الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأهلي يتفوق على بني ياس بـ «استراتيجية» دفاعية هجومية «كاملة الأوصاف»

الأهلي يتفوق على بني ياس بـ «استراتيجية» دفاعية هجومية «كاملة الأوصاف»
3 نوفمبر 2013 17:37
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب «دورينا» أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري الخليج العربي، يفتح «ستاد الاتحاد» أبوابه، ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم، رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً للعام الثالث على التوالي، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير، مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع، في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وتشرح طرق اللعب، والتغييرات التي أدت إلى الفوز أو الخسارة، ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة، من خلال طريقة اللعب والمتغيرات الأخرى، أثناء مجريات اللقاء، ليجد القارئ نفسه أمام المباراة مرة أخرى، ولكن في شكل جديد. دبي (الاتحاد) ــ تفوقت القوة الهجومية للأهلي على “الاستراتيجية” الدفاعية التي لعب بها بني ياس، خاصة أن لاعبي “الفرسان” ضغطوا بشراسة كبيرة على لاعبي “السماوي” في كل أرجاء الملعب، وهو ما منعهم من بناء الهجمات بطريقة صحيحة من الخلف، وهو ما ضمن به الروماني كوزمين مدرب الأهلي التفوق الدفاعي والهجومي وحسم المباراة، وذلك مع تقديره الكامل لقوة منافسه واللعب على وقف كل مفاتيح لعبه. لعب الأهلي بقوة في الدفاع وقدرة على تطوير الهجمات بسرعة كبيرة، وذلك من خلال غلق الأجناب وتوسيع الملعب عن طريق مساعدة إسماعيل الحمادي وسياو للظهيرين وليد عباس وعبدالعزيز هيكل، ثم أغلق العمق من خلال هوجو وماجد حسن كخط دفاعي أول أمام الرباعي الخلفي، مع عزل الثلاثي فارينا ومونوز تماماً ومنعهم من دخول منطقة الجزاء خلال الشوط الأول، وذلك من خلال القوة والشراسة الدفاعية الكبيرة. كما تفوق “الأحمر” بسبب امتلاك لاعبيه القدرة على الارتداد السريع من الدفاع إلى الهجوم، وذلك بالاعتماد على قدرات خيمينيز والحمادي وسياو وجرافيتي في استغلال المساحات، ثم العودة للمشاركة في الواجب الدفاعي، وهي “استراتيجية” متحركة متطورة لا تجيدها معظم الفرق، ويجيدها المدرب الروماني من خلال استغلال وتوظيف كل قدرات لاعبيه الفردية بكفاءة، وهو ما يمكنه من تحقيق الأهداف الدفاعية والهجومية، وفق طريقة كاملة الأوصاف. وقدم كوزمين درساً لكل فرق الدوري في الضغط والاستخلاص وعدم منح المنافس فرصة لفرض أسلوبه، والتحول من الدفاع إلى الهجوم والفعالية على المرمى أيضاً، وخاصة في طريقة توسيع عرض الملعب لفتح الثغرات في خطوطه، وذلك من خلال قدرات الثنائي الحمادي وسياو في اليمين واليسار، وهو ما كان يطبقه المدرب مع العين أيضاً في الموسم الماضي، وقد اعتمد في ذلك على طريقته المعروفة 4 - 2 - 3 - 1، والتي ينفذها بشقيها الدفاعي والهجومي بنجاح كبير. وهناك عامل مهم في تحقيق الأهلي للفوز على بني ياس، وهو امتلاك الفريق إرادة الفوز، وهو