الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«قبائل مأرب» تتأهب لمواجهة الحوثيين وحماية حقول النفط

«قبائل مأرب» تتأهب لمواجهة الحوثيين وحماية حقول النفط
17 نوفمبر 2014 17:39
عقيل الحلالي (صنعاء) بدت حرب جديدة في اليمن تلوح في الأفق مع إعلان قبائل محافظة مأرب النفير العام للتصدي للإرهابيين الحوثيين، الذين يتأهبون لاجتياح المحافظة الغنية بالنفط وتحتضن محطة رئيسية لتوليد الطاقة الكهربائية، بذريعة حماية المنشآت الحيوية هناك وملاحقة عناصر تنظيم القاعدة. ورصدت مصادر قبلية في مأرب تحدثت لـ«الاتحاد» وصول تعزيزات مسلحة لجماعة الحوثيين الإرهابية إلى جبهتين في المحافظة، التي تبعد نحو 140 كم شمال شرق صنعاء. وقدرت المصادر تعزيزات الإرهابيين بمئات المقاتلين المدججين برشاشات وقذائف صاروخية، وقدموا على متن عشرات المركبات عبر الطريق الرئيسي، الذين يربط بين صنعاء ومأرب، وطريق جبلي آخر يؤدي إلى منطقة «المحجزة»، التي لا تبعد كثيراً عن حقول صافر النفطية في مديرية الوادي شرق مدينة مأرب. وذكرت أن مئات المسلحين الحوثيين يتوافدون حالياً إلى منطقة «الجدعان» الواقعة على بعد 70 كم من مركز محافظة مأرب، فيما وصل قرابة 200 إرهابي على متن 20 عربة، مساء أمس الأول، إلى منطقة «المحجزة» على بعد 40 كم من مدينة مأرب حيث المقر الرئيسي لقيادة المنطقة العسكرية الثالثة. وبحسب أحد المصادر القبلية فإن الحشود المسلحة للمتمردين جاءت بعد طلب زعيمهم، عبدالملك الحوثي، من زعماء قبائل وعشائر مأرب تأييد ما وصفها بـ»ثورة 21 سبتمبر»، وهو تاريخ اجتياح الجماعة الإرهابية للعاصمة صنعاء بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية أفضت إلى إسقاط الحكومة وتوقيع اتفاق سياسي لتقاسم السلطة مع الرئيس عبدربه منصور هادي والأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد. وعزا مسؤولون في جماعة الحوثيين الحشود المسلحة للجماعة في محافظة مأرب إلى تأمين أنابيب النفط والغاز وأبراج الطاقة التي تتعرض لاعتداءات تخريبية متصاعدة. وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين، محمد البخيتي، في تصريحات صحيفة: «إن جماعته تطالب السلطات بالقيام بواجبها في حماية وتأمين أبراج الطاقة وأنابيب النفط والغاز من عمليات التخريب التي كلفت خزينة الدولة خسائر اقتصادية باهظة». وأضاف: «في حال لم تقم الدولة بواجبها فإن الإرهابيين سيقومون بذلك خاصة أن ذلك التخريب له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الوطني وحياة المواطنين»، الذين يعانون جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وانعدام المشتقات النفطية في الأسواق المحلية من وقت لآخر. وقالت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الإلكتروني: إن عناصر تخريبية مسلحة خارجة عن النظام والقانون، فجرت أمس أنبوب النفط في منطقة «الدماشقة» بمديرية الوادي، حيث منشأة صافر لإنتاج النفط الخام. وأشارت إلى أن تفجير أنبوب النفط جاء على خلفية إفشال قوات الجيش «العناصر التخريبية» من نهب «توربينات» خاصة بالمحطة الغازية الرئيسية لتوليد الطاقة الكهربائية، موضحة أن وحدات عسكرية تلاحق حالياً المخربين، فيما تعكف فرق فنية تابعة لوزارة النفط والمعادن على إصلاح الأنبوب النفطي. إلى ذلك، حذر مسؤول محلي في مأرب من عواقب اجتياح الإرهابيين الحوثيين لمحافظة مأرب «التي تغذي البلاد بـ45 في المائة من احتجاجات النفط و95 في المائة من الغاز المنزلي وتغطي عشر محافظات بالطاقة الكهربائية». وقال المسؤول لـ«الاتحاد»: «هناك رفض شعبي واسع للوجود المسلح للحوثيين في مأرب»، مؤكداً أن جميع قبائل وعشائر المحافظة أعلنت النفير العام للتصدي للمتمردين الحوثيين، «وبدأت بحشد مئات المقاتلين» في منطقة «السحيل» و»وادي نخلا» بالقرب من حقول صافر والمحطة الغازية. وأضاف: «على العقلاء في جماعة الحوثي تجنيب محافظة مأرب أي مواجهات مسلحة لأن احتياجات البلاد من المشتقات النفطية والكهرباء ستتأثر سلباً جراء اندلاع معارك». وأشار المسؤول المحلي إلى أن زعماء عشائر وقبائل مأرب طالبوا في رسالة أخيرة للرئيس عبدربه منصور هادي «النأي بالمحافظة من الصراعات المسلحة»، مؤكدين رفضهم «تمكين الحوثيين من الدخول إلى مأرب أو إحلال ميليشيات مكان الجيش». كما أكدوا استعدادهم مساندة الجيش في حماية المنشآت النفطية وأبراج الطاقة من التخريب، بحسب المصدر السابق الذي ذكر أن الرئيس هادي حمًل محافظ مأرب، سلطان العرادة، وقائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء أحمد سيف اليافعي، مسؤولية تأمين محافظة مأرب من أي صراعات مسلحة أو اعتداءات تخريبية على أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء. ويدرس البرلمان اليمني إعداد وثيقة للمصالحة الوطنية بهدف إنهاء الصراعات المسلحة التي تشهدها البلاد منذ انتفاضة 2011، التي أجبرت الرئيس السابق على التنحي أواخر فبراير 2012. وحث رئيس البرلمان اليمني، يحيى الراعي، أمس على سرعة إعداد الوثيقة بموجب وثائق اتفاقية المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية. وقال الراعي لدى ترؤسه الجلسة البرلمانية إن تلك الوثيقة ستساهم في «إنهاء الصراعات والمناكفات والمكايدات السياسية بين جميع الأطراف»، مشدداً على ضرورة «لم الشمل ونشر ثقافة التسامح والإخاء والمحبة والألفة بين أبناء الشعب وتغليب المصلحة الوطنية العليا للوطن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©