الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سانتوس: الإحساس القاسي وراء الدموع

2 نوفمبر 2013 23:21
العين (الاتحاد) - كان لويس سانتوس آخر من غادر غرفة تغيير الملابس، بعد خروج هندوراس من ربع النهائي على يد السويد، ووصف الكابتن الأجواء السائدة في صفوف «كتيبة كاتراتشوس»، حيث تبدو الدموع على أعين اللاعبين وعلامات الحسرة تظهر على محياهم، بعدما كانوا «قاب قوسين أو أدنى»، من حجز مكانهم في نصف نهائي كأس العالم تحت 17 سنة «الإمارات 2013». وقال لاعب أوليمبيا لموقع «الفيفا»، وهو يمسح الدموع التي ذرفها بعد الهزيمة القاسية «إنه شعور صعب، إنه إحساس قاسٍ»، ثم تابع وهو يسمع صدى الاحتفالات السويدية الصاخبة في أروقة ملعب زايد بن خليفة «لقد عملنا بجد من أجل بلدنا، والآن يتعين علينا العودة إلى ديارنا، علينا أن نفعل ذلك بالطريقة الصحيحة، علينا أن نكون متواضعين». وكان سانتوس، الذي يلعب لنادي أوليمبيا العملاق، بمثابة صمام الأمان في قلب الدفاع الهندوراسي الذي كان قوياً وحاسماً على الرغم من أنه استقبل ثمانية أهداف في مبارياته الخمس. وكان أداء سانتوس جيداً في مركز المدافع الأوسط، حيث تواجد في المكان المناسب والوقت المناسب لإحباط محاولات المهاجمين بتدخلاته القوية، مجسداً روح الكاتراتشوس الصنديدة، علماً أن هندوراس لم يسبق لها، قبل نسخة هذا العام، أن فازت بأية مباراة في نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة، مما يجعل من تأهلها إلى دور الثمانية في «الإمارات 2013» إنجازاً تاريخياً بحد ذاته. ولا شك في أن سانتوس يحتاج لبضعة أيام من أجل استيعاب كل هذه الإيجابيات، وقال بعد لحظات من الهزيمة المريرة «لقد عشنا تجربة خاصة هنا، ولكن من الصعب أن نرى الجوانب الجيدة الآن، لقد وصلنا إلى الدور ربع النهائي من نهائيات كأس العالم، لذلك ينتابنا شعور عظيم بالارتياح في نهاية المطاف، لكن كان بإمكاننا أن نخرج بنتيجة أفضل ضد السويد»، ثم أضاف متحسراً على نتيجة المباراة التي كانت فيها هندوراس سباقة إلى التسجيل قبل تلقي هدفين في الشوط الثاني «هناك إحساس بالندم، هذا هو الشعور الطاغي في الوقت الراهن». بالنظر إلى شعيرات الذقن المتفرقة والصوت المنكسر لهذا المدافع، يتذكر المرء أن هؤلاء اللاعبين ما زالوا في ريعان شبابهم، فاحتفالاتهم تعكس أسمى عبارات الفرح وحسرتهم تجعلك تظن أنها نهاية العالم، ولكن سانتوس ورفاقه الموهوبين مثل ريمبراندت فلوريس وبرايان فيلاسكويز أسدوا خدمة كبيرة لكرة القدم في هندوراس، إذ وجدوا لأنفسهم بكل فخر واعتزاز موطئ قدم إلى جانب نجوم الفريق الذي بلغ الدور ربع النهائي من دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012 ومنتخب الكبار الذي فاز مؤخراً على المكسيك في أزتيكا ليشق طريقه بثبات إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي. وأضاف سانتوس وسط ضجيج حركة اللاعبين والمسؤولين الذين يلفون حوله في ملعب مدينة العين قبل إطفاء الأنوار وإغلاق الأبواب: «لقد جعلنا الناس يعرفون هندوراس أكثر بعض الشيء، بذلنا قصارى جهدنا وسوف يرى الناس خارج بلادنا أن هندوراس قطعت بالفعل شوطاً طويلاً، ولقد قدمنا كل مل في جعبتنا لكي نذهب إلى أبعد حد ممكن». وقبل أن يودع موقع «الفيفا»، وسط الظلام الدامس، كانت كلمات سانتوس الأخيرة سخية، حيث قدم نصيحة للجيل القادم من أبناء بلاده، مدركاً أن الفرص ليست وفيرة أمام لاعبي هندوراس: «إذا كان لديكم حلم، عليكم أن تسعوا لتحقيقه، فالأحلام لن تطاردكم أبداً، لا ترضوا بما هو بدهي ومتوقع، لا تدعوا الآخرين يقولون لكم ما يجب أن تكونوا وفي أي مكانة يجب أن تقفوا، امضوا قدماً، وابذلوا قصارى جهودكم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©