ما جعل الفريق قادرا على العودة والتقدم مجدداً كلما أدرك المنافس التعادل، وهو ما أكسبه كوزمين للاعبي الأهلي هذا الموسم، وهو يمتلك اللاعبين القادرين على تغيير إيقاع اللعب في كل ظروف المباراة، وهو ما يساعد أيضاً في ترشيد الجهد واستعادة الطاقة، لكن كل ذلك لم يكن ليحقق هدف الفريق لولا امتلاك إرادة الفوز في كل مباراة لتحقيق هدف كبير مثل لقب الدوري. وعندما أدرك كوزمين تراجع أداء القوة الدفاعية في الشوط الثاني أشرك عامر مبارك بدلاً من إسماعيل الحمادي، وانتقل ماجد حسن إلى اليمين وحل عامر في الارتكاز، لإيقاف تفوق الجبهة اليسرى لبني ياس هجومياً، ثم أشرك عدنان حسين بدلاً من سياو للاستفادة من لاعب بكامل طاقته عقب المجهود الذي بذله اللاعب البرازيلي، والملفت أن الأهلي نجح في استغلال عدم تركيز لاعبي بني ياس في الأوقات الحاسمة في الدقيقة الأولى بهدف هوجو، ثم في نهاية الشوط الأول بهدف جرافيتي. وكان أداء بني ياس غريباً، وكأن الفريق لم يستعد جيداً للمواجهة، ولم يقم مدربه خورخي داسيلفا بدراسة قدرات الفريق المنافس كما يجب، فلم يأخذ المبادرة وترك ذلك للأهلي، ولم يفرض أسلوبه على المباراة، خاصة مع عدم القدرة على مجاراة سرعة لاعبي “الفرسان”، وقدرتهم على الضغط واستخلاص الكرة واللعب تحت الرقابة، والكفاح الثنائي على الكرات الطويلة والعالية، خاصة في الشوط الأول الذي كان في مصلحة الضيوف تماما. وقد وقع “السماوي” في “الفخ” للمرة الثانية أمام الأهلي مكرراً ما حدث في الموسم الماضي، حين خسر 1 - 4، وذلك بالانسياق وراء دعوة المنافس له للهجوم وفتح الملعب، مع اعتماد المنافس على التأمين الدفاعي الكامل والتحضير للانطلاق بقوة في التحول إلى الهجوم، واستغلال المساحات خلف المدافعين المتقدمين للهجوم، مع الوقوع في خطأ الهجوم بتلقائية شديدة، وهو أمر غير مقبول أمام فريق بحجم الأهلي وقدرات لاعبيه، ونسيان قاعدة أن الهجوم الفعال يبدأ من الدفاع القوي المنظم والمتزن، ويبدو أنه تأثر بالغيابات في صفوفه بالدفاع والهجوم. وقد لجأ بني ياس إلى الكرات العالية الأمامية والعرضية، والتي لا يجيد مونوز وفارينا التعامل معها، وهو ما قلل فرص الفريق خلال الشوط الأول، لولا انطلاقة يوسف جابر في الكرات العرضية التي سجل منها، وهو ما تغير في الشوط الثاني، الذي تحسن خلاله الأداء باللعب الأرضي وزيادة التركيز في التمرير والتحركات، ولذلك سجل مارسيلو مرة وكاد يسجل في مرات أخرى، ولكن يبدو أن “السماوي” يعاني أمام الفرق التي تجيد التنظيم. د توالي فوز الشارقة دليل نجاح إعادة «الصناعة» دبي (الاتحاد) - تعتبر نتائج فريق الشارقة في الدوري درساً عملياً لكيفية إعادة صناعة فريق من جديد، فلم تيأس إدارته بعد هبوط الفريق لدوري الهواة، وعاد “الملك” مجدداً أكثر قوة وأكثر قدرة على الدفاع عن شعار النادي العريق، ويعتبر الفوز الأخير على فريق كبير بحجم الوحدة أبرز دليل على نجاح هذه العملية التي تعتبر صعبة ومُعقدة من الناحية الفنية، خاصة بعد أن تم الاستغناء عن مجموعة كبيرة من اللاعبين عند الهبوط، وبعد التعاقد مع مجموعة مميزة من المواطنين