الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعلمت من «بوخلف»

17 نوفمبر 2014 00:25
قدر يحكمنا وننصاع ?مره، دون موعد، وبلا وداع، وبصمت.. يتركون خلفهم حكايا ما زالت تُروى. يسبقوننا ونحن من بعدهم. هكذا هي الحياة تطوي بأقدامها كل ملتاع، ليلتاع الناس بفقده. وبالأمس ودع الوطن أحد رجاله البواسل متوشحين علم الدولة. بالأمس ودعنا فقيدي الوطن الغالي: محمد خلف المزروعي، الذي تربع على عرش الوفاء وا?خلاص، والفندي المزروعي الذي جنّد نفسه ?جل الوطن وسخر روحه لقادته. محمد خلف المزروعي ا?ب وا?خ الذي تعلمت منه الكثير: تعلمت منه روح الفريق وا?خلاص والوفاء ?غلى وطن.. تعلمت منه التسامح والعطف والعفو عند المقدرة.. تعلمت منه الطموح وا?نجاز وا?بداع. مهما حاولت سكب مشاعري فلن تتسع ا?بجدية لصياغتها حباً وإخلاصاً في ا?ب النصوح وا?خ المحب والصديق الوفي والقائد المخلص. لقد فجعني الاتصال المفاجئ وأنا في طريقي إلى المنطقة الغربية للقائه، ?جدني مذهولاً أمام مئات المفجوعين من هول المصاب. وتبقى الكلمة تبحث عن أبجديات لم تُكتب وقوافي لم تُنصب في محبتك يا «بوخلف»، كلمات احتقنت في أعماقي كاحتقان مشاعري، التي تعصف ألماً وحزناً تفاصيل مؤلمة توسدت الذاكرة، وما زلت أستشعر عمق كلماتك وأحاديثك ونصائحك، تعتصر بقايا ا?مس في مجلسك العامر. مجلسك يا «بوخلف» الذي صدح فيه طيبك وكرمك، والذي شهد قصص إنجازاتك ونجاحاتك التي باتت تبكيك السينما والتليفزيون والشعر والأدب.. عرفاناً بها. وحتى كرسيك الذي تجلس عليه وتستقبل ضيوفك الذين وصلتهم بلطفك وأخلاقك النبيلة قبل أن يصلوك، هو الآخر يبكيك صدق الشاعر حمد السعيد في نسج حروفه المتألمة: «ما هو خلف بس اليتيم بوفاته». وأنا أعرف رجالاً عقب موته أيتام. كل يوم تتكرر المشاهد، علامات التعجب ذاتها! والتساؤلات ذاتها أيضاً: متى، وكيف، ولماذا؟ وأين كنا، وإلى أين نرحل؟ ومع ذلك دائماً نشد الرحال. رافد الحارثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©