الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حاكم الشارقة: الإمارات قامت بعزيمة الرجال وأصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة

حاكم الشارقة: الإمارات قامت بعزيمة الرجال وأصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة
17 نوفمبر 2014 12:52
التقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء السبت الماضي في قصر البديع العامر، نخبة من الإعلاميين من رؤساء تحرير عدد من الصحف المحلية والدولية ورؤساء مؤسسات إعلامية ومديري إذاعات وقنوات تلفزيونية، وقد اتسم اللقاء الذي نظمه مركز الشارقة الإعلامي بالشفافية والموضوعية في الطرح وتناول مختلف المواضيع التي تشغل الساحة في الوقت الراهن وأحاط به جو من الألفة والمحبة في ضوء حديث سموه الذي أدلى به أمام الحضور. الشارقة (الاتحاد) استهل اللقاء بكلمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بدأها بعبارات الترحيب بالحضور، مشيراً إلى أنه اختار قصره للقائهم حتى يكون هذا اللقاء عائلياً أكثر من أي شيء آخر. وقال سموه: «لقد عاصرنا بداية الاتحاد كنا في فترة روح الشباب، وكانت هذه الروح مطلوبة، وكانت الدولة تحتاج إلى عنفوان الشباب، خاصة أنها كانت فترة سبقها استعمار أو حماية، كما يسميها البعض، ومرحلة خروج المستعمر، لأننا كنا ممنوعين من التعاون مع أي دولة أو إدخال أي غريب للمنطقة، لذلك الرجال الذين أسسوا وقادوا هذه الدولة لم يكونوا دارسين في الجامعات العالمية، لكن تعلموا من حضن هذا البلد، ولذلك تجد العطاء دافئاً خارجاً من الأرض، ومنهم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ويرحم الحكام المؤسسين. وكنت قد عاصرت تلك الفترة، وبعد أن عدت من مصر، أراد الشيخ خالد بن محمد القاسمي، رحمه الله، أن أتولى منصب وزير في الحكومة الجديدة. وقال لي: نحن نريدك أن تشارك إخوانك، وأن تصلح من الداخل من خلال مشاركتك في الحكومة، وأن تحدث تغييراً.. وفعلاً وجدت كلماته وقعاً مؤثراً في نفسي.. وعندما بدأنا لم يكن في الدولة أي من الإمكانات من جميع النواحي.. لكن بعزيمة الرجال استطاعت أن تقوم الدولة، حتى صارت اليوم في مصاف الدول المتقدمة وفي مكانة مرموقة، والدفع نحو العلم والثقافة والتوجه إلى الشعب سهل العمل فيها، وكان ذلك نتيجة عدة عوامل، منها أنه لا توجد بين الشعب وحكامه حواجز تمنع التواصل بينهم، وثانياً أن الشعب لا توجد به عقد مثل التحزب والتنظيمات الدخيلة وغيرها، لذلك عندما تبني على أرض نظيفة ومناسبة تجد البنيان سهلاً، فهذه العوامل سهلت علينا الانطلاق نحو بناء الوطن، كما أن الشعب أغلبيته من جيل الشباب». البيت متوحد وحول مدى تلاحم الشعب الإماراتي وحتى قبل قيام دولة الإمارات، أورد صاحب السمو حاكم الشارقة قصة قال فيها: «كان من سلبيات الاستعمار، نشر الخلافات بين أبناء الوطن الواحد، وذكر قصة المرحوم الشيخ سعيد بن مكتوم والمرحوم الشيخ صقر بن سلطان القاسمي والمستعمر الأجنبي الذي كان يريد أن ينشر الفتنة، واجتمع الشيوخ في منطقة النهدة، فقال الشيخ صقر لأخيه المرحوم الشيخ سعيد: