخين بات أمراً منتشراً، رغم أنه من مفترض فيهم أن يكونوا محترفين، فما يطبق عندنا في دوريات الخليج ليس احترافاً، ولكنه انحراف». وأضاف: «في رأيي، لا يقل عن 70% من لاعبي الكرة في دوريات الخليج متورطون في سلوكيات خاطئة وممارسات مرفوضة أبرزها السهر والتدخين وعدم الالتزام الأخلاقي». وانتقد نجم النصر والمنتخب الإماراتي السابق، عدم اهتمام الأندية بمعاقبة اللاعبين المخطئين أو أصحاب السلوك السيئ، حتى إن الخصم المالي لا يعتبر رادعاً، وقال: «اللاعب الذي يتأخر عن التدريب قد يتعرض لخصم يصل في أشد حالاته إلى 3 آلاف درهم، وهذا مبلغ قليل للغاية، ولكن لو كانت العقوبة رادعة فلن يتأخر اللاعبون عن موعد التدريب». البعض يسهر حتى الخامسة فجراً فهد العريمي: الالتزام «مفقود» في المعسكرات الخارجية! الرياض (الاتحاد) أكد فهد العريمي لاعب المنتخب العماني السابق، والمدرب المساعد بالمنتخب العماني، ومدرب نادي العروبة، أن غياب ثقافة الاحتراف لدى لاعبي الدوريات الخليجية بشكل عام، يقف سبباً في السلوكيات الخاطئة التي يقع فيها معظمهم، بالإضافة للإغداق بالملايين سنوياً على اللاعبين. وتابع: «للأسف اللاعب الخليجي لا ينام بشكل جيد، ولا يتغذى بشكل جيد، فكيف تريده أن يبدع ويقارع منتخبات كبيرة، بذلك أرى أن الأمر يعود لمرحلة التكوين، حيث لم يتم زرع الاحتراف في تلك المرحلة المهمة والحساسة والتي تتطلب ضرورة التركيز في زرع السلوكيات». وقال: «يفترض أن يكون الإداري في المعسكرات الخارجية متمكنا وصاحب شخصية قوية، ولكن بعضهم لا يتمتع بهذه المقومات، وأنا مدرب منذ 16 سنة تقريباً وأستطيع القول إن الالتزام في المعسكرات الخارجية هو أمر غير موجود على الإطلاق، وفي حالات استثنائية. وعن سلوكيات اللاعبين في الدوريات الخليجية بشكل عام، وما إذا كان الأمر منتشرا في دوريات الخليج، وتعتبر ظاهرة تتطلب التدخل والبحث عن حلول، وقال: «بالفعل الأمر موجود بكثرة في دول الخليج، خصوصا مسألة التدخين والسهر والعادات الغذائية السيئة». وتابع: «في مرة من المرات، شاهدت بعيني سهر لاعبين دوليين حاليين بأحد المنتخبات الخليجية قبل عدة أشهر قليلة مضت، وهم يسهرون حتى الصباح، في تصرف أذهلني ولم أصدقه». وقال: «الانفلات يصاحب اللاعبين والإداريين، حتى المعسكرات الخارجية التي عادة ما تشهد سهر اللاعبين». فؤاد أنور: الأندية دللت اللاعبين وأوصلتهم إلى «الانفلات» الرياض (الاتحاد) رأى فؤاد أنور نجم المنتخب السعودي السابق، أن سوء السلوك وعدم الالتزام في دوريات الخليج يمكن وصفه بأنه تحول إلى ظاهرة بالفعل، وقال: «هذا الأمر بات واقعاً وعلينا الاعتراف به، وعدم دفن الرؤوس في الرمال، لقد تحدثت كثيراً وحذرت من وجود ممارسات خاطئة وسلوكيات لا يمكن أن ترتكب من لاعبين محترفين، وللأسف هي منتشرة في دورياتنا الخليجية». وعن السبب في انتشار تلك السلوكيات قال: «لاعب لديه 18 أو 20 سنة يجد نفسه وقع عقداً وصلت قيمته لأكثر من 20 