بريزبن (وكالات)
هددت الولايات المتحدة وأوروبا أمس روسيا بعزلة أكبر ما لم تغير موقفها في أوكرانيا، وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة بريزبن الأسترالية، التي غادرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل اختتامها وإصدار البيان الختامي قائلاً: «إن بالإمكان التوصل لحل في الأزمة الأوكرانية، لكنه بحاجة إلى النوم».
وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر صحفي من أن روسيا ستبقى معزولة إذا واصل بوتين انتهاك القانون الدولي وانتهاك الاتفاق الذي تعهد الالتزام به قبل أسابيع وتأجيج النزاع في شرق أوكرانيا. وقال: «عزل روسيا أمر حتمي.. نفضل روسيا مرتبطة بشكل كامل بالاقتصاد الدولي، لكننا متمسكون بضرورة الالتزام بالمبادئ الدولية الأساسية. ومن بين هذه المبادئ ألا تغزو دولة دولة أخرى أو تمول وكلاء أو تساندهم بوسائل تؤدي إلى تفكك دولة لديها آليات للانتخابات الديمقراطية».
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمره الصحفي أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وجهت رسالة واضحة جداً إلى روسيا بمواصلة الضغط ضدها وفرض عقوبات جديدة إذا استمرت في زعزعة استقرار أوكرانيا، وقال: «أعتقد أن بوتين بإمكانه أن يرى أنه في مفترق طرق وإذا واصل زعزعة استقرار أوكرانيا فسيكون هناك مزيد من العقوبات ومزيد من الإجراءات»، وأضاف: «هناك ثمن للعقوبات لكن سيكون هناك ثمن أكبر بكثير للسماح بخلق واستمرار صراع مجمد في قارة أوروبا».
وقبل القمة، اتهمت الولايات المتحدة وأستراليا واليابان في بيان مشترك روسيا بأنها تشكل تهديداً للعالم وترغب في إعادة الأمجاد الضائعة لروسيا القيصرية والاتحاد السوفييتي.
لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بدا أقل حدة، حيث قال إن بلاده تتبنى موقفاً مزدوجاً هو الحزم عند حدوث مخالفات للقانون الدولي وموقف الحوار»، مؤكداً أنه يريد أن يكون في خدمة تسوية النزاع لا زيادته». وأكد أنه سيتخذ قراره بشأن تسليم روسيا السفينتين الحربيتين من طراز ميسترال، الذي أرجئ حتى انتهاء الأزمة في أوكرانيا بعيداً عن كل ضغط.
كما اعتمدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المقاربة نفسها، قائلة: «إنه من المهم انتهاز كل فرصة للتحاور مع بوتين، وهناك تقارب في وجهات النظر بين الأوروبيين حول أوكرانيا وروسيا». وقال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إن الاتحاد الأوروبي لا يعتزم فرض عقوبات جديدة ضد روسيا في الوقت الحالي.
في المقابل، غادر الرئيس الروسي القمة قبل إعلان البيان الختامي «بسبب حاجته إلى النوم» كما قال للصحفيين، موضحاً «لنصل إلى فلاديفوستوك نحتاج إلى تسع ساعات من الطيران ثم تسع ساعات أخرى لنصل إلى موسكو، وبعد ذلك علينا العودة إلى البيت لننام أربع أو خمس ساعات على الأقل». وأضاف عن نتائج القمة: «بالفعل، بعض وجهات نظرنا لا تتلاقى، ولكن الحوارات كانت كاملة وبناءة ومفيدة للغاية، إنني مرتاح للنتائج وللأجواء التي سادت».
لكن بوتين حرص على إرسال إشارات دون تفاصيل أن بالإمكان التوصل لحل في أزمة أوكرانيا، وقال: «في رأيي أن الوضع اليوم لديه فرص طيبة للحل مهما كانت غرابة ما يبدو عليه ذلك». ورأى أن قرار أوكرانيا قطع التمويل عن شرقها الانفصالي الموالي لموسكو هو خطأ كبير لأنها تقطع بذلك فعليا هذا الشطر عن سائر انحاء البلاد.
عدد اليوم