إن هذا المستعمر يريد أن يثير الفتنة بيننا، فما رأيك أن نتفق.. ونوحد رأينا، فعندما يسألني عن حدودي أجيبه قصر الشيخ سعيد، وعند سؤالك تقول له حدودك قصر الحصن بالشارقة.. فقال المستعمر له ما هي حدودك يا الشيخ صقر... قال حدودي قصر الشيخ سعيد في دبي، فأجابه بأن هذا لا يجوز وفيه تعد، وعند سؤال الشيخ سعيد أجابه بأن حدودي قصر الحصن في الشارقة.... فقال المستعمر إذاً اتفقتم على رأي.. فإن كانت النوايا طيبة فلا خوف». وأضاف سموه: «في كل بلدان العالم والتي يصل عمرها إلى 1000 سنة توجد فيها تناقضات وبها مشكلات، ولا توجد دولة عربية لا توجد فيها مشاكل، فما بالك بهذه الدولة الفتية، فيها القليل من البشر، وخارجة من حقب الاستعمار الذي أثار الفتن بين أبناء الوطن وجزأ الوطن، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد خيراً بهذا الشعب وأهله الطيبين بأن يوفقهم في هذا الوطن، وفي داخل الشعب لا تجد نوعاً من الشوائب وتداخل القوانين.. وذلك يرجع للأساس الصحيح، ونحن كنا مع الدستور.. وكان في بدايته دستوراً مؤقتاً.. وطلب أن يكون مؤقتاً لفتح الباب لإمكانية تغيير مواده أو بنوده كون الدولة فتية وفي طور النمو». الاعتماد على النفس وفي معرض حديثه، وجه صاحب السمو حاكم الشارقة عدداً من التوجيهات الخاصة بالشباب، داعياً إياهم لضرورة توسيع مداخيلهم، وعدم الاكتفاء بالوظيفة الحكومية، والتوجه إلى التخصصات والأعمال المهنية قائلاً: «نحن نرجو لهذا الشعب كل التقدم والخير.. ونريد منهم أن يبدأوا في تغيير نظرتهم، وعدم الاكتفاء بالوظيفة، بل يجب أن يكون لدينا صناعة وزراعة.. والمطلوب أن نوجد وسيلة لإنعاش قطاع الصناعة والزراعة والتجارة.. ولكن من خلال دعمنا للشباب وجدنا أن الشباب كل ما أردنا دعمه يسقط لنقص إمكاناته ولأن السوق حرة ولا توجد حماية له... فنحن ندعمه ونتركه في مهب الريح دون أن نعمل على تهيئته التهيئة السليمة، لخوض معترك التنافس في سوق تجتمع فيه جميع أمم العالم». إيقاد شمعة خير من لعن الظلام وقد تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بفتح المجال أمام الحضور من الصحفيين والإعلاميين لطرح أسئلتهم والمشاركة بمداخلاتهم، وعن سؤال سموه عن طرق تحصين دولة الإمارات أمام المخاطر التي تواجهها، أجاب سموه: «المخاطر والمتغيرات متراكمة من بعد سقوط الخلافة العثمانية، وهي أسقطت نتيجة مؤامرة كبيرة، وإن لم يكن العرب فاعلين فيها»، وذكر قصة الجاسوس البريطاني لورانس الذي كان له بالغ الأثر في التخطيط والتآمر على الخلافة العثمانية.. وقوله للحكومة البريطانية أنتم أخلفتم وعودكم ونكثتم بالعهود.. وبعدها تتابعت بريطانيا في تقسيم العالم العربي من «سايس بيكو» إلى احتلال فلسطين والعالم العربي، وأرادوا الشتات للعرب. وبدأ المد القومي من سوريا متأثراً بالفكر الفرنسي - وكيف أن سموه ومن جراء كتب البعث العربي تأثر هو وصديقه تريم عمران، ولكنهما وجدا أن البعث العربي يتحول إلى حزب مما جعلهما يرفضانه. وأضاف أن ما يحدث حولنا الآن هو رد فعل وليس فعلاً، فبدلاً من التركيز على السلبيات عليّ أن