سناء شاهين (الخرطوم، جوبا) ـ أعلن مبعوث رئيس منظمة (إيجاد) ـ التجمع الإقليمي المعني بالتنمية في شرق ووسط أفريقيا ـ إلى الخرطوم أمس عن لقاء مرتقب يجمع الرئيس السوداني عمر البشير بنظيره رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير ميارديت، وآخر يجمع البشير برئيس منظمة (إيجاد). وكانت المنظمة قد توسطت إبان الحرب بين شمال وجنوب السودان وتكللت جهودها في نهاية المطاف بتوقيع اتفاق السلام الشامل عام 2005 الذي وضع نهاية لحرب أهلية امتدت لنحو ربع قرن. وتأتي خطوة القمة المرتقبة بين البشير وسيلفا كير في إطار الجهود التي تبذلها المنظمة للتوصل إلى حلول للنزاع بين دولتي السودان وجنوب السودان حول ست مناطق حدودية أبرزها أبيي.
وقال المبعوث يوهانز في تصريح عقب لقائه البشير أمس في الخرطوم إن هذا الأخير أكد حرص السودان على الاستقرار في المنطقة والتزامه التام بتطبيق اتفاق التعاون مع دولة جنوب السودان. وقال إن “الرئيس البشير لديه رؤية لحل قضايا المناطق المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان بما يحفظ الأمن في المنطقة”. وأكد موافقة الرئيس السوداني على عقد لقاء يجمعه برئيس (إيجاد) وآخر برئيس جنوب السودان لتعزيز آليات السلام، وتنفيذ اتفاق التعاون بين البلدين والمضي قدما لحل بقية القضايا العالقة بين البلدين.
ومن جانب آخر، اكد عضو بارز في برلمان جنوب السودان اتيم قرنق ترحيبه بعقد لقاء البشير ـ كير لإكمال الملفات الحدودية العالقة وطرح مقترحات بشأن منطقة (الميل 14). وأشار إلى أن اللقاء سيتم في الخرطوم. ووصف زيارة سيلفا كير إلى العاصمة السودانية بأنها ستكون تاريخية لدعم الاتفاق. وتعد الزيارة، في حال تمت، الأولى للرئيس كير إلى الخرطوم بعد انفصال جنوب السودان وتنصيبه رئيسا له. وأكد اتيم قرنق زعيم كتلة الحركة الشعبية بالبرلمان في تصريح لـلمركز السوداني للخدمات الصحفية حرص البرلمان على تنفيذ بنود اتفاق التعاون المشترك الذي تم توقيعه بين البشير وسيلفا كير مؤخرا، مبينا أنهم حريصون على بناء السلام والاستقرار مع كافة دول الجوار الأفريقي. وأضاف قائلا: اتفاق التعاون المشترك تأخر قليلا وكنا نتوقع توقيعه منذ مارس من العام الماضي. وأكد أن الجنوب حسم أمره تماماً لاستئناف ضخ النفط عبر أنابيب السودان باعتباره دولة صديقة، وطالب برلمان السودان بالاعتراف بأن دولة الجنوب دولة صديقة والاستمرار في تفعيل الحوار العميق، لتقديم حلول ناجعة لبقية القضايا العالقة التي أقرتها اتفاقية السلام الشامل لعام 2005.
إلى ذلك، أكد رئيس دولة جنوب السودان بأنه لا اتجاه للعودة إلى الحرب بين الشمال والجنوب حتى لا تكون الأجيال القادمة ضحية للخلافات والمواجهات بين البلدين. وجدد سيلفا كير حرص حكومته على إقامة علاقات جيدة مع الخرطوم، لافتاً النظر إلى أن شعبي البلدين شعب واحد. ونقل سيلفا كير لسفير السودان بجوبا مطرف صديق، الذي التقاه بالقصر الرئاسي بالجنوب، رغبته في أن يزور المشير عمر البشير جوبا قريباً. وتعهد كير بأن يجد السفير التعاون والدعم لتسهيل مهمته. وقال إن مطرف يمتلك القدرة والدراية لحل المشاكل العالقة، مؤكداً التزامه بتنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين الدولتين. من جانبه، شدد صديق على ضرورة تفويت الفرصة على من يرغبون في تعكير صفو العلاقات بين البلدين وتعهد بأنه سيعمل على تحقيق المصالح المشتركة للشعبين، وقال إنه مفوض تفويضاً كاملاً للعمل على تحسين العلاقات بين الخرطوم وجوبا.
عدد اليوم
