الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأجواء المفتوحة توسع آفاق التعاون بين أميركا وأوروبا

الأجواء المفتوحة توسع آفاق التعاون بين أميركا وأوروبا
10 مارس 2007 23:13
إعداد - محمد عبدالرحيم: توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مبدئي مع المفاوضين الأميركيين يقضي بإزالة جميع الحواجز والقيود في المسارات الجوية العابرة للمحيط الأطلنطي فيما يعتبر اختراقاً غير مسبوق في المحادثات التي تهدف لزيادة عدد الرحلات وتخفيض أسعار التذاكر· وأشار جاك باروت، مفوض النقل في الاتحاد الأوروبي إلى أن المفوضية الأوروبية قد حققت ''تقدما حاسما'' في محادثاتها مع الممثلين الأميركيين في بروكسل باتجاه إبرام اتفاقية ''الأجواء المفتوحة'' التي طالما اتسمت بحدة المعركة بين الجانبين، مشيراً إلى أنه سيتقدم بمسودة المقترحات إلى وزراء النقل الأوروبيين في 28 أكتوبر المقبل· وسوف يتعين أيضاً على الكونجرس الأميركي أن يدعم هذه الصفقة قبل أن تصبح القوانين الجديدة سارية في 28 أكتوبر· وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' مؤخراً فإن من شأن الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية أن تسمح لشركات الطيران الأوروبية بالتحليق إلى أميركا من أي مكان في الاتحاد الذي يضم 27 دولة بدلاً من الدولة الأم فقط· وفي نفس الوقت سيتم تخفيف القيود أمام شركات الطيران الأميركية المتجهة إلى أوروبا بشكل يزيل الحواجز التي تمنح هذا الحق الآن لشركتين أميركيتين فقط - أميركا ايرلاينز وشركة دلتا ايرويز - بالسفر إلى مطار هيثرو في لندن· وعند الإعلان عن الصفقة في واشنطن، ذكرت ماري بيترز وزيرة النقل الأميركي أنها ''توفر المزيد من الخيارات والملائمة'' إلى جموع الركاب والمسافرين· أما المفوضية الأوروبية فقد أشارت من جانبها أن الصفقة يمكن أن تجتذب 26 مليون مسافر إضافي عبر الأطلنطي في فترة السنوات الخمس المقبلة بشكل يستدر مبلغاً يصل إلى 12 مليار يورو أو 15,8 مليار دولار بالإضافة إلى استحداث إجمالي يبلغ 80 ألف وظيفة جديدة على جانبي الأطلنطي· ويمثل سوق الطيران العابر للأطلنطي حالياً 60 في المئة من اجمالي الحركة المرورية الجوية العالمية وفقاً لإحصائيات اتحاد النقل الجوي العالمي، وكان قد تم التوصل إلى الخطوط العريضة للاتفاقية في نوفمبر عام 2005 إلا أن الصفقة توقفت بعد أن تمسك الاتحاد الأوروبي بضرورة أن تعمد الولايات المتحدة لإجراء تعديلات في قوانينها التي تحكم تملك الأجانب لشركات الخطوط الجوية الأميركية· وظلت إدارة بوش تحاول جاهدة لأكثر من عام إقناع الكونجرس بالموافقة على هذه التعديلات والتي تقيد مقدار ملكية الأسهم بمعدل 25 في المئة فقط على الأجانب في الشركات الناقلة الأميركية - إلا أنها اضطرت للتخلي عن هذه الجهود في ديسمبر وسط معارضة شرسة من نقابات العمال والعديد من شركات الخطوط الجوية الأميركية· وذكرت المفوضية أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية قد توصلا إلى اتفاقية حول ''الحقوق في مجال الملكية والاستثمارات وهيمنة المستثمرين في الاتحاد الأوروبي على شركات الطيران الأميركية''، إلا أن المفوضية لم تدل بالمزيد من التفاصيل لكن مسؤولا في الاتحاد الأوروبي طالب بعدم الكشف عن هويته بسبب أن الصفقة ما زالت بانتظار المصادقة النهائية، ذكر بأن واشنطن وافقت على السماح لشركات الطيران الأوروبية بالاستحواذ على أكثر من 50 في المئة من إجمالي رؤوس أموال شركات الخطوط الجوية الأميركية دون مواجهة أية مخاطر قانونية من جانب الحكومة الأميركية· وبامكان واشنطن الآن الوقوف أمام أية استثمارات تتجاوز هذا الحد على أسس الدفاع عن الأمن القومي، ووفقاً لأحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي فقد ذكرت المفوضية بأن الولايات المتحدة قد وافقت أيضا على إسقاط القوانين الحالية التي تقيد حقوق شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي في شراء شركات للخطوط الجوية في الدول الأخرى غير الأوروبية التي ليدها اتفاقيات طيران ثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية· وعلى سبيل المثال إذا رغبت إحدى شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي في شراء ناقلة أفريقية فإن الشركة الأوروبية لني مكنها الاستحواذ بشكل أوتوماتيكي على حقوق الناقلة الأفريقية في التحليق إلى الولايات المتحدة الأميركية لأن واشنطن سوف تعتبرها في هذه الحالة مجرد شركة طيران أوروبية· وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن مسودة الاتفاقية سوف تمنح عدداً من الحقوق الجديدة الأخرى للناقلات في الاتحاد الأوروبي بما في ذلك حق التحليق من الولايات المتحدة إلى الدول غير الأوروبية بالإضافة إلى العمل ضمن برنامج ''فلاي أميركا''، الذي يختص بنقل المسافرين والبضائع التي تمولها الحكومة الأميركية· ورحب مسؤولو صناعة الطيران بهذه الأنباء بحذر إذ يقول المتحدث الرسمي باسم المنظمة العالمية للطيران ''اياتا'' في جنيف: ''اعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح ولكننا نرغب في رؤية تنفيذ سريع للاتفاقية يعقبه تقدم باتجاه المزيد من التحرير''· أما اتحاد شركات الخطوط الجوية الأوروبي الذي يمثل الناقلات مثل بريتش ايرويز ولوفتهانزا وشركة ايرفرانس - كيه ال ام فقد ذكر بأن مشروع الاتفاقية يبدو كأنه يوضح انتقال الولايات المتحدة باتجاه تلبية مطالب الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالاستثمار والتملك· وقال اولريتش شوتلستراتوس، الأمين العام للاتحاد في بيان صحفي: ''ان رد فعلنا المبدئي ان هنالك توازنا ملحوظا في الكلمات التي صيغت بها الاتفاقية''· أما جيم بيرارد المتحدث الرسمي باسم النائب الديمقراطي جيمس اوبرستار الديمقراطي من ولاية مينيسوتا ورئيس لجنة النقل في البرلمان فقد أعرب أيضاً عن حذره بشأن الاتفاقية حيث قال ''إننا نبدي حرصنا على ضرورة قراءة وتفحص ما جاء في رسالة الاتفاقية· وأعرب اوبرستار وأعضاء آخرون في الكونجرس عن آرائهم بكل وضوح وبأن القلق والمخاوف تساورهم في حال أن أقدمت وزارة النقل على مناقشة إحداث أي تغييرات بشأن قوانين التملك الأميركية عبر أي وسائل أخرى· وظلت صناعة الخطوط الجوية ولسنوات طويلة تدعى بأن اتفاقية للاجواء المفتوحة بين أميركا والاتحاد الأوروبي سوف تعمل على زيادة السعة والتنافسية في المسارات المربحة عبر المحيط الأطلنطي ومن شأنها بالتالي أن تتمخض عن أسعار أرