الصورة المرسومة بالكلمات أكثر بلاغة

الشارقة (الاتحاد) في إطار الندوات المتخصصة المقامة على هامش معرض الشارقة للكتاب، عقدت أمس الأول ندوة «حكايات مرسومة.. العلاقة بين الكلمة والصورة»، شارك فيها الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس قسم الدراسات والنشر بدائرة الثقافة والإعلام، والناقد الكاتب فخري صالح، وأدارها الفنان التشكيلي والأديب محمد مهدي حميدة. تحدث عبد العزيز، فقال: «الصورة هي كل ما يحيط بنا في الحياة، إلا أنها موجودة في القلوب والأذهان. وقدم تعريفاً لعلاقة الكلمة بالصورة، وكيفية تعبير البشر عن أنفسهم من خلال الكلام والألوان، ومفهوم الصورة عبر العصور». ويرى عبد العزيز أن الصورة هي الكلمة بشكل أو بآخر، فالصورة هي الوجود المحيط الذي يعبر عنها الإنسان في كلماته وحروفه، وقد دلل على ترافق الكلمة والصورة تطبيقياً من خلال عرضه لمجموعة مطبوعة من الإصدارات السردية والقصصية التي جاءت فيها الصورة معبرة عن مضمون الكلمات والأفكار التي تقول بها تلك الكتابات الأدبية. وأشار كذلك إلى ترابط الصورة مع أحرف الكلام، وكذلك توظيف الحرف في نتاج تشكيلي معبر ودال. أما فخري صالح، فقال: «هناك لغة الكلام وهناك لغة الصورة، وأن الصورة لها مدلولات مختلفة في هذا الزمان الذي أصبحت فيه وسائل الإعلام والتواصل متعددة ومختلفة». وأضاف: «إن ما قيل عن أن الصورة تحل محل الكلام، وصورة واحدة تستطيع التعبير عن آلاف الصفحات، هذا كلام غير دقيق. وأن ما يعرف بعصر الصورة لا يمكن النظر إليه بإيجابية، حيث يحمل في طياته شيئاً من السلبية مثل إسهامه في إضعاف المخيلة والإبداع». واستشهد فخري بقول فالتر بنيامين حين قام بعمل دراسات حول المدن التي زارها وخرج بملاحظة مفادها إعلاء لغة الرمز عن لغة المجاز. وعن علاقة الصورة بالحقيقة ذكر قول سوزان سونتاج: «ليس بالضرورة للصورة أن تنقل الحقيقة».