الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الفورمولا ـ 1».. مليارات الدولارات تنعش هدير المحركات

«الفورمولا ـ 1».. مليارات الدولارات تنعش هدير المحركات
2 نوفمبر 2013 22:29
محمد حامد (دبي) - تعيش مدن ودول العالم التي تنظم إحدى جولات سباق الفورمولا-1 على أطراف أصابعها في حالة من الترقب نهاية كل موسم، لمعرفة ما إذا كانت سوف تحظى بشرف تنظيم إحدى جولات السباق العالمي في الموسم التالي أم لا؟، ما يؤكد أن سباق الفورمولاـ 1 ليس مجرد مهرجان رياضي عالمي، بل هو مناسبة لها قيمتها الرمزية الكبيرة. فهذا السباق يؤكد استقرار وانتعاش الدول التي تحتضن إحدى جولاته، فضلاً عن إبراز القدرات التنظيمية، وانتعاش السياحة، ليس في فترة التنظيم فحسب، بل فيما بعد، حيث تتعلق أنظار العالم بالمدينة التي تستضيف إحدى جولات الفورمولا– 1، وتشير الإحصائيات إلى أن 1 من كل 12 شخصاً حول العالم يشاهدون السباق، ما يعني أن إجمالي المشاهدين يصل إلى 600 مليون شخص، أي أنه يتفوق على مواجهات الكلاسيكو بين البارسا والريال، والذي وصل إلى أعلى سقف مشاهدة عالمية له عند 400 مليون شخص حول العالم. ويظل الجانب المالي في سباقات الفورمولا–1 بين الأشياء التي تحظى باهتمام جماهيري وإعلامي لافت، فقد اشتهرت بأنها رياضة المليارات، بداية من رسوم الاستضافة والتي تذهب إلى خزائن الجهة المالكة للحقوق، وأسعار التذاكر، ورواتب السائقين، وصولاً إلى إجمالي الحركة الاقتصادية في عالم الفورمولا والذي يصل إلى 5 مليارات دولار. رسوم الاستضافة 01 في عام 2010 حصلت الجهات المالكة لحقوق الفومولا-1 على حوالي 600 مليون دولار من رسوم الاستضافة، ما يعني أن متوسط ما يتم دفعه في كل جولة من الجولات الـ 19 يساوي 31 مليون دولار، وهذه الرسوم مرشحة للارتفاع، في ظل التسابق المحموم بين الدول على استضافة إحدى جولات السباق، فالعائد المالي والدعائي والسياحي أكبر من أن يرتبط بمثل هذه الرسوم. ودائماً ما تكون الجهات المالكة لحقوق السباق في مقعد القيادة أثناء التفاوض مع الدول والمدن الراغبة في استضافته، فالتنافس محموم، والجهة التي يحق لها الموافقة أو الرفض هي جهة واحدة، وهي “الفورمولا-1”، وينص العقد المبرم على أن الرسوم قابلة للزيادة بحسب الظروف والمستجدات التي تطرأ على السباق وجولاته في كل موسم. أسعار التذاكر 02 يمكن اعتبار سباقات الفورمولا– 1 من بين البطولات الأكثر شعبية في العالم، ولكن الشعبية هنا ليست مثل كرة القدم، وخاصة من ناحية الكلفة المالية لحضور جولات السباق، فالحضور الجماهيري كبير، ولكنه يرتبط بفئات جماهيرية معينة على استعداد لدفع الكثير من أجل الاستمتاع به، بل إن الآلاف يحرصون على التنقل والترحال من أستراليا إلى أوروبا وآسيا وصولاً إلى أميركا الجنوبية لمتابعة كافة الجولات. ووفقاً لأحدث التقارير، فإن متوسط سعر التذكرة، يصل إلى 550 دولارا، وهو ما يعادل 3 أضعاف الراتب الشهري للموظف الصيني وفقاً لبعض التقديرات، حيث يصل سعرها بالعملة الصينية إلى 3500 