والأجانب في كل الخطوط بتناسق ووعي ومن دون عشوائية. وكان اختيار بوناميجو موفقاً للغاية من الناحية الفنية، خاصة أن المدرب يملك خبرات كبيرة تمكنه من صناعة فريق قوي لأنه قادر على التعليم والتحفيز وتصحيح الأخطاء، متمكن في النواحي النفسية وكيفية إعداد اللاعبين، يعرف كيف يقرأ منافسه ويحقق الاستفادة من قدرات كل اللاعبين لديه، بدليل النجاح في توظيف سالم خميس، الذي استعاد شبابه بعد أن ظن الكثيرون أنه في خريف حياته الكروية بعد الرحيل عن النصر، لكنه عاد أكثر شباباً مثل روح الفريق كله. جرافيتي يسجل «الأجمل» وزيادة في عدد «المؤثرة» دبي (الاتحاد) - شهدت الجولة 27 هدفاً في 7 مباريات بواقع 3.85 هدف في المباراة الواحدة، وهي نسبة أقل قليلاً من الجولة الماضية، وإن ظل المعدل مرتفعاً، ومن بين الأهداف كان هناك العديد منها ذات تاثير كبير في تغيير النتيجة مثل هدف فوز الأهلي على بني ياس 3 - 2 عن طريق جرافيتي في الدقيقة 73، وهو الذي ضمن للأهلي الصدارة وفارق النقاط مع أقرب المنافسين، وأيضا هدف فوز الوصل على الظفرة 2 - 1، الذي حقق لـ “الإمبراطور” ثلاث نقاط غالية في ظل ظروفه الصعبة، وذلك عن طريق محمد ناصر في الدقيقة 66. ويكتسب هدف المدافع البديل فارس جمعة لاعب العين في مرمى النصر أيضاً أهمية كبيرة، وهو الذي حسم نقاط المباراة لمصلحة “الزعيم”، ليبقى الفريق في دائرة المنافسة ولو من بعيد قبل توقف المسابقة، لأنه حسم المباراة 3 - 2 لمصلحة العين بعد أن كان التعادل 2 - 2 هو الأقرب، وأيضاً هناك أهداف غيرت مجرى المباريات خلال الجولة في لقاء الجزيرة ودبي وفي لقاء الشباب وعجمان، وأيضاً في لقاء الإمارات والشعب والشارقة مع الوحدة، وهناك هدف جميل لم يحقق الفائدة، وهو الذي أحزه كامل شافني لاعب الظفرة في مرمى الوصل. ويبقى الهدف الأجمل في الجولة هو الذي أحرزه جرافيتي، وهو الثالث للفريق في مرمى بني ياس. الشباب يحقق هدفه أمام عجمان بإحباط «مغامرة» عبدالوهاب دبي (الاتحاد) - من مميزات فريق الشباب أنه يجيد اللعب وفق الظروف الوقتية للمباراة التي يخوضها، وهو ما فعله في لقاء عجمان، حيث بدأ المباراة بتحفظ شديد مع إغلاق كل المساحات أمام مهاجمي “البرتقالي” يوسف ناصر وكابي وسيمون، ولكن بعد تقدم عجمان بهدف كابي قام البرازيلي باكيتا بتغيير “استراتيجية” اللعب والاعتماد على تكثيف الجانب الهجومي مع الحفاظ على التوازن حتى حقق هدفه، ثم يعود إلى الدفاع بعد التقدم بالهدف الثاني. ولم يكن العودة إلى الدفاع تراجعاً، لكنه مجرد تأمين أمام فريق متحمس يبحث عن التعادل، حيث يتحلى مدرب الشباب بالصبر الخططي، وهو ما حدث حتى اضطر فريق عجمان لزيادة الاهتمام بالهجوم على حساب الدفاع الذي أصبح متاحاً للاختراق بعد خروج إسماعيل الجسمي، ليحقق “الجوارح” الحسم بالهدف الثالث في التوقيت المناسب، وهو أمر قد لا يجيده الكثير من المدربين، من حيث اختيار التوقيت المناسب للدفاع والهجوم. وقد لعب الشباب بطريقة 4 - 4 - 2 التي يحقق بها ما يريده بدلاً من رأس الحربة الواحد بوجود إديجار ومعه إديلسون الذي يميل إلى اليمين، وهو ما يتيح الفرصة