أبوظبي (الاتحاد)- لم يتم تنظيم في مصر سوى سباق يتيم للفورمولاـ 1 وقد أقيم في 9 مارس 1947 على حلبة متعرجة أطلق عليها اسم متنزه الجزيرة، كما أطلق عليها اسم حلبة الأهرام. أما سبب تسميتها بحلبة الجزيرة وقوعها في منطقة الجزيرة (مكان دار الأوبرا المصرية بالقاهرة حالياً). وبلغ طول الحلبة 1480 متراً، وشهدت تقسيم السائقين الى مجموعتين وخوضهم تصفيات قبل المرحلة النهائية. وشارك في السباق 16 سائقاً معظمهم من إيطاليا، وعلى متن سيارات تتمتع بالصفات عينها كانت من طراز سيسيتاليا دي46. هذه السيارات حملت على جنباتها الأرقام باللغة العربية.
وكما ذكرنا سابقاً أقيم السباق على حلبة متعرجة في الجزيرة، ولم يشاهده سوى 6 آلاف مشاهد، جلس معظمهم في القسم الأعلى للمدرجات تاركين القسم الأسفل خالياً، ربما بسبب الخوف من السيارات. وتقدمهم الملك فاروق، ملك مصر في ذلك الوقت، الذي حضر لتسليم الكأس التي أطلق عليها إسم كأس صاحب المعزبك.
انطلقت المجموعة الأولى وامتدت مسافة السباق لـ 25 لفة مع مسافة إجمالية بلغت 37،5 كلم على مضمار مع منعطفات ضيقة أرهقت السيارات والسائقين على حد سواء. واستطاع الإيطالي فرانكو كورتيزي من الفوز بهذه المجموعة، بعدما اجتاز المسافة بوقت قدره 23،24،4 دقيقة، بمعدل سرعة بلغ 96،147 كلم/س. واحتل بيرو دوسيو، صاحب فكرة إقامة السباق في القاهرة، المركز الثاني بفارق ست ثوان عن الفائز. بينما وصل ماريو تاديني في المركز الثالث متأخراً بفارق 50 ثانية.
تضمن سباق المجموعة الثانية 25 لفة بمسافة إجمالية بلغت 37،5 كلم، وتمكن الإيطالي بيرو تاروفي، الذي كان مديراً لأحد الفرق المشاركة في السباق، من الحلول في المركز الأول بـ 23،5،6 دقيقة، بمعدل سرعة بلغ 97،451 كلم/س. وحل مواطنه ألبرتو أسكاري، الذي سينتزع فيما بعد لقب بطولة العالم للفورمولاـ1 عامي 1953 و1953، في المركز الثاني بفارق 2 ثانية، ودورينو سيرافيني في المركز الثالث.
المجموعتان الأولى والثانية فاز بهما كورتيزي وتاروفي، وقد تأهلت 10 سيارات الى السباق النهائي، الذي إستمر 50 لفة بمسافة 75 كلم. إنطلق السائق تاروفي من أمام كورتيزي، دوزيو وأسكاري، الذي تمكن من تجاوز دوزيو بعد 10 لفات. ولكن قبل النهاية تعرضت سيارة تاروفي لمشاكل ميكانيكية إثر عطل أصاب المكربن، فاضطر لإبطاء قيادته، ليتجاوزه كورتيزي وأسكاري.
في الوقت عينه استطاع تاروفي أن يسجل أسرع توقيت خلال لفة واحدة بعدما إجتاز مسافة الحلبة بـ 51 ثانية، بمعدل سرعة بلغ 108،112 كلم/س.
وإجتاز كورتيزي السباق بـ 45،3 بمعدل سرعة 98،2 كلم/س. وحل أسكاري ثانياً بفارق 12،9 ثانية، وتاروفي المركز الثالث بفارق 14 ثانية. وجاء دوسيو رابعاً بفارق 15،1 ثانية. ووصلت الي خط النهاية سبع سيارات من زصل 10 أخذت شارة الإنطلاق، وكانت جميعها سيارات من طراز سيستاليا دي46 مع محرك سعة 1100 سنتم3.
فاز كورتيزي بالسباق وحصل على كأس قدمها له الملك فاروق. هذا الفوز فتح الباب أمام هذا السائق للانضمام الى فيراري بعدما طلب منه إنزو فيراري بعد 3 أيام من إنتصاره في مصر أن يقود أول سيارة حمراء من طراز 125.
يذكر أن فكرة تنظيم جائزة كبرى في مصر كانت من بيرو دوسوي، الذي قام بتأسيس شركة عام 1945 في تورينو تنتج سيارات للسباق، لكنها لم تعمر كثيراً، لأنه كان يريد لطرازاته سيساليا أن تشارك بمفردها في السباقات من دون منافسة طرازات أخرى. وبسبب فشل السباق من الناحية المادية قرر عدم تنظيم جائزة مصر الكبرى مرة ثانية، علماً أن هذا السباق كان مغايراً عن بقية الجوائز التي نظمت في دول شمال أفريقيا، كونه لم يشهد مشاركة سوى سيارات من طراز واحد.
عدد اليوم
