الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفطام»..أول صدمة في حياة الإنسان

«الفطام»..أول صدمة في حياة الإنسان
29 أكتوبر 2015 20:15
خورشيد حرفوش (القاهرة) إذا كانت الرضاعة الطبيعية للطفل، حالة عاطفية وإنسانية، تشكل «اللبنة» الأولى للأمان النفسي الذي يربط الوليد الجديد بأمه، ويشكل علاقة تفاعلية حميمية دافئة بينهما من نوع خاص، فالفطام بطبيعته فطام نفسي وليس مجرد توقف لعملية الرضاعة. حتى أولئك الرضع الذين يعتمدون على «الرضاعة الصناعية» بالزجاجة، يعانون نفسياً عند التخلي عنها بقرار من الأم. فزجاجة الحليب قبيل الرقاد، تشعرهم بمتعة كبرى، وكأنها بديل عن صدر الأم. مرحلة الكوب تقول الدكتورة دنى خورشيد، أخصائية التغذية، إن أهمية بدء مرحلة الفطام بتناول الطفل الحليب «رشفاً» من الكوب في الشهر الخامس، من بين حين لآخر، حتى وإن كان من صدر الأم، وهذا أفضل حتى يعتاد ذلك مبكراً، ولا تنتظر الأم أن يبلغ الطفل مرحلة يستطيع أن يعاند فيها، ويمتنع عن استعمال الكوب. ومن الممكن أن يشرب الطفل أيضاً عصير البرتقال الطازج من الكوب، حتى يعتاد ذلك. وقالت إنه من الممكن أن تعود الأم طفلها في الشهر السادس على الإمساك بالكوب، بأن تعطيه كوباً صغيراً فارغاً حتى يتعلم كيف يقبض عليه، وعندما يحاول أن يرشف من الكوب فارغاً، يمكن تزويده بقطرات من الحليب ليتعلم مبكراً استخدامه في مرحلة لاحقة، ثم تزيد الأم كمية الحليب شيئاً فشيئاً. فإذا بلغ الشهر السابع أو الثامن على الأرجح فإنه لن يرفض استعمال الكوب. لكن يجب أن تدرك الأم أن الطفل لن يعتمد على الحليب من الكوب لسد جوعه، وسيظل يعتمد على الرضاعة من صدرها من بين حين لآخر حتى يصل إلى عمر سنة ونصف تقريباً، لافتة إلى أن الأم تلاحظ أن الطفل قد يمتنع عن الحليب في الكوب إن كان بارداً بعض الشيء، وعليها أن تقدمه إليه فاترا. الطريقة السليمة حول كيفية الفطام، تقول: «إذا كان الطفل في شهره السادس وأصبح يميل إلى الرضاعة من الزجاجة، ويرغب في تناول الحليب من الكوب، على الأم أن تزيد الكمية في الكوب تدريجياً، ومع كل وجبة حتى يقلل حاجته إلى الزجاجة، ثم تكف عن إحدى وجبات الزجاجة خلال النهار، لكن غالباً ما يترافق ذلك بمرحلة التسنين، وما يرافقها من متاعب، وقد يتطلب ذلك تفضيل الطفل للزجاجة، لكن تستمر الأم في عملية التدرج حتى يعتمد على الكوب في الرضاعة». وتضيف: «الطفل المتردد في تقبل الفطام، عادة ما يأخذ رشفة أو اثنتين، ثم يدفع الكوب، ويدع الحليب ينساب من جانبي فمه، وهناك كثير من الأطفال يصعب عليهم التخلي عن الزجاجة عند الرقاد حتى عمر سنتين، وعلى الأم ألا تمل أو تتسرع، وعليها الصبر حتى يتناول الطفل الحليب بما يشبعه»، مضيفة: «إذا لاحظت الأم أن الكمية التي يتناولها الطفل من الكوب لا تشبعه، فيستحسن أن تمنعها عنه كلياً، لأنه يصعب عليه التخلي عنها بسهولة خلال الفترة الحرجة ما بين الشهر العاشر والخامس عشر». وتنصح الأم بعدم التورط في استعمال الزجاجة لتهدئة الطفل في كل مرة يصرخ فيها أثناء الليل، فإنه سيزداد تعلقاً بها، فمن الأهمية أن تلاحظ الأم جيداً أن طفلها لا يتناول أكثر من لتر واحد من الحليب في اليوم. أما من الناحية النفسية، فينبغي أن يشعر الطفل بأن أمه تشجعه على تجاوز مرحلته، ومن أهم الوسائل إلى ذلك أن تجعله يتخلى عن زجاجته تدريجياً. إعطاء الطفل الزجاجة لتهدئته كلما بكى يزيد تعلقه بها دنى خورشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©