مليون درهم أو ريال، ثم لا يشغل وقته إلا بساعتين تدريب فقط، ولا يوجد لديه دوام صباحي في النادي، ولا يخضع لفحوص طبية للاطمئنان على سلوكياته، ثم يتحول لنجم مجتمع بين يوم وليلة، فكيف لا تريده أن يتأثر سلباً بذلك، خصوصاً إذا ما علمنا أن تكوينه غير علمي.» وتابع: «نعم نحن ندلل لاعبينا ونحن من أوصلناهم لهذه المرحلة من الانفلات في السلوك، فإذا لم يكن هناك دوام صباحي ومسائي فلن يكون هناك أمل ، وإذا لم تكن هناك محاسبة للاعبين المخطئين، فالأمر القائم لن يتغير.» وأشار إلى أنه سبق وأكد أن الكثير من اللاعبين في السعودية يتعاطون مواد محظورة ،وأن الكثيرين من مسؤولي الأندية يعرفون ذلك - على حد وصفه، ولكنهم يقومون بالتغطية على تصرفات اللاعبين وقال: «عندما حصد المنتخب الإيطالي لقب كأس العالم 2006، تم تنزيل نادي اليوفي وهو أكبر أندية أوروبا بعد اكتشاف قضية تلاعب في النتائج، ولم يدار أحد على هذا الخطأ، فأين نحن من هذا الدرس، وعلينا ضرورة التحرك لمعاقبة من يخطئ». وأضاف: «علينا أن نعلم أن مشاكلنا أكبر وأضخم من إنجازاتنا، لأننا نعمل بشكل خاطئ، ولا نفكر في المستقبل ولا نعطي الاحتراف حقه». ما يحدث في السعودية ينطبق على الكثيرين العبدي: «المنشطات» ضبطت مواد محظورة في تحاليل اللاعبين! الرياض (الاتحاد) أكد الإعلامي محمد العبدي مدير تحرير جريدة الجزيرة السعودية، أنه لو كانت سلوكيات اللاعبين الخليجيين ملتزمة لوصلت الكرة الخليجية لمراحل متطورة للغاية، ولبلغت المنتخبات الخليجية للمونديال بسهولة، وذلك كل 4 سنوات دون أي عناء، وقال: «للأسف، لا يزال اللاعبون يدخنون ويسهرون، وهم لا يعون معنى الاحتراف، والأمر منتشر في الدوري السعودي، بالإضافة لمعظم الدوريات الخليجية إن لم يكن كلها». وكان العبدي قد كتب مقالاً أثار ضجة بالإعلام السعودي قبل سنوات قليلة مضت، عندما أكد أن بعض اللاعبين في الكرة السعودية يسهرون ويرتكبون أفعالاً وصفها بالمشينة في حق أنفسهم وجماهيرهم وأنديتهم، وقال: «ما زلت عند رأيي ولم أغيره». وتابع: «نعم هناك شيء ما خطأ، هناك عدم التزام في سلوكيات اللاعبين، سواء في الدوري السعودي أو غيره، بدليل أن من يستمر في الملاعب قلة قليلة بينما الباقي يخفت نجمه سريعاً». وأضاف: «كثير من اللاعبين السعوديين يأتون من بيئة فقيرة وغير معتادين على تقبل فكرة أنهم يتحولون إلى مليونيرات بين ليلة وضحاها، بسبب المبالغ الطائلة التي يحصلون عليها سريعا، وفي رأيي أن هناك سلوكيات خاطئة ترتكب ولا تزال ترتكب في الخفاء ولكن أثارها تمتد إلى الملعب، فقديما استمرت المواهب لسنوات وسنوات، بينما الآن لو وصل اللاعب لسن الـ29 وهو محتفظ بلياقته فيكون أمر نادر الحدوث». وقدم العبدي حلولاً وقال: «الأمر يحتاج لفرض الرقابة الإدارية الصارمة، بالإضافة لإجراء الفحص الدوري على اللاعبين، وهذا سيقلل من هذه الممارسات، وفي الدوري السعودي كانت هناك فكرة بأن يتم إخضاع لاعبين للفحص، ولكن تراجع