الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«على الهاوية» يستعيد «مسرح الكلمة»

«على الهاوية» يستعيد «مسرح الكلمة»
17 نوفمبر 2014 02:37
محمد وردي (دبي) عندما ينبثق الأمل من قلب اللُجة. هكذا يمكن اختزال مسرحية «على الهاوية» التي جرى تقديمها مساء أمس الأول على صالة مسرح «ندوة الثقافة والعلوم» في الممزر بدبي. وهو العرض الثالث ضمن الأعمال المتنافسة على جوائز «مهرجان دبي لمسرح الشباب» في دورته الثامنة لعام 2014، من إنتاج «مسرح دبي الشعبي»، وتأليف عبدلله صالح الرميثي، وإخراج حسين جواد، وتمثيل مروان عبدالله صالح، عبدالله المقبالي، ريم زهير، محمد البلوشي، خالد علي، خالد الفنتوري، عبدالله البلوشي. يُستهل العرض بمشهد المتسلط عبد المنتصر (يقوم بالدور مروان عبدالله صالح)، وهو بكل مظاهر قوته وسطوته مع أزلامه وزبانيته، مودعاً حقائبه المتخمة بعناصر سطوته ونقاط ضعفه على رأس القمة، حيث يتربع عليها بفساده واستبداده. وهي قمة يمكن أن تكون من مظاهر السلطة والتمتع بنعيمها لأمثاله، وفي الوقت عينه يمكن أن تكون مقبرة لأحلام البسطاء والمغلوبين على أمرهم، مثل زيد سعيد (يقوم بدوره عبدالله المقبالي)، الذي يقصدها للانتحار، والتخلص من عجزه وقلة حيلته في علاج طفلته المقعدة جراء حادث خطف زوجته وطفله الصغير، أو منى فرحان (تقوم بالدور ريم زهير)، التي تقصدها أيضاً للانتحار، لغسل عارها أو محو آثار فضيحتها التي ألحقها بها متسلط آخر. فيبدأ الحوار بكلا الحالتين، إنهما يعرفان المتسلط جيداً، وإن وجهه مألوف لديهما، ولكنهما لا يتذكران أين التقيا به؟ بدلالة واضحة أن المتسلطين متشابهون في كل زمان. وعندما تنفرد الضحيتان ببعضهما البعض، تنتصر الحياة على الموت بشعلة الحب، فيتعاضدان ضد المتسلط، وحالما ينتزعان بندقيته ويصبح على مرمى النار، ينبت حولهما المتسلطون على شاكلة عبد المنتصر مثل الفطر، ما يترك النهاية مفتوحة على كل احتمالات الصراع بين الخير والشر الكامنين في الذات الإنسانية. العرض خلا من البهرجة، سواء على مستوى السينوغرافيا أو على مستوى الكيروغرافيا، ومع ذلك بدا ممتعاً في لعبة «الفرجة»، ومقنعاً في كل سياقات العرض، ما عدا القفلة، التي انتهت بخنق شعلة الأمل التي أوقدها الحب ضد المتسلطين والفاسدين. ما يعني أن العرض عاد إلى أدواته التي تقوم على مفهوم «مسرح الكلمة» التي يمكن للمسرح من خلالها إثبات اختلافه عن الفنون الأخرى، وفي الوقت عينه، تأكيد حضوره وقوته التثويرية على كل المستويات المعرفية والجمالية. ذلك لأن حضور الصورة في العرض مهما كانت احترافية السينوغرافيا والكيروغرافيا في تقديمها، إلا أنها تبقى أقل صدقاً في نقل الحقيقة كما تفعل الشاشة. كما يقول لواء يازجي في تقديم مسرحية «أُنقِذَ» للكاتب الإنجليزي ادوارد بوند. لذلك لا بد للمسرح أن ينهض في الأساس على الكلمة أو محتوى النص كحامل أساسي للشكل والمضمون، لأن وظيفته ليست تصوير الواقع، بقدر ما تقدم خطاباً عن الواقع. أو كما تقول الدكتورة ماري الياس في كتاب انطولوجيا المسرح: «كأن القول استعاد مكانته في المسرح، وكأننا انتهينا من إشكالية الكلام والصمت التي بدأت مع القرن الماضي عند تشيخوف وبيكيت وناتالي ساروت. كذلك ابتعدنا عن إشكالية الشخص/الكلمة، التي لا تعي الواقع لكنها تقوله، الكلمة هنا تقول الواقع ولكن من منظور صاحبها». تلا العرض حوار، جلسة نقاش مفتوحة مع الحضور بمشاركة المؤلف عبدالله صالح الرميثي، والمخرج حسين جواد، وأدار الجلسة الفنان غنام ناصر. وسبق العرض تقديم محاضرة في «المجلس»، تحت عنوان «المزاوجة في الفنون الحركية والأدائية»، شارك فيها الفنان جسار قدور، مصمم الفنون الحركية في الكثير من الأعمال المسرحية، وأدارت الجلسة علياء المر المهيري، مدير تعزيز العربية في هيئة «دبي للثقافة». ويستضيف المجلس اليوم الدكتورة حصة لوتاه والفنانة القديرة سميرة أحمد، في محاضرة بعنوان «خصوصية الحضور الأنثوي في مسرح الشباب وأثره على الحركة المسرحية في دولة الإمارات - الواقع والإنجازات». كما يستضيف المجلس الفنانتان بدور محمد الساعي وأشجان في محاضرة أخرى بعنوان «المشكلات التي تواجه المسرحيات الشابات وطرق معالجتها. وتدير الجلستين الكاتبة صالحة عبيد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©