السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمير المستنير

17 نوفمبر 2014 00:10
لمَّا كانت العقول الخلاقة زاخرة بالأفكار المتقدمة التي تؤدي إلى الأفعال والإنجاز، ولمَّا كانت أفكار الفرد تعكس شخصيته، وتُبرز ثقافته وهويته، ولمَّا كانت دول الخليج دولاً فتية، تشق طريقها نحو الإعمار، بادر أحد الكبار بتقديم فكرة سعودية، وتبنتها وآمنت بها عقول حكيمة، حرصت على تعزيز التآخي والتقارب بين شعوبها، فكان مولد دورة الخليج يوم فرح بهيج، ومنذ ذلك اليوم، بدأت في البحرين قصة النجاح، وامتدت لأكثر من أربعة عقود. وضع الأمير المستنير خالد الفيصل فكرته على الورق، ثم أوجد الإطار اللازم لتنفيذها، فانطلق في رؤيته العميقة، ورسم في شبابه لوحة تشكيلية عريقة، لونت سماء الخليج بأزهى الألوان، وأسهمت في بناء الإنسان وتنمية المكان، إذ لا يمكن لأحد قط أن ينكر الدور الرائد لدورات الخليج المتعاقبة في رفع كفاءة اللاعب الخليجي في الجوانب البدنية والفنية والذهنية في كرة القدم، إلى جانب تحولها مع مرور الزمن حتى وقتنا الحاضر إلى مدرسة لإعداد القادة، خرجت أجيالاً وأجيالاً من الكفاءات والرموز التي خدمت أوطانها بتفان وإخلاص، ليس بقطاع الرياضة فحسب، بل بمختلف قطاعات الدولة، بما فيها أعلى مراتب القيادة السياسية. كما تشهد سجلات التاريخ على المكاسب التنموية التي تحققت بفضل دورات الخليج، حيث يعد حدث استضافة البطولة، بالنسبة لكل الدول الخليجية، محركاً أساسياً لنمو مشاريع تطوير البنى التحتية، ويشكل دافعاً مستمراً لبناء المنشآت الرياضية، ناهيك عن دورها في تحقيق المنافع الاجتماعية. وبحرصه الدائب على التأثير إيجاباً في محيطه، أطلق الأمير خالد الفيصل بالأمس مبادرة تطويرية بتحويل كأس الخليج العربي «أولمبياد خليجي» يشمل إلى جانب كرة القدم جميع الألعاب الرياضية الأخرى، بالإضافة لأنشطة ثقافية وفنية وعلمية للشباب الخليجي، وأرى أن تبني مثل هذه المبادرة القيِّمة التي تستهدف إثراء الشباب الخليجي، وضمان تطوير كل الألعاب الرياضية في منطقتنا، يضفي مزيداً من القيمة على «الخليجية»، بل إن تنفيذ مثل هذا المشروع الهائل يساعد على مضاعفة إيرادات البطولة، ويحولها إلى حدث رياضي سياحي ضخم وقوة اقتصادية كبرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©