كاسياس حارس مرمى النادي الملكي لـ فرانس فوتبول : لســــت قديساً

بعد أن انتهى عصر النجوم الكبار ''الجالاكتيكس'' في فريق ريال مدريد الإسباني وعلى الرغم من عودة النجم راؤول للتألق من جديد مع ناديه، بات أيكر كاسياس حارس مرمى النادي الملكي الإسباني والبالغ من العمر 26 سنة، يجسد الحاضر الأفضل للبيت الأبيض، وينظرون إليه في إسبانيا - صحافة وجماهير - على أنه أفضل حارس مرمى في العالم· وكاسياس من جيل إسباني خالٍ من العقد يمثل معه نجم التنس العالمي الشهير رافائيل نادال، والمتسابق الأشهر فرناندو ألونسو بطل سباقات الفورمولا واحد، وكلاعب كرة قدم يعتبر كاسياس أكثر اللاعبين تقديراً عند الشباب الإسباني، وقد مدد عقده مؤخراً حتى عام 2017 مقابل حوالي ستة ملايين يورو· وعلى ثلاث صفحات كاملة كان لمجلة ''فرانس فوتبول'' الفرنسية حوار طويل معه أكد فيه كاسياس أنه يعيش أفضل لحظات حياته كلاعب، لأنه يستمتع باللعب والفوز بعد ثلاث سنوات عجاف، إضافة إلى تلك النهضة الجماعية التي تزامنت مع وصوله إلى سن النضج (26 سنة)· وقال كاسياس: عندما تلعب لمدة ثماني سنوات مع نادٍ مثل ريال مدريد، فإنك تكبر بسرعة أكبر وتصبح أكثر نضجاً، لأن اللعب كأساسي في الفريق الأول فرق كثيراً معي· مسؤولية وقدوة وعما تعلمه خلال هذه السنوات الثماني مع الريال، قال كاسياس: أصبحت أكثر التزاماً وتحملاً للمسؤولية، كما أصبحت واحداً من القدامى المخضرمين، ولهذا كان لابد أن أكون قدوة لبقية اللاعبين·· وأحياناً أنظر بهذا المفهوم إلى زملائي في الفريق هيجوان وكاجو وسيرجيو راموس على الرغم من أنني أكبرهم بست سنوات فقط، ولكنني أكثر خبرة منهم، ففي كرة القدم ست سنوات تمثل الكثير· وعما إذا كان ذلك يعني أنه أصبح من الأعمدة الأساسية في غرفة خلع الملابس، قال كاسياس: طبعا·· أنا أحد ''الكباتن'' الكبار إلى جوار راؤول وجوتي وسالجادو، وغالبا ما أقول رأيي في شؤون الفريق· ولأنه لا يمر يوم في إسبانيا من دون أن تنشر الصحف او تنقل الإذاعة والتلفزيون أخباراً عن كاسياس، فقد سألته المجلة الفرنسية عما إذا كان ذلك يمثل ضغطاً عليه، فقال حارس إسبانيا الأول: طبعاً يمثل ضغطاً، ولكن لا يمكنني الشكوى حتى لو كان الكلام ذماً وليس مدحاً·· وشيء مثير جداً أن تكون في قلب الأحداث والمناقشات، وعلى أي حال فإن المدح الكثير والمبالغ فيه ليس ظاهرة صحية وإنما يؤثر بالسلب على اللاعب· شباكي ليست عذراء وعندما سألته المجلة عما إذا كان يعجبه لقب ''القديس ايكر'' الذي يطلق عليه في إسبانيا، لتصديه بأعجوبة للكثير من الأهداف المحققة وإبعادها عن مرماه، قال كاسياس: بصراحة لا أحب هذا اللقب فهو يثير ''نرفزتي'' لأن شباكي ليست عذراء ويدخل مرماي الأهداف وأرتكب أخطاءً أيضاً، ثم إنني لست قديساً حقاً· وأكد كاسياس أن بيرند شوستر مدرب الريال يثق فيه ثقة كبيرة ولهذا فإن مستواه هذا الموسم ارتفع عن الموسم الماضي، وزادت ثقته بنفسه، وقال: زادت قدرتي على اللعب بيدي اليمنى على الرغم من أنني أعسر، وساهم اللعب في الدوري الإسباني وفي دوري الأبطال الأوروبي في تقدم مستواي، ويكفيني أيضاً ثقة زملائي في شخص· وعما إذا كان وجود مدافع كبير بطل عالم بحجم الإيطالي فابيو كانافارو في دفاع ريال مدريد أمراً مهماً بالنسبة له كحارس مرمى، قال كاسياس: وجود كانافارو دعم خط دفاعنا