لتقدم فيلانويفا من العمق، وهو ما أعاد للفريق خطورته الهجومية التي افتقدها في اللقاء السابق أمام الشعب في غياب إديلسون وإديجار، خاصة مع تقدم حيدروف للمساندة، وتقدم داوود علي من الجهة اليسرى، مع إجادة بقية اللاعبين لأداء أدوارهم بطريقة صحيحة. وفي المقابل، ظهر تأثر عجمان بافتقاد صانع ألعابه المغربي إدريس فتوحي، والذي دائماً ما يكون كلمة السر في تفوق الفريق “البرتقالي”، وقد لعب الفريق بشكل جيد في بعض الفترات، لكن عابه إهدار الفرص، كما لم تحقق “المغامرة” التي قام بها مدربه عبدالوهاب عبدالقادر الهدف الذي كان يريده عندما أشرك المهاجم سعيد الكاس بدلاً من المدافع إسماعيل الجسمي، لأن الشباب عرف يحقق الاستفادة من ذلك في الوقت المناسب. أداء الجزيرة «المترهل» يخسر أمام «ديناميكية» دبي دبي (الاتحاد) - غابت الروح عن فريق الجزيرة في مباراته أمام دبي، لتستمر الحالة الفنية السيئة كما هي تحت قيادة زنجا مثلما كانت تحت قيادة لويس ميا، لأن المشكلة في الأساس هي مشكلة لاعبين، وليست مشكلة مدرب، خاصة أن لاعبي “الفورمولا” في أسوأ حالاتهم الفنية والبدنية، ويزيد الأمر سوء مع افتقاد الروح وعدم الرغبة في التفوق، وهو ما جعل مهمة لاعبي دبي أسهل كثيراً في الحصول على نقطة في أبوظبي. وفنياً عانى الجزيرة كثيراً بسبب انقسام الفريق إلى نصفين، الأول في الدفاع ويضم 8 لاعبين، والثاني في الهجوم بوجود لاعبين اثنين، مع وجود فجوة في الوسط تركت ما يقرب من 40 متراً بين المجموعتين، وهو ما سمح للاعبي “الأسود” بالسيطرة ومجاراة أصحاب الأرض وتسجيل هدفين، خاصة مع تحركات البرازيلي برونو سيزار، الذي وجد المساحة المطلوبة للتحرك وتشكيل خطورة دائمة، خاصة مع بطء لاعبي الجزيرة وثقل حركتهم. وكان أداء الجزيرة مترهلاً في مواجهة انضباط في أداء دبي، وذلك رغم التقدم بهدفي أوليفييرا وبرادة، خاصة في ظل نجاح رويدا في تصحيح أخطاء مباراة الجولة الماضية أمام الشارقة، باللعب بتركيز شديد طوال زمن المباراة، ومن خلال أداء جماعي، على عكس أداء لاعبي الجزيرة الذين لا يجيدون اللعب من الحركة وغير قادرين على الضغط والاستخلاص، وفي ظل عدم وجود الحدة والسرعة في الالتحامات والمواجهات الثنائية. ولعب “الأسود” بديناميكية أكبر كثيراً من الجزيرة، خاصة أن لاعبي “الفورمولا” لا يجيدون المرونة في تبادل المراكز، كما لا يجيد المدافعون ولاعبو الوسط عمل المساندة المطلوبة للخطوط الأمامية، ويلعب الجميع بطريقة “انزراعية” غريبة تسهل مهمة المنافسين دائماً. إصابة شافني أربكت خطوط الظفرة ليفوز الوصل بـ «فكر سليم» دبي (الاتحاد) - استنفر لاعبو الوصل إرادة الفوز والرغبة في الخروج من الأزمة في لقاء الظفرة، ولذلك تمكن الفريق من تحويل التأخر بهدف إلى فوز بهدفين، وقد تحقق ذلك وفق معطيات فنية تسببت في التغيير، سوء بالتحسن في أداء “الإمبراطور” أو التراجع في أداء “فارس الغربية”، خاصة في الشوط الثاني، الذي لعب فيه الشاب سليم عبدالرحمن مدرب الوصل دوراً مهماً، تفوق فيه على القدير عبد الله مسفر مدرب الظفرة. ونجح مدرب الوصل في الاستفادة بالمهاجم محمد