أحاربها بالقضاء على هذه السلبيات.. «إيقاد شمعة خير من لعن الظلام».. ولا بد أن نسرع في إصلاح أنفسنا قبل الانتقاد.. ولكن لا يوجد لدينا حل سوى العلم والتنوير، والعمل على درء المفاسد كي لا تكون لهم فرصة في كسب الشباب وتغذيتهم بأفكار فاسدة. وحول سؤال طرحه أحد الحضور بشأن تحصين التعليم من أفكار الأحزاب الهدامة.. أجاب سموه بأن البعض قفزوا في غفلة من الزمن.. وقد كانت من الأسباب تغيير وزراء التربية والتعليم وكونهم متأصلين في الوزارة.. لكن الدولة تداركت الوضع، واهتمت بضرورة التوعية وإنشاء الجيل على تعاليم الدين السمحة، وعملت على تحسين مخرجات التعليم وتطوير المناهج، وأوضح سموه ضرورة تبني فكرة كتابي الحقيقة والفضيلة، حيث أراد بكتاب الحقيقة «المعرفة والعلم» وأراد بكتاب الفضيلة «الإيمان الصادق». الإعلام في مواجهة الأفكار الهدامة وقال سموه حول سؤال ورد إليه عن دور الإعلام في التصدي للأفكار الهدامة: «عندما يحترق جزء من بيتك أول ما تفكر به هو إطفاء الحريق، وهو ما يفكر فيه العدو بجعلنا مشغولين بالمشاكل الداخلية عبر افتعال المشاكل والحروب، وهذا مخطط رهيب، وذلك يرجع لعدم وجود كلمة سواء تجمع الناس وتوحد صفوفهم». وتطرق سموه لضرب مثل حول الأزمة التي تمر بها مصر، وضرورة دعمهم وبث روح الانتماء العربي، بغض الطرف عن العقيدة أو الديانة أو أي أمر طائفي آخر، فالانتماء العربي يعتبر عمود الخيمة الذي تقوم عليه مصر ويبنى عليه كل المستقبل.. ووقوف دولة الإمارات وبعض دول الخليج العربي مع مصر كي ترجع مصر لسابق عهدها.. وأمن الخليج من أمن مصر، مشيراً إلى أن للإعلام دوراً مهماً في تحقيق ذلك جنباً إلى جنب مع بقية مؤسسات الدولة. كادر 1 // التجربة البرلمانية الانتخابية تحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن المشاركة السياسية في الدولة عن طريق انتخاب أعضاء المجلس الوطني الاتحادي.. وقال «إن الدولة تحتاج للوصول إلى مرحلة النضج السياسي قبل الإقدام على مرحلة جديدة في المشاركة السياسة والانتخاب.. ولك في تجارب عدد ممن يحيطون بنا مثال كونها تسببت تجاربهم في تعطل الكثير من المؤسسات بها، وذلك لدخول أحزاب وتيارات مؤثرة.. ونحن نتعلم منهم ومن تجاربهم.. وبداية يجب علينا إبعاد هذه التيارات والأحزاب لما لها من تأثير سلبي في تعطيل العمل السياسي.. وما نقوم به حالياً بأن حددنا نسبة 50% للانتخاب في رأيي نسبة جيدة، ولكن تحتاج إلى تطوير». ويجب علينا تهيئة الناخبين وتثقيفهم بطرق الانتخاب واختيار الشخص المنتخب والأسس العلمية؛ لذلك تجدون في إمارة الشارقة هناك مجلس شورى الأطفال، حيث بدأنا بتثقيف الأطفال وصولاً للناشئة مما جعلهم مهيئين لأن يقودوا المرحلة المقبلة. كادر 4 // حاكم الشارقة ميثاق شرف للصحافة عرج صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على الحديث عن ميثاق شرف الصحافة في دولة الإمارات، وعبر عن رأيه فيما ورد فيه قائلاً: «مواد الميثاق.. جيدة ولكنها حادة.. وأنتم شددتم على أنفسكم.. وصيغته أغلبها تستخدم عبارات لا تعمل ولا تعمل.. وأنا أقول: إن الإعلامي