وجعله أكثر نضجاً فهو لاعب ''سوبر'' ويمكن لبقية اللاعبين أن يتعلموا الكثير منه، ووجوده على أي حال يبعث على الطمأنينة والأمان· أفضل حارس وعندما تطرقت المجلة للحديث عن جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها لأحسن لاعب في أوروبا، قال كاسياس: هناك بعض اللاعبين يستحقونها ولم يحصلوا عليها حتى الآن مثل راؤول ومالديني وروبرتو كارلوس، وهذا أراه ظلماً، ولأن الجماهير الإسبانية تعتبر كاسياس أفضل حارس مرمى في العالم، فإنها تحلم بأن يحصل على جائزة الكرة الذهبية ولقب أحسن لاعب في استفتاء الفيفا، وعن ذلك يقول كاسياس: أحب دائماً أن أكون في أفضل حال كحارس مرمى ومن يعرف فقد أحصل ذات يوم على جائزة الكرة الذهبية· وعن الدوري الذي يراه أكثر سهولة كحارس المرمى وهل هو الدوري الإيطالي أم الدوري الإسباني، قال كاسياس: كثيراً ما أتحدث مع كانافارو في هذا الأمر، ففي إيطاليا الكرة دفاعية أكثر بينما هي هجومية في إسبانيا·· إذن مهمة حارس المرمى في إيطاليا تكون أسهل منها في اسبانيا ولكن يبقى الدوري الإنجليزي هو المسابقة الأقوى والأكثر نزعة هجومية· الصحافة·· السبب وعندما انتقلت المجلة لسؤاله عن منتخب إسبانيا، قال كاسياس: كل ما فزت به مع منتخبات الناشئين فقدته في المنتخب الأول، وأنا لا أريد أن أعتزل اللعب الدولي قبل أن أحرز بطولة كأس العالم أو بطولة كأس الأمم الأوروبية، فتلك هي مهمتي مع منتخب بلادي· ورداً على سؤال: ما العقدة المزمنة التي تعاني منها الكرة الإسبانية وتجعلها لا تفوز بأي من هاتين البطولتين، اللهم إلا باستثناء الفوز مرة واحدة بكأس الأمم عام 1967 ؟ أجاب كاسياس قائلاً: سوف تضحك إذا قلت إن الصحافة هي السبب في هذه المشكلة أو على الأقل جزء منها·· فالصحف التي تتهمنا مثلاً في تصفيات كأس الأمم الأوروبية بأننا منتخب ينذر بكارثة لمجرد خسارتنا مباراتين في هذه التصفيات، هي نفسها الصحف التي تضعنا بين المرشحين للفوز بهذه البطولة في الصيف المقبل·· منتهى التناقض·· ينبغي أن نكون واقعيين، والمنطق يقول: إننا ذاهبون لتخطي الأدوار الأولى على أمل أن تكون لنا فرصة في المنافسة بعد الدور الأول· شارة الكابتن ونظراً لاستبعاد النجم راؤول من المنتخب، فقد حمل كاسياس شارة ''الكابتن'' ولكن ذلك لم يخلق أي نوع من التوتر بينه وبين راؤول الذي يلعب معه في النادي نفسه ويقول كاسياس: علاقاتي مع راؤول ممتازة وهو يعلم تماما أنه لو أراد الله وعاد للمنتخب، فإنني سأعطيه شارة الكابتن بكل حب· وبسؤاله: ماذا أعطتك شارة الكابتن؟ قال كاسياس: قبل أي شيء·· أعطتني المسؤولية والفخر والتفاهم مع المدرب، فقد أصبحت أشارك في اتخاذ القرارات بشأن التدريبات واختيار الملاعب وتحديد المنتخبات المنافسة في المباريات الودية وأيضاً التصويت بالنسبة لاختيار لاعب العام في استفتاء الفيفا· وعمن اختاره كأحسن لاعب في عام 2007؟ أجاب كاسياس قائلاً: كريستيانو رونالدو ورود فان نستلروي وجيرارد· يبقى أن نعرف أن ايكر كاسياس من مواليد 20 مايو 1981 في مدريد، وطوله 185سم ووزنه 79كجم ولعب 79 مباراة دولية مع منتخب بلاده ويلعب لريال مدريد منذ عام ،1990 وفاز معه بدوري الأبطال الأوروبي 2001 و2003 ودوري إسبانيا وكأس السوبر الإسبانية 2002 والسوبر الأوروبية 2003 وأخيراً دوري إسبانيا وكأس السوبر الإسبانية عام ·2007