ناصر بتوجيه زملائه باللعب له باستمرار، خاصة أن تركيز كل لاعبي الظفرة كان على رقابة سانجاهور، وكأنه مكمن الخطورة الوحيد، وذلك في ظل تألق الأرجنتيني دوندا صاحب التمريرات الجيدة والعرضيات المتقنة التي جاء منها هدفي الفريق، وهو ما كان سبباً في الوصول المتكرر لمرمى حارس الظفرة، خاصة مع تعدد أشكال المحاولات، سواء من خلال الكرات العرضية أو اللعب من العمق واستغلال سرعة محمد ناصر، الذي انفرد كثيرا وأهدر الفرص. وفي الأداء الدفاعي تميز خليفة عبدالله وعلي سالمين من وسط الملعب، وهما أيضاً يملكان المهارة التي تساعد في مساندة دوندا في بناء الهجمات، مع تميز دور فهد حديد، وإن ظل يعتمد على اللعب الفردي، كما أغلق المدافعون من خلفهم كل المساحات، مع عمل التغطيات المتقاطعة لقطع التمريرات المرسلة من لاعبي الظفرة، وهو ما أكسب الفريق الترابط بين خطوطه، والذي كان غائباً في بعض المباريات السابقة، وارتكز عليه في تحقيق فوزه المهم. ولعب الظفرة شوطاً واحداً وفق طريقته المتوازنة المعروفة، وكان ذلك سبباً في تقدمه، واعتمد على وجود عبدالرحيم جمعة أمام الرباعي الدفاعي، وأمامهم لاعبي الارتكاز عبدالسلام جمعة وعلي عباس، ثم الثلاثي الهجومي بندر الأحبابي وكامل شافني وديوب، ولكن بعد إصابة صانع الألعاب المغربي شافني تراجع أداء الفريق بشدة، ليخسر في النهاية المباراة، لأنه لم يحسن الدفاع لمنع هدف الوصل، ولم يهاجم بالصورة التي تمكنه من السبق مرة أخرى. القياسات الفنية غير المنطقية تخدع الشعب وتسهل فوز «الصقور» دبي (الاتحاد) - انخدع الروماني سوموديكا مدرب الشعب بالفوز الذي حققه فريقه على الشباب في الجولة الماضية، فلم يقدر حقيقة قدرات فريقه وحقيقة قدرات الفريق المنافس، فخرجت حساباته غير الدقيقة بنتيجة الخسارة أمام الإمارات، خاصة أن القياسات لا علاقة لها بكرة القدم، بمعنى أنني لو فزت على فريق كبير في جولة وواجهت فريقاً أقل منه في الجولة التالية ليس معنى ذلك قدرتي على الفوز بسهولة، والعكس في حالة الخسارة. وقد كان الإعداد السلبي واضحاً على أداء لاعبي “الكوماندوز” في المباراة، مع اختيار أسلوب لعب غير مناسب، بالاعتماد على الأداء الهجومي فقط من دون أي حساب للدور الدفاعي الذي يجب أن يكون أمام “الصقور”، خاصة أن لاعبي فريق الإمارات كانوا في درجة تركيز أعلى كثيراً من لاعبي الشعب، الذين كانوا في حالة سيئة، خاصة المدافعين ومعهم الحارس معتز عبد الله، وهو ما نجح المدرب الوطني عيد باروت مدرب الإمارات في استغلاله باقتدار. وكان أداء الشعب “المفتوح” سبباً في سهولة مهمة “الصقور” لحسم المباراة بنتيجة كبيرة، كما كان تألق الثلاثي رودريجو وهيريرا وجايير واضحاً، الذين سجلوا 4 أهداف من 5، وهم الذين ساهموا بقدر كبير من خطة سيطرة فريق الإمارات على المباراة وفرض أسلوب اللعب المطلوب، مع امتلاك الفريق لقدرات تهديفية تفوق قدرات فريق الشعب، كما كانت تدخلات باروت أكثر إيجابية بإشراك هيثم المطروشي بدلاً من عبدالله علي، وثم خالد خميس بدلاً من الحسين صالح، وذلك بعقلانية ومن دون مبالغة، خاصة أن الهدف من المباراة كان يتحقق