المسؤولون عنه، وهو ما يعكس أن هناك بالفعل أمر ما غير صحيح». وأضاف: «بعض اللاعبين تم ضبطهم في فحص المنشطات في الدوري السعودي، لكن بحسب معلوماتي المادة المكتشفة هي مادة دخلت جسم اللاعب من تعاطي مواد محظورة، والمشكلة أن لجنة فحص المنشطات لا تجد دعما كافياً». وفيما يتعلق بالأمر في الدوريات الأوروبية قال: «هناك التزام واحترافية، وذات مرة قام فيرجسون بطرد بيكهام لأنه دعا زملاءه اللاعبين لحفل ساهر قبل مباراة مهمة في الدوري الإنجليزي، وكان ذلك سببا في رحيل بيكهام عن اليونايتد، لكن لو تم طرد لاعب من النادي لأنه غير ملتزم أو منضبط، فستقوم الدنيا ولن تقعد، بل عندما يتم ضبط لاعب سعودي في المنشطات تجد أقلاماً وإعلاميين ومنابر تدافع عنه، بل وحتى الجماهير، لذلك أرى أن أهم الأسلحة التي نحارب بها تلك السلوكيات هي نشر ثقافة الاحتراف، بدلاً مما هو حادث في الدوري السعودي حالياً». عقيل: اللاعب السعودي لا ينام قبل الواحدة صباحاً ! الرياض (الاتحاد) أكد أحمد عقيل عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم أن انتشار السهر والتدخين في الدوريات الخليجية بشكل عام وفي الدوري السعودي على وجه التحديد، يعتبر من الأمور التي يعرفها الكثيرون من العاملين بالمجال الإداري بتلك الأندية، ولفت إلى أن الأمر يعود لغياب الإعداد السليم في مرحلة التنشئة، وقال: «اللاعبون الصغار لم يحسنوا استغلال الفرصة، فمن يحصل منهم على الفرصة تجد سلوكه قد تبدل وأصابه الغرور وبات يسهر ويسافر كثيراً ولا يهتم، لأن الأموال والشهرة أثرت على تفكيره، وبشكل عام أرى أن رؤساء الأندية يتحملون جزءاً من هذا التراجع، كما يتحمل الاتحاد جزءاً، وأيضا اللاعب الصغير نفسه يتحمل جزءاً لأننا فوجئنا بأن منتهى الطموح للاعبين الصغار والشباب هو الحصول على عقد وأموال، ثم نجده غير ملتزم أو منضبط وسلوكه سيئ». وتابع: «أعتقد أن أكثر الممارسات الخاطئة هي السهر والتدخين والسفر، كما أن هذه الظواهر منتشرة بصورة كبيرة، ولو أجرينا دراسة على جميع لاعبي الدوري السعودي سنكتشف أن من ينام في وقت مبكر سيكون ذلك بعد الواحدة أو الثانية صباحاً، كما أن التدخين بين اللاعبين السعوديين منتشر بشكل كبير للغاية». اتحاد جدة يعالج سهر اللاعبين منذ 12 عاماً الرياض (الاتحاد) مسألة سهر اللاعبين وعدم التزامهم ليست بجديدة، بل حدثت قبل أكثر من 12 عاماً، حيث كان نادي اتحاد جدة هو أكثر الأندية السعودية والخليجية جرأة، عندما أعلن عن تنفيذ مدربه الألماني سلفستر، في ذلك الوقت، لبرنامج لإجبار اللاعبين على الابتعاد عن السهر. ووقتها شرع المدرب الألماني، في وضع خطة للقضاء على ظاهرة السهر بين اللاعبين، حيث طلب منهم الحضور في النادي في وقت مبكر وبالتحديد بعد صلاة الفجر من أجل إعطائهم حصة تدريبية بدلاً من الفترة الصباحية، وشدد سلفستر على اللاعبين المحترفين بالحضور حسب الموعد المحدد، مع تعرض أي لاعب يتغيب للعقوبة المالية. بعضها