الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خياطون يسابقون الزمن لتجهيز ملابس العيد في موعدها

خياطون يسابقون الزمن لتجهيز ملابس العيد في موعدها
5 نوفمبر 2011 01:47
تشهد محال خياطة الثياب الرجالية والنسائية ازدحاماً شديداً قبل حلول العيد بفترة طويلة، ولكنه يشتد في الأيام الأخيرة قبل العيد، حيث تكون المحال في هذه الأيام في سباق مع الزمن لتلبية رغبات الزبائن في تفصيل الكنادير الرجالية والعباءات النسائية وتسليمهم الثياب في مواعيدها. وكل من تأخر في القدوم إلى الخياطين سيقابل برفض تام، فهم لا يجدون وقتاً لإنجاز تلك الطلبات فعملهم يستمر حتى ليلة العيد. هناء الحمادي (أبوظبي) - مشهد يتكرر قبل العيد ازدحام منقطع النظير أمام محال الخياطة الرجالية والنسائية، الجميع يتسابق للتأكد من أن ثيابه ستنجز بأفضل شكل، وأنها على مقاسه تماما، ليرتديها في زيارات العيد، لكن في المقابل يجد الكثير من الزبائن الرفض من جميع محال الخياطة، التي ترفع شعار “ما في تفصيل” ليصدم الزبون هنا في البحث المضني عن خياط آخر قد ينقذه ويقدم له ملابس العيد، ولا يختلف الوضع أيضا في محال الخياطة النسائية، نظراً لعدم إمكانية تسليم الثياب في الوقت المحدد. فرحة العيد يستمتع مبارك الجابري بهذا التزاحم على الخياطين، ويقول إنه “جزء من فرحة العيد”. ويوضح “تنتاب الشخص السعادة بعد أن ينجز احتياجاته في وسط الازدحام”، مضيفا “نظراً لظروفي المادية فقد أجلت تفصيل الكنادير حتى ينزل الراتب، وتوقعت أن الخياط الذي أتعامل معه سيقبل بطلبياتي، وند ذهابي له صعقت برده إنه لا يستطيع خياطة إلا كندورة واحدة، ولكن بعد أن أعطيته “عربونا” قبل بخياطة اثنتين”. ويرى الجابري أن هذا التزاحم يسبب إرباكاً لأصحاب المحال، ما يؤدي إلى عدم إتقان العمل بالشكل المطلوب، كما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مضاعف. في المقابل، يرى صلاح سعيد أن محال الخياطة تعتبر العيد موسم الربح من حيث الدخل المادي، وهي تعادل دخل عام كامل، ولكنه يقول إن هذا الازدحام يتسبب في بعض الأحيان في أخطاء وضياع وخلط الملابس، ورغم ذلك يعتقد أن خياطة ملابسه قبل العيد هو الأفضل، حيث توجد أقمشة منوعة ومختلفة يحتفظ بها الخياطون ولا يخرجونها للزبائن إلا قبل العيد، لتفصل فقط للزبائن الـ”vip”. وبين الرفض والنقاش الطويل مع صاحب محل الخياطة انتهى الأمر بمشادة كلامية، ليرضخ الخياط لطلب أبي راشد، ويفصل ثياب العيد له، ويرى أبو راشد أن “بعض الخياطين يعاندون لرفع السعر فهم يعرفون حاجتنا الماسة لارتداء ملابس العيد، ولكن إصرارهم المتكرر بالرفض وعدم توافر الوقت الكافي لإنجاز وخياطة الكنادير يرفع الضغط”. ويضيف “حاولت إقناع الخياط بتفصيل كندورتين، لكنه رفض، وأكد أنه سيسلمني إياهم بعد العيد، هنا انتابتني مشاعر الغضب، ولا إرادياً وجدت نفسي أشتبك معه بالكلام، ثم رفعت له السعر ليقبل بتفصيل كندورتين وبالتاريخ الذي حددته”. ملابس جاهزة لا يختلف الوضع مع الخياط النسائي، ولكن يزداد صعوبة أكثر فمعظم محال الخياطة والتطريز لا تقبل بأخذ طلبيات أخرى، فالعدد مكتمل ولا يوجد عمال يمكن أن ينجزوا المهام بشكل جيد. وتجد نور خالد أن “محال الخياطة والتطريز والعباءات أوقفت تسلّم طلبات العيد قبل شهر، بحجة ازدحام الطلبات لديهم وقلة عدد العمال، ما جعلني ألجأ إلى شراء الفساتين والجلابيات الجاهزة”. وتكمل “كان السبب في تأخري لتفصيل عباءة أو جلابية العيد هو العمل المرهق الذي يطول إلى العصر إلى جانب القيام بمسؤوليات البيت والزوج، وليس لدي فرصة للذهاب إلى الخياط سوى في الإجازة الأسبوعية، وليقيني بأن كل الخياطين سيرفضون استقبال طلبياتي قررت شراء الجاهز اختصاراً للوقت والجهد، على الرغم من ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة إلا أنني ارتضيت بالأمر الواقع لأظهر في أجمل حلة في يوم العيد أنا وبناتي