من دون حاجة لتغييرات كبيرة. «الملك» يستحضر أمجاد الماضي خليط الجرأة والتوازن والثقة يحقق هدف الشارقة أمام الوحدة دبي (الاتحاد) ــ لعب شباب الشارقة مباراتهم أمام الوحدة وكأنهم يستحضرون أمجاد الماضي، فلا يمكن أن يكون هذا الأداء لفريق صعد من الدرجة الثانية باحتلال المركز الثاني في دوري الهواة، فالأمر هنا له أبعاد أخرى غير الأمور الفنية، والتي تميزت في أداء “الملك”، لكن ذلك جاء مدعوماً بروح عالية ومحاولة كل العناصر الدفاع عن تاريخ واسم النادي، والذي دعمته أيضاً النتائج الجيدة السابقة ووجود حالة من الثقة لدى اللاعبين والمدرب والإدارة والجماهير. هذه الأمور تسهل كثيراً من عمل البرازيلي بوناميجو، الذي يعتبر هو أيضاً أحد أسباب حدوثها لأنه نجح في بناء فريق متميز يدافع بانضباط واتزان، ويهاجم بقوة من دون تهور، مع امتلاك القدرة التهديفية الجيدة فيحقق الآن ما يريد في الدوري، وهو ما يعتبر مفاجأة من الناحية الفنية، حيث لم يستغرق بوناميجو وقتاً طويلاً في إعداد لاعبيه لأداء هذا الدور على هذا النحو، الذي جعل “الملك” يفكر بقوة في إمكانية استعادة عرشه في المواسم المقبلة. لعب الشارقة أمام الوحدة بأسلوب مميز، وأحكم لاعبوه أداء الدور الدفاعي بشكل مميز من خلال وجود قلبي الدفاع شاهين عبدالرحمن وراموس، وأمامهما في الوسط اللاعب المتميز سالم خميس والكوري الجنوبي كيم لعمل العمود الفقري، ثم عمل جبهتين قويتين بوجود يوسف سعيد أمام بدر عبدالرحمن في اليمين، ووجود أحمد خميس أمام عبدالله درويش في اليسار، مع وجود الثنائي القوي فيليبي وزي كارلوس أمامهم، وهو ما يضمن ترابط خطوط الفريق بشكل جيد. ويعتمد “الملك” على طريقة 4 - 2 - 3 - 1 التي تتحول إلى 4 - 4 - 2 عندما يلعب فيليبي بشكل صريح بجوار زي كارلوس في الهجوم، مع تنويع طريقة بناء الهجمات وصناعتها من العمق والجانبين، وهو ما جعل الفريق يؤدي بشخصية مميزة ويتمكن من التعامل مع كل ظروف المباراة وتقلباتها، مع امتلاك اللاعبين لرغبة الفوز، وقدرة المدرب بوناميجو على تحفيز لاعبيه ومنحهم الثقة الكاملة والجرأة من دون خوف من منافس كبير أو أسماء النجوم من اللاعبين. وكان الوحدة في حالة غريبة، فرغم اكتمال صفوفه لم يتمكن من تكرار ما فعله أمام العين، ولم يتمكن من التسجيل من الفرص التي أتيحت له، مع عدم قدرة المهاجمين على اختراق التنظيم الدفاعي للشارقة، وذلك لعدم وجود الحلول، خاصة مع اضطرار جاروليم لتبديل اثنين من لاعبيه الأجانب وتعرض الثالث للطرد، وهو ما يؤكد مدى معاناة “العنابي” في المباراة على كل المستويات الفنية والنفسية وعدم القدرة على التعامل مع الضغوط. ولعب جاروليم بطريقته المعروفة 4 - 2 - 3 - 1 التي تتحول إلى 4 - 4 - 2 بانضمام إسماعيل مطر إلى تيجالي، لكن استبدال تيجالي ودياز وإشراك مبارك المنصوري وسهيل المنصوري من أجل منح الفريق دفعة معنوية جديدة، وإن تأخر التبديل الثاني، لكن الاستغناء عن لاعبين أجنبيين كان أمراً غريباً جداً قد يترجم عدم تنفيذ اللاعبين لما طلبه المدرب، خاصة في ظل تميز لاعبي الشارقة، وقراءة مدربهم وناميجو للمباراة بشكل