تسبب في غرامات مالية قصات الشعر والرقصات الاحتفالية تثير ضجة الرياض (الاتحاد) لا يتعلق الأمر فقط بمجرد سهر اللاعبين أو إدمانهم التدخين، ولكن باتت هناك بعض الظواهر التي يمكن أن تندرج تحت مسمى السلوكيات المشينة أو المنفلتة، وأبرزها في قصات الشعر غير المقبولة والغريبة على مجتمعاتنا، والتي أثارت في بعض دوريات الخليج ضجة كبيرة وصاحبها رفض مجتمعي وإعلامي، وكان الدوري الإماراتي من بين تلك الدوريات التي أثارت فيها قصات الشعر حفيظة القائمين على تنظيم دوري المحترفين، لدرجة أنه تم إدراج عقوبات مالية قد تصل إلى 200 ألف درهم على اللاعب الذي يصر على قصات الشعر «غير المقبولة» اجتماعياً، والمنافية للعادات والتقاليد، وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على فكر وتصرفات الأجيال القادمة، خصوصاً الشباب. ويضاف إلى ذلك، مسألة الرقصات الاحتفالية عقب تسجيل الأهداف، فرغم أن السجود لله شكراً عقب تسجيل كل هدف، يعتبر من الأمور التي يحرص عليها عدد كبير من اللاعبين بالأندية والدوريات، سواء الخليجية أو العربية، إلا أن الرقص بطريقة خليعة أيضاً من المسائل التي وقع فيها عدد ليس بالقليل من اللاعبين، خصوصا بعد تسجيل الأهداف للتعبير عن فرحتهم. ويرى المتخصصون من علماء النفس أن مثل هذه التصرفات تعكس حالة من اللامبالاة لدى اللاعبين، والتي قد يكون سببها الجهل مع الثراء الفاحش الذي جنوه بين يوم وليلة بعد توقيع عقود بأرقام خيالية، رغم أنهم قد يكونوا تربوا في بيئة فقيرة ولم يحلموا يوماً بامتلاك كل هذه الأموال. وكانت صورا قد انتشرت قبل أشهر قليلة مضت لعدد من لاعبي المنتخب العماني، على طريقة صور «السلفي» قد أثارت أيضاً حفيظة البعض، لاسيما وأن اللاعبين ظهور بملابس وقصات شعر غريبة للغاية. حسين بابا: «ثقافة الاحتراف» لعلاج السلوكيات الخاطئة! الرياض (الاتحاد) أكد حسين بابا لاعب المنتخب البحريني أن التدخين ينتشر بين عدد كبير من اللاعبين في أكثر من دوري خليجي، ولفت إلى هناك عدم التزام كامل في سلوكيات الكثيرين منهم، وقال: «نعم هذا الأمر موجود في كل الدوريات الخليجية، لكن ذلك يحدث لأن اللاعب لا يجد الأجواء الاحترافية حوله فيعيش مثل الهواة، ففي أوروبا لو تم تسريب أنباء أو صور عن لاعب يدخن تتحول إلى قضية رأي عام وكارثة على اللاعب، بينما هنا بعض الإداريين قد يرون بأعينهم لاعبين يدخنون الشيشة أو السجائر، ولكنهم لا يحركون ساكناً، بل هناك لا مبالاة في التعامل مع هذا الأمر، وأعتقد أنه لو وجد اللاعبون عقابا ومحاسبة، فالأمر لن يطول». وأشار بابا إلى أن مسألة الانفلات وعدم الالتزام بحياة المحترفين في الحفاظ على الصحة وعدم هدرها على السهر والتدخين وغيره أمر منتشر للغاية بين لاعبي دوريات الخليج، وقال: «الأمر منتشر، لذلك يمكن أن نصفه بالظاهرة التي بدأت تنتشر، خصوصاً بعد انتشار عقود الاحتراف وزيادة رواتب اللاعبين». وتابع: «لكن ذلك لا يمنع وجود لاعبين مميزين