الرياض (الاتحاد)
يقف حصن المصمك شامخاً في منتصف عاصمة المملكة العربية السعودية، وتحديداً في مدينة الرياض قديماً، والذي يعد أحد أهم المناطق التاريخية في تاريخ المدينة والمملكة، ويعتبر هذا الحصن بداية الانطلاقة الكبيرة التي عمل عليها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لتوحيد الدولة السعودية قبل أكثر من مئة عام، عندما قاد ملحمة الرياض البطولة والتي على إثرها تم الاستيلاء على الرياض وبداية التوحيد.
ويقترن اسم المصمك أو المسمك إلى البناء السميك والمرتفع والحصين، وقد بني في عهد محمد بن عبدالله بن رشيد عام 1868، وقد استخدمه الملك عبد العزيز بعد احتلاله كمخزن للأسلحة والذخيرة، واستمر استخدامه بهذا الشكل حتى تم اعتماده فيما بعد كمعلم تاريخي يمثل أهم مراحل قيام الدولة السعودية وتوحيدها، واعتمد قبل 20 عاماً كمتحف تاريخي يحكي قصص هذا الحصن وكيفية استعادته وأثره في توحيد الدولة، بجانب المقتنيات والأسلحة التي كانت تستخدم في ذلك الوقت، والقصص التاريخية الثمينة حول كيفية استعادته، والهجوم الملحمي الذي شنه الملك عبد العزيز قبل مئة عام. ويتميز الحصن القديم بعدة عناصر ومراكز رئيسية إذ يميز الحصن البوابة السميكة ومجلس ومسجد وبئر، إضافة إلى الأبراج الأربعة العالية للمراقبة والدفاع.
بوابة القصر
تتقدم الحصن السميك بوابة بطول 3 أمتار ونصف، وبعرض يصل لمترين ونصف المتر، مصنعة من جذوع النخل والأثل، إضافة إلى سمكها الذي يصل قرابة الـ 10 سم، كما تتخلل البوابة العريضة بوابة أصغر، تدعى «الخوخة»، تستخدم كباب صغير يسهل استخدامه للمرور دون الحاجة لتحريك الباب الكبير، ولا يسمح بمرور أكثر من شخص منحنياً، ويمكن مشاهدة الرمح المكسور على الخوخة أو البوابة الصغيرة، حيث يعتبر الرمح أثراً لاقتحام الملك عبد العزيز لبوابة الحصن من أجل توحيد الدولة السعودية، وكانت هذه الخطوة بداية الحضارة الجديدة للمملكة، وأهم المعارك المشهورة في عهد الأمير الشاب حينها.
الأبراج
يوجد في كل ركن من أركان المبنى برج أسطواني يبلغ أرتفاع كل واحد 18 متراً تقريباً، مخصص للرمي والدفاع عن أي تدخلات هجومية أو غارات من الأعداء، كما يتوسط الحصن برج مربع يسمى «المربعة»، يشرف على القصر أو الحصن من خلال الشرفة العليا، إضافة إلى فضاء رئيسي للقصر تحيط به الغرف من كل الجهات، وبه ثلاث وحدات سكنية، الأولى كانت مخصصة للحاكم، والثانية بيتاً للمال، والثالثة لإقامة الضيوف.
المتحف بعد التطوير
أصبح متحف المصمك التاريخي بعد إعادة تطويره، أحد المتاحف المتطورة على مستوى المملكة، وبات نموذجاً راقياً للمتاحف الحديثة من حيث العروض، وحاضناً لأهم الذكريات التاريخية المرتبطة بكيان المملكة وانطلاقة توحيدها. ويتميز المتحف بخصوصية كبيرة، حيث خصص كامل المتحف لقصة اقتحامه واسترداد الرياض على يد الملك عبد العزيز آل سعود. ويضم المتحف في نسخته المحدثة تسع قاعات: الأولى تتحدث عن الرياض زمن استردادها، وتتحدث الثانية عن اقتحام المصمك وتضم خرائط وصوراً للطريق الذي سلكه الملك عبدالعزيز ورفاقه من الكويت إلى الرياض، ومعلومات عن المحاولات السابقة لاسترداد الرياض وقصة فتح المصمك واسترداد الرياض.
أما القاعة الثالثة فقد خصصت للرواد الشجعان الذين شاركوا مع الملك في العملية، إضافه إلى ذكر الأسماء في نصب تذكاري أمام البوابة السميكة، ثم قاعة خامسة خصصت للحياة اليومية في مدينة الرياض بمطلع القرن الماضي، وقاعة سادسة حوت مجسمات المدينة التاريخية وصوراً لأسوارها وبواباتها القديمة. ويلي ذلك قاعة سابعة تتحدث عن مبنى المصمك ومكوناته وطريقة بنائه والمواد المستخدمة فيه، كما يحتوي المتحف على قاعة ثامنة تتحدث عن الاستخدامات التي عرفها المصمك في عهد الملك عبد العزيز. وينتهى المتحف بقاعة تاسعة وأخيرة تحوي صوراً للملك عبد العزيز في مختلف مراحل عمره، ونصوصاً من أقواله المأثورة.
عدد اليوم