يوان، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار التذاكر إلا أن الدول والمدن المستضيفة للسباق، والجهات المسؤولة عن حقوق الفورمولا– 1 لا تعول كثيراً على تحقيق مكاسب من هذا القطاع، وهو ما يعني أن المكاسب غير المباشرة، مثل حركة التدفق السياحي، والدعاية المجانية غير المباشرة للدول هي الأهم في عالم الفورمولا– 1. الجوائز المالية 03 بلغت الجائزة المالية المباشرة التي حصل عليها فريق ريد بول عام 2010 حوالي 88 مليون دولار، ومن المتوقع أن يستمر الارتفاع في قيمة الجائزة التي يحصل عليها الفريق البطل، لتصل وفقاً لبعض التقديرات إلى 220 مليوناً في عام 2016. ويأتي التقدير المالي للفريق البطل “الصانع” من أجل تشجيع هذه الفرق على إجراء المزيد من الدراسات، وإدخال التحسينات التي من شأنها الارتقاء بقوة وسرعة السيارات في إطار الضوابط المعمول بها في عالم الفورمولا-1. رواتب السائقين 04 ربما يكون هذا الجانب هو الأكثر إثارة وجذباً للجمهور والإعلام على حد سواء، والمفارقة أن ما يتم إعلانه في هذا الجانب، قد لا يتضمن سوى الراتب السنوي المباشر لهذا السائق أو ذاك، بعيداً عن المكاسب المالية الأخرى التي يحققها من الانخراط في بعض الدعايات الإعلانية، وغيرها من الأنشطة التي ترتبط بما يسمى بحقوق “صورة النجم”. فقد وصل إجمالي مكاسب السائق الأغلى والأعلى دخلاً في العالم فرناندو ألونسو سائق فريق فيراري إلى 40 مليون دولار في عام 2012، ولكن ما تم الكشف عنه في عام 2013 عن الرواتب المباشرة يشير إلى أن ألونسو يحتل المرتبة الأولى بـ27.5 مليون دولار، ويشاركه القمة السائق البريطاني لويس هاميلتون بنفس الراتب، والمفارقة أن بطل العالم سيبستيان فيتل يحتل المرتبة الرابعة على سلم الرواتب بحصوله على 16.5 مليون دولار سنوياً، وتتفاوت الرواتب حسب درجة النجومية، حيث يتقاضى السائق ماكس شيلتون من “فريق ماوريسا” 200 ألف يورو سنوياً، وهو في المرتبة الـ20 على المستوى العالمي في قائمة رواتب السائقين. تكلفة الفرق 05 تجاوزت كلفة الفرق المشاركة في سباق الفورمولا– 1 لموسم 2010 حاجز الملياري دولار، وهو ما يعني أن متوسط الكلفة المالية للفريق الواحد يتجاوز 55 مليوناً، وهي تشمل رواتب السائقين والعاملين مع الفريق، وكذلك كلفة السيارات والمحركات. وبعيداً عن متوسط كلفة كل فريق تبدو الأمور أكثر إثارة حينما يتعلق الأمر بالتكاليف المالية التي تتكبدها خزائن الفرق الشهيرة، حيث تصل الكلفة في حالة فريق مثل فيراري إلى 350 مليون دولار سنوياً، في حين أنفق فريق مثل “إتش آر تي” مثلاً في مواسم سابقة 45 مليوناً، مما يجعل متوسط الإنفاق ليس بالرقم الكبير، وتحصل الفرق على هذا المال لتغطية نفقاتها من المعلنين، ومن مصادر أخرى على رأسها الجهة أو الجهات المالكة لهذا الفريق. أموال الرعاة 06 الرعاة هم وقود عالم الرياضة وخاصة في مستواها الاحترافي، وفي ظل الكلفة المالية الباهظة لسباقات الفورمولا-1 يصبح للرعاة دور حيوي في استمرار هدير المحركات، وتحظى سباقات السيارات، وتحديداً