وأصحاب أخلاقيات مثل إسماعيل مطر والشلهوب وغيرهما من اللاعبين الملتزمين أخلاقيا وسلوكياً داخل وخارج الملعب». ونفى لاعب المنتخب البحريني مسألة تعاطي بعض اللاعبين مواد ممنوعة ، وقال: «لم أر لاعباً يتعاطى مخدرات في المحطات الاحترافية التي خضتها، ولكن مسألة تدخين السجائر والشيشة، تعتبر منتشرة بالفعل وهناك لاعبون كثر يدخنون». وعن الحلول التي يجب السعي لتقديمها حتى نزرع السلوكيات الاحترافية، قال: «الأمر يتطلب العمل بشكل مكثف على ثقافة الاحتراف وزرعها في عقول وسلوك اللاعبين، خاصة في السن الصغيرة حتى يكبر اللاعب ويترعرع في بيئة تقدس قيم الاحتراف». مرجان عيد: عدد ضخم من اللاعبين «منفلت» الرياض (الاتحاد) أكد مرجان عيد، المدرب المساعد بالجهاز الفني للمنتخب البحريني، أن هناك سلوكيات خاطئة يرتكبها اللاعب الخليجي بالفعل، وهي أبعد ما تكون عن الاحتراف بحسب قوله، ولفت إلى أن هناك آفات يشترك فيها عدد ضخم من لاعبي الدوريات والمنتخبات الخليجية، وقال: «أبرز السلوكيات الخاطئة للاعب الخليجي، تعتبر آفة السهر والتدخين، وهي مشكلات لا توجد حلول لها، لأنه لا يمكن لأي إداري مهما بلغت قوته أن يراقب اللاعبين في كل وقت طوال الـ24 ساعة». وتابع: «يجب أن يكون لدى اللاعب هدف، بأن يسعى للاحتراف الحقيقي، وأن يكون مثالاً يحتذى بشكل كامل، ويكفي أنه نجم مجتمع ويجب أن يحافظ على صورته أمام أجيال المستقبل وجيل الشباب». الزرقة: شاهدت نجوماً يدخنون في المقاهي الرياض (الاتحاد) قال عبدالوهاب الزرقة عضو مجلس إدارة الاتحاد اليمني لكرة القدم: «من المفترض أن تكون سلوكيات اللاعبين قد تحسنت في الدوريات المحترفة في الإمارات والسعودية وقطر، وربما في السنوات الأولى من عمر الاحتراف لم نشاهد الفوارق بشكل واضح عكس الآن، بتواجد لاعبين أجانب ومدربين يدركون معنى الاحتراف، ويحاولون تطبيقه على اللاعبين المواطنين، وهو ما كان له الأثر الإيجابي بشكل عام، ولكن الظاهرة ما زالت موجودة، لأنه من المفترض أن يتم تهذيب سلوكيات اللاعبين من مراحل الناشئين والشباب، حتى يدركوا خطورة تصرفاتهم أو ارتياد المقاهي، وغيرها من الأماكن المشبوهة، ومن المؤكد أن اللاعب لا يشعر بقيمته وأنه قدوة في المجتمع، لكن للأسف اللاعبون الملتزمون لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة. وأضاف: «شاهدت نجوماً لامعين، ولهم صيت كبير في المقاهي يدخنون الشيشة، وهذا النجم لا يدرك أن تصرفاته مرفوضة لأنها محسوبة عليه، وأن وجوده في أماكن غير مقبولة مثل المقاهي ومجالس القات لدينا في اليمن، تسيء إلى اسمه». وتابع: «ناقشنا في اليمن ضرورة وجود طبيب نفسي في الأندية، لأنها البداية ثم المنتخبات، وفي خليجي 20 باليمن، سرنا في الاتجاه نفسه عندما استقدمنا من يتعامل مع اللاعبين نفسياً قبل البطولة، وكشف عن استبعاد لاعبين من صفوف المنتخب اليمني لسوء السلوك، بل وصل الأمر إلى أن تم شطبهم من سجلات الاتحاد نهائياً». دافع عن