جيد حتى حقق الفوز المستحق. تشابه فكر المدربين جعل المباراة «مُغلقة» ورقة «البديل» تنهي التكافؤ الخططي لمصلحة «الزعيم» على حساب «العميد» دبي (الاتحاد) - نجح الإسباني كيكي مدرب العين في تحقيق ما أراد من خلال استخدام ورقة “البديل” أمام النصر، والتي تمثلت في إشراك فارس جمعة المدافع القوي الذي يجيد التقدم إلى الأمام واللعب على المرمى والذي يمتلك قدرات بدنية عالية، ليلعب بدلاً من محمد أحمد، رغم أن التبديل كان اضطرارياً، ليحقق فارس ما خطط له مدربه ويسجل هدف الفوز بالمباراة، والتي ظلت متكافئة بين الفريقين في معظم أوقاتها، وهو النوع من المباريات التي تحتاج إلى تدخل المدربين من خارج الخطوط لتعديل بعض التفاصيل الفارقة. وجاء التكافؤ الكبير بين الفريقين بسبب اعتماد كلا المدربين كيكي مدرب العين ويوفانوفيتش مدرب النصر على مبدأ محاولة إيقاف مفاتيح اللعب في الفريق المنافس، حيث لعب المدرب الصربي على محاولة إيقاف خطورة عمر عبدالرحمن وجيان، ولعب الإسباني على محاولة منع خطورة إيدير وإبراهيما توريه، خاصة مدرب النصر الذي أراد إيقاف “عموري” عن طريق اثنين هما حبيب الفردان وطارق أحمد، وكذلك مراقبة جيان عن طريق اثنين هما محمود حسن وراشد مال الله. ولهذا السبب ظلت المباراة مغلقة لمدة أكثر من نصف ساعة، لكن تبقى مهارات اللاعبين الفردية عنصراً مهماً في تحقيق الأهداف. وقد لعب العين بطريقته المعروفة 4 - 2 - 3 - 1 بالاعتماد على دياكيه ورادوي في الارتكاز وسط الملعب للقيام بمهام خط الدفاع الأول أمام رباعي الخط الخلفي، وتحرك باستوس وبروسكي على الأطراف من أجل محاولة توسيع الملعب، ومحاولة سحب لاعبي النصر إلى الأطراف بحثاً عن ثغرة في العمق، ولكن “العميد” لعب أيضاً على غلق الأجناب بشكل جيد ومنع إرسال الكرات العرضية، وهو ما جعل المهمة صعبة على لاعبي “الزعيم”. ولكن أداء العين تأثر أيضاً بضعف التركيز في الأوقات الحاسمة، وهو ما حدث مع بداية الشوط الثاني، وهي ظاهرة تحدث كثيراً في بدايات المباريات أو في نهاياتها، حيث يقل تركيز المدافعين كثيرا، وهو ما يستغله الكثير من المدربين لعمل الضغط لتسجيل الأهداف، والغريب أن “الزعيم” ظل يعتمد على التمريرات الطويلة فقط للوصول إلى مرمى النصر، وهو ما فرض على كيكي عمل مجازفة في الدقائق الأخيرة بالاعتماد على 3 مدافعين فقط بدلاً من 4، لزيادة القوة الهجومية، وكان التبديل هو الذي يحمل مفتاح النقاط الثلاث، مع تقدم فارس جمعة ونجاحه في تحويل الكرة العالية في المرمى. وقد لعب النصر مباراة مميزة خططيا، خاصة في ظل التوازن الدفاعي الهجومي الذي لعب به من خلال طريقته المعروفة 4 - 2 - 3 - 1، التي تتحول إلى 4 - 1 - 4 - 1 في ظل وجود ثنائي الارتكاز ليو ليما وطارق أحمد أمام الرباعي خميس أحمد ومحمود حسن وراشد مال الله وخالد سرواش، وأمامهم الثلاثي حبيب الفردان وبريت هولمان وإيدير خلف إبراهيما توريه، مع انضمام ليما إلى مجموعة الوسط الأمامي، أو مع انضمام إيدير إلى توريه في أحيان كثيرة أو تبادل المراكز بينهما في أحيان أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©