الفورمولا -1 بشعبية كبيرة في الكثير من مناطق العالم، حيث يحرص على مشاهدتها شخص من بين كل 12 شخصا، مما يعني أن إجمالي المشاهدين للسباق عبر شاشات التلفاز عبر دول العالم يصل إلى 600 مليون شخص تقريباً. وبالنظر إلى هذه الشعبية الجارفة، وخاصة في الأوساط الاجتماعية التي لا تعاني من أزمات اقتصادية، تنشط الجهات الراعية للسباق، فقد حصلت الفرق على ما مجموعه مليار دولار في الموسم الواحد خلال المواسم الماضية من الجهات والشركات الراعية، وكانت إحدى شركات التبغ الراعية لفريق فيراري تدفع 100 مليون دولار، قبل إزالة اسمها وصورتها التجارية لأسباب تتعلق بالصحة ومكافحة التدخين، وهو الأمر الذي تطلب وقتاً طويلاً وصراعاً مريراً بين قوة المال وصوت القيم الإنسانية والرياضية، وفي النهاية انتصرت الأخلاقيات على المال. إجمالي العوائد المالية 07 إذا كانت هذه هي الدائرة المالية والاقتصادية التي يدور في فلكها سباق الفورمولا – 1 للسيارات، بداية من رواتب السائقين، وكلفة الفرق، والأموال التي يتم دفعها للحصول على حق الاستضافة، وغيرها من الجوانب التي تشهد إنفاقاً مالياً كبيراً، فهل يمكن حساب إجمالي الحركة المالية في هذا العالم المثير؟ الإجابة تشير إلى أن الرقم يفوق 5 مليارات دولار، حيث تصل العوائد في كل جولة على حدة إلى 230 مليوناً تقريباً. وبحساب عدد السباقات والذي يصل إلى 19 جولة، يمكن القول إن إجمالي العوائد المالية، وإجمالي الحركة المالية لسباق الفورمولا – 1 بكافة جولاته يصل إلى حوالي 4.5 مليار دولار سنوياً، وهذا الرقم مرشح للارتفاع سنوياً، ويكفي أنه يفوق عوائد البريميرليج “الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم”، كما أن راتب سائق مثل ألونسو يقترب من ضعف ما يحصل عليه كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، وزلاتان ابراهيموفيتش باعتبارهم من بين النجوم الأكثر دخلاً في عالم كرة القدم. الجهات المالكة للحقوق 08 يتمتع بيرني إيكلستون بشهرة كبيرة تفوق بعض السائقين، وبصفته أحد الشخصيات صاحبة الكاريزما الإعلامية، اكتسب إيكلستون شهرته من الصخب المحيط بحياته الاجتماعية أكثر من صفته كأحد ملاك الحقوق التجارية لسباقات الفورمولا – 1. ما قد يغيب عن البعض أن إيكلستون ليس المالك الأكبر وليس المالك الوحيد للحقوق التجارية للفورمولا– 1، ولكنه المالك “الطبيعي” الأشهر، في ظل توزيع ملكية هذه الحقوق على مؤسسات أشهرها شركة “دلتا توبكو” والتي تستحوذ على 70% من الحقوق، وكذلك “جي بي مورجان” بنسبة 20 %. بينما يملك إيكلستون 10% من حقوق الفورمولا التجارية، ولكنه يظل الاسم الأشهر في هذا العالم المثير، وربما لا يتفوق عليه سوى النجم الأشهر مايكل شوماخر أسطورة سباقات الفورمولا – 1 على مر العصور، وفي الآونة الأخيرة بدأت أسهم الأسطورة التي تتشكل “فيتل” تزاحم الجميع على صدارة الأسماء الأكثر شهرة في عالم المحركات الذي تحركه وترفع من إثارته مليارات الدولارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©