بعض السلوكيات طبرة يسبح ضد التيار: تصرفات اللاعب حرية شخصية! الرياض (الاتحاد) سجل وليد طبرة مدير منتخب العراق السابق، اعتراضه على كون التدخين سلوكا سيئا من لاعبي كرة القدم، مؤكداً أن الأمر يبدو طبيعياً وحرية شخصية من اللاعب وهو ما ينطبق أيضاً على قصات شعر للاعبين، في رأيي بدا غريباً، وكأنه سباحة ضد التيار، وقال: «ليس من المنطقي أن نصف كل التصرفات بالسلوك السيئ، وقد ننصح اللاعب بأن التدخين، يضر به». وأضاف: «لا يمكن أن أنظر إلى النجوم العالميين وطريقة تصرفاتهم مثل ميسي وكريستيانو رونالدو لأنهم من مجتمع آخر، له عاداته وتقاليده، ولدينا مجتمع عربي له تقاليد غير الغرب». وأشار إلى أن هذا الكلام ينطبق على قصات الشعر للاعبين، لأنه تصرف شخصي، إلا إذا أقدم لاعب على قص شعره مثل الهنود الحمر، وقتها يكون تصرف اللاعب غريباً، وسبق أن تحدثنا مع لاعبين بشأن قصات الشعر وكان رد اللاعب بأنها حرية شخصية، والأهم هو أن يكون ملتزماً بالتدريبات والمواعيد والتعليمات الفنية والإدارية، والأهم أن يتصرف اللاعب بطريقة صحيحة». وأضاف: «سلوك اللاعب الخليجي تغير بشكل عام عن السنوات الماضية بعد دخول الاحتراف العديد من الدول الخليجية وبعد أن عاش اللاعب التجربة، وإن كنت أرى أن اللاعب نفسه لم يتغير ولكن تفكيره اختلف، خاصة اللاعبين الذين أصحبوا يعتمدون على كرة القدم على أنها مصدر رزق، وهنا زادت الحاجة لأن يحرص على التدريبات ويحافظ على مستواه داخل الملعب من أجل الاستمرار لأطول فترة ممكنة أو يحافظ على مكانه في الفريق». وعن الحاجة لوجود طبيب نفسي للاعب الخليجي، قال: «تواجد طبيب نفسي غير مقبول في أنديتنا». الشمري: لاعبونا يتجاوزون الخطوط الحمراء ! الرياض (الاتحاد) قال ماهر الشمري مدرب فريق الصليبخات الكويتي، إن سلوك اللاعب تحسن عن ذي قبل بشأن الأداء داخل الملعب والتدريبات والالتزام، ولكن تبقى علامة الاستفهام الكبيرة في السلوك خارج الملعب، وفي مقدمتها السهر وسوء التغذية، وهو ما يحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل تعديل سلوك اللاعب الخليجي، ولا نكتفي بما يقوم به المدرب والإداري، بل نحتاج إلى جهاز طبي يوجه اللاعبين ويثقفهم، بل يصل الأمر إلى تثقيفهم بما يتعلق بالإصابات وكيفية تجنبها من البداية أو التعامل معها حتى لا يغيب اللاعب لفترات طويلة. وكشف الشمري، الذي سبق له قيادة «الأزرق» الأولمبي وعمل مدرباً مساعداً للمنتخب الأول عن أن نسبة اللاعبين الذين يدخلون دائرة السلوك السيئ خارج الملعب، سواء ارتياد المقاهي وتدخين الشيشة والسهر، تزيد عن حوالي 30% من إجمالي عدد اللاعبين الخليجيين وهناك نفس النسبة تحاول الخروج من هذه الدائرة لكنها ليست بعيدة عنها، ولا ننكر أن هناك مجموعة من اللاعبين الذين يمثلون قدوة حقيقية للمجتمع الخليجي وأي أب يتمنى أن يرى ابنه مثل هذا النجم، ليس بالأداء داخل الملعب بل خارجه، وهذه الصورة التي نتمناها جميعاً للاعبين في