الثلاث”. في المقابل، حاولت هدى الريس إقناع الخياط بتفصيل عباءة ذات نقوش وتطريزات بسيطة، لكن الخياطة أكد لها أن التفصيل توقف منذ 3 أسابيع، نظراً لكمية الطلبات التي لديه وعدم توافر الوقت الكافي لإنجازها. وتقول “بعد حوار طويل وشد وجذب بيني وبين الخياط، وتسليم العربون كاملا قِبل خياطة عباءة واحدة قبل بتفصيلها شريطة تسلمها ليلة العيد، ورغم صعوبة ذلك إلا أنني قبلت من أجل إطلالة مميزة في العيد”. وتضيف الريس “الخياطون يستغلون موسم العيد لرفع السعر بشكل جنوني ومبالغ ويطرحون تشكيلات وتطريزات جميلة وأنيقة تجذب الأنظار وتجعل الواحدة منا تقبل بخياطتها من أجل أن تظهر بكامل زينتها أمام الأهل والصديقات”. فريسة الازدحام يبدو أن أم حميد (30 سنة) قامت بتفصيل عباءات وجلابيات العيد باكرا هذا العام تفادياً للازدحام والإقبال الشديد على الخياطين، وتحاشياً لارتفاع الأسعار أيضاً، حيث إن كثيرا ًمن المحال تستغل مناسبة العيد، وترفع أسعار القماش والعباءات نظراً للإقبال الكبير الذي تشهده أسواق العباءات. وتتفق في الرأي صديقتها حصة البلوشي، التي أنهت تحضيراتها من شراء الجلابيب والعباءات باكرا لمناسبة العيد المبارك، حتى لاتقع فريسة الازدحام على الخياطين في موسم العيد. وحاولت سامية الحوسني (26 سنة) الهروب من التفصيل ومشكلاته، فحاولت شراء احتياجاتها من ملابس وجلابيات وعباءات قبل العيد بشهر حيث يقل الازدحام، على الرغم من أن الموديلات الحديثة لا تتوافر إلا في الأيام الأخيرة من قبل العيد. وتوضح “كان زوجي يقف لي بالمرصاد، مدعيا أنه لاداعي للعجلة لشراء الملابس لكرهه التسوق، واضطررت إلى الرضوخ للأمر الواقع، وعندما لم يتبق سوى أيام قليلة على العيد اضطررنا إلى الذهاب للأسواق وتحمل العناء، وكانت ليلة صعبة جداً، لأنه لم يكن هناك مجال للتأخير أكثر من ذلك”. من جهته، يقول الخياط شريف خان “هناك نساء يتسببن لنا في كثير من المواقف المحرجة، فهن لا تأتين إلا في الأيام الأخيرة من قبل العيد، وتبدأ في إهدار وقتنا في محاولة لاستمالتنا لتفصيل فستانها أو عباءاتها”. ويضيف: نتوقع الكثير من الإشكاليات من الزبونات قبل العيد، فتحدث المشاجرات، وبالطبع لا نستطيع مجاراتهن في ذلك، وبعضهن يرفعن أصواتهن، ويعتبرن الخطأ المزعوم «كارثة»، لأن الكشخة راحت عليهن”. ويتابع “نحرص على ألا نستقبل الطلبات في العشر الأواخر حتى لا نقع في مشاكل، كما نميل إلى التعامل مع الزبائن المعروفين لدينا، لأننا نفهمهم، وإذا أخطأنا دون قصد بسبب الازدحام، يمكنهم قبول اعتذارنا”. كندورة بلا أزرار اعتذرت أغلب محال تفصيل الثياب الرجالية والنسائية عن استقبال “الزبائن الجدد”. وأجمع أغلبهم على الإحراج الكبير الذي يواجهونه هذه الأيام من الزبائن الجدد، وكيفية إقناعهم باستحالة تفصيل أي ثوب لأي زبون جديد قبل العيد بأسابيع، بسبب عدم وجود وقت كاف لديهم. إلى ذلك، يشير الخياط سليم محمد إلى أن أغلب الخياطين يواجهون ضغوطاً كبيرة قبل العيد من الزبائن الذين يصرون على تفصيل ثياب لهم قبل العيد، حيث يظل جميع الخياطين سواء الرجالي أو النسائي في حالة استنفار وطوارئ قبل ليلة العيد، وقد تمتد أحياناً كثيرة إلى صلاة العيد عند البعض. ويضيف “المواقف التي نتعرض لها في الأعياد متشابهة، ومن أصعب تلك المواقف التي تمر علينا عندما يأتي الزبون قبل العيد بعدة أيام ويريد تجهيز الثوب قبل العيد بعدة أيام إلى جانب أن العديد من الزبائن يؤجل إجراء التجربة إلى ليلة العيد، ليبدأ هنا مسلسل المصائب إذا وجد الزبون ثوبه دون أزرار، حيث إنه من المعروف أن أيام العيد يزيد الضغط على الخياط، وقد يسقط ثوب من مئات الثياب دون أزرار، ونصدم نحن في كيفية تدارك الموقف، إذ في تلك الليلة تغلق جميع محال الخياطة، ويذهب الخياطون إلى منازلهم ومحال الأكسسوارات التي تبيع الأزرار تكون مغلقة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©