والصحفي يجب أن يكون له دافع نابع من الداخل وليس من قانون يحكمه.. ويجب علينا أن نتفق على كلمة.. غير ميثاق شرف.. لأن الشرف موجود، بل علينا أن نسميه أخلاقيات المهنة.. ولا نريد أن يتم توجيه الإعلامي بشأن ما ينشر أو يكتب، بل نريد أن ينبعث منه ولا يخضع لسلطة سياسية أو مالية.. فيجب عليه احترام القارئ وهذا بطبيعة الحال ضرورة مهنية.. فلا تنشر الغث أو الإساءة.. وأنا أقرأ كل الصحف وإن كانت الأخبار متشابهة؛ لأن مصدرها واحد، ولكن عندما تقلب الصفحات الأخيرة تجد الاختلاف، في الرياضة والفنون والثقافة تجد تعدد الآراء، فما لا أجده في الشارقة أجده في دبي.. ومالا أجده في دبي أجده في أبوظبي.. فكأني في حديقة أنتقي من زهورها.. فعلى صاحب القلم أو الصحفي قبل أن ينتظر التوجيه من رئيس التحرير عليه أن يبدأ بنفسه.. فيجب في قرارة نفسه أن يستشعر الصح من الخطأ أو السمين من الغث... ولا يجب معاملة الصحفي كغيره من المهن لأنه صاحب فكر». وأضاف سموه: «كثير من الكتاب يتصرف بلا مبالاة دون النظر إلى الصالح العام.. فعند إثارة المشاكل الكل يتأثر بها.. ولن يستفيد منها شيء سوى نشر البلبلة والضرر.. وعلى سبيل المثال عند تناول الحديث عن مشروع قانون ما، ونعلم بأن القانون قبل إصداره يأخذ مجالات كثيرة في المراجعة والإضافة والحذف في بنود ومواد القانون.. فعندما يأخذ الصحفي مشروع القانون وينشره دون اعتماده ينشر بلبلة.. وهذا تصرف يتعارض مع الصالح العام ويضر البلد». وأردف سموه قائلاً: «الكاتب أو الصحفي.. يجب أن يتحلى بالمعرفة الحقيقية الصحيحة وليست المزيفة..- وذكر سموه مثال نشر خبر لزلزال ضرب البلد، مما أدى إلى إثارة بلبلة في البلد.. ورد صاحب السمو حاكم الشارقة على هذا الخبر، وأوضح أن منطقتنا ليست ضمن مناطق الزلزال..- ومثلها الكثير من المعلومات المنشورة، التي تفتقر إلى المعرفة الحقيقية وقد يكون لها تأثير سلبي على القارئ.. وقد لا يسأل فيها ولا يعاقب الصحفي، ولكنها تؤثر في معلومات وثقافة القارئ». ثم وجه سموه حديثه إلى رؤساء التحرير عند وصول رأي أو خبر، فقد لا يكون رئيس التحرير لديه معرفة وعلم شاملين كاملين.. بل يجب أن يمر على لجنة أو متخصصين.. وحث سموه المنتمين للإعلام على القراءة وتكوين ثقافة عامة في مختلف المجالات وتطوير ذاتهم وفكرهم وعدم الاكتفاء بالشهادة الجامعية والأكاديمية.. بل عليهم تطوير أنفسهم.. وأكد أن العمل الصحفي ليس عملاً فردياً، بل هو عمل جماعي، وكلما كان العمل جماعياً وجدنا أن موضوعات الصحيفة قيمة. وأهاب صاحب السمو حاكم الشارقة بالإعلاميين بضرورة أن تمر المادة الإعلامية على رئيس التحرير.. ودعاهم إلى اختصار المواد الصحفية وعدم الإطالة فيها حتى يتسنى للقارئ أن ينهل من الفكر الذي يقدم وبذلك لا يضجر ولا يمل ولا يتكاسل في القراءة. وتطرق صاحب السمو حاكم الشارقة حول عدد من الإصدارات التاريخية، ومنها سرد الذات، أرخ فيها فترة مهمة في تاريخ الوطن.. وتجاوز عن الكثير من الخلافات التي حدثت في هذه الحقبة لعدم إثارة المشكلات..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©