الخليج ويكفي أن بعض اللاعبين اعتزل الكرة وغاب عن الأضواء ولكن الجمهور لا يزال متعلق به. وأضاف: «علينا أن نبدأ في تعديل سلوك اللاعبين من الصغر ومن أكاديميات كرة القدم ومراحل الناشئين بالأندية لأن تعديل سلوك اللاعب عندما يصل إلى الفريق الأول يكون صعباً للغاية، وبالتالي علينا العمل في الاتجاهين، تقويم سلوك اللاعب في مستوى الفريق الأول وتأسيس الصغار بطريقة صحيحة». التميمي: الالتزام كان أفضل في زمن «الهواية» الرياض (الاتحاد) أكد جاسم التميمي لاعب الوكرة ومنتخب قطر السابق، أن سلوكيات اللاعب لم تتغير بالشكل المتوقع بعد تطبيق الاحتراف، وأن التغيير كان طفيفاً، وأن هذا الأمر يحتاج إلى سنوات وأجيال عدة كي نصل إلى تطبيق الاحتراف الكامل وليس مجرد عقد ومبالغ كبيرة مدفوعة للاعب، خاصة أن العقود الآن بها جميع الأمور الخاصة بالتزام اللاعب، من خلال تواجده في مواعيد التدريب والتزامه داخل وخارج الملعب، ولكن التطبيق يتحرك بشكل بطيء. وأضاف التميمي أن جيله، رغم أنه كان يلعب في زمن الهواة، إلا أنه كان لديه التزام بدرجة كبيرة داخل وخارج الملعب، وأشار إلى أنه من الصعب مراقبة اللاعبين بعد خروجهم من النادي أو المنتخب، لأن هذا الأمر يسبب مشاكل كثيرة، لذلك عادة ما يكون صعباً أن يتم تطبيق نظام «البوليس» على اللاعبين. حملة لمحاربة السلوكيات الخاطئة في أندية الإمارات الرياض (الاتحاد) ركز مؤتمر دبي الرياضي الدولي في نسخته السابعة، التي أقيمت تحت شعار «قيم الاحتراف.. بين الفكر والتطبيق»، على التأكيد على شركات كرة القدم، والأندية الرياضية، والجهات المعنية بضرورة الاستفادة من وثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي المعتمدة من مجلس الوزراء لعام 2012، والتي تهدف لتنشئة جيل إماراتي واعٍ بمسؤولياته وواجباته تجاه وطنه وأسرته ومجتمعه. وتم التأكيد على اعتماد مبادئها كركيزة أساسية للعمل الرياضي، يستند عليها في تنظيم مواثيق السلوك الخاصة بكل المؤسسات الرياضية، والعمل على تفعيل ميثاق القيم الهادف إلى حماية كرة القدم، والمتضمن المبادئ والمثل العليا التي تحافظ على الروح الرياضية والشفافية المالية، ويساند القيم الرياضية السامية، ويؤطر العلاقات بين أطراف منظومة الاحتراف، ويعظم دور الهيئات الرياضية كمرجعية للاحتكام في كل ما يتعلق بإخلال عمليات التنفيذ. وطالب المؤتمر بإعداد دراسة ميدانية حول «الممارسات والسلوكيات الخاطئة الأكثر شيوعاً في الأندية الرياضية وشركات كرة القدم»، بهدف وضع الحلول المناسبة والبرامج الداعمة لمواجهتها، وضرورة وجود اختصاصيين مسؤولين عن الأمور الاجتماعية الخاصة باللاعبين المتميزين في الأندية وشركات كرة القدم، ومنحهم الفرصة للمشاركة بفاعلية في منظومة كرة القدم، وإطلاق حملة توعوية وطنية متخصصة حول (قيم كرة القدم)، وعقد لقاءات دورية لأسر اللاعبين، للوصول إلى شكل الاحتراف الحقيقي المتكامل. كابيللو: التاريخ لا ينسى التصرفات المسيئة الرياض (الاتحاد) أكد المدرب العالمي فابيو كابيللو أن القيم تعد عاملاً رئيسياً في نجاحات فرق كرة القدم، لأنها تخلق في اللاعبين حالة من الانضباط والالتزام الحياتي، الذي ينعكس بدوره على نجاحاتهم في ميدان اللعب، فمن دون القيم والأخلاق، لا يستطيع اللاعبون الاستمرار في تقديم إبداعات في ميدان اللعب. وأكد أن هناك فضائح نسمع بها تتعلق بكرة القدم بشكل أو بآخر، لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن القيم والأخلاق تبقى هي الأساس في تشكيل حالة الاحترام للفريق، وعندما تتعلق الأمور بالأخلاق فإن الأمور المسيئة لا يمكن أن تنسى، لأنها تتحول لوقائع وذكريات يرفض التاريخ نسيانها للاعب أو للمدرب. وأضاف: «لا يمكن أن أنتظر في التدريب لاعباً متأخراً لأنه نجم، ويجب الانضباط في السلوك، وعندما أقوم بتغيير لاعب فإنه لا يجوز أن ينفعل أو أن أقدم له المبررات لما يقوم به من رد فعل غاضب». السلوكيات تنتج عن قلة الثقافة الطب النفسي: بعض اللاعبين لا يشعرون بالمسؤولية تجاه الآخرين الرياض (الاتحاد) قال د. عادل كراني استشاري الطب النفسي، المدير الطبي للمركز الأميركي النفسي والعصبي: «إن سلوكيات اللاعب الخليجي داخل الملعب وخارجه نابعة من عدم دراية وقلة ثقافة، وهذه الظاهرة بدأت في العالم الغربي، منذ دخل الاحتراف عالم كرة القدم، حيث يحصل اللاعب على مبالغ مالية خيالية وهو لا يزال في مرحلة المراهقة، وقد تصل إلى ملايين الدولارات، واللاعب المراهق يعتقد أن المبلغ المالي المقدم له يغنيه عن التعليم والعمل وحتى النضوج، فيكون همه صرف هذه المبالغ أي كانت الطرق». وأضاف: «برزت مؤخراً ظاهرة تواجد هؤلاء اللاعبين في المقاهي، وتدخين الشيشة والمدواخ والسجائر، حيث إنهم يعانون من وقت فراغ كبير من دون مسؤوليات في اليوم التالي، سواء دراسية أو عملية، وللأسف اتجه بعضهم إلى ما هو أكبر». وأشار استشاري الطب النفسي إلى أن السلوكيات ناتجة عن عدم نضج اللاعب من الناحية التعليمية والاجتماعية، بالإضافة إلى إحساسه بعدم المسؤولية تجاه الآخرين. وأوضح كراني أن النادي يتحمل المسؤولية، كونه تعاقد مع اللاعب خاصة أن الأندية التي تلجأ إلى استقطاب المحترفين الصغار ليس لديهم أية برامج تعليمية أو تربوية في العقد المبرم، وإنما هي فقط دفع مبالغ مقابل مهارات، وهو ما يتسبب حتى في دمار مستقبل هذا الشاب بعد استغناء النادي عن مهاراته، سواء بسبب الإصابة أو السن، وأحياناً يعتزل اللاعب كرة القدم مبكراً، وهنا يأتي دور اتحادات الكرة في وضع ضوابط وشروط لحماية مستقبل اللاعب المحترف بضمان تعليمه من خلال عقده الاحترافي وتأهيله في نهاية عقده. وأكد الطبيب النفسي أن الأندية، سواء المحترفة أو الهاوية وبشكل عام التجمعات الشبابية تحتاج إلى طبيب نفسي، أو أخصائي نفسي، ليتسنى للنادي الاهتمام بالصحة النفسية لهذا اللاعب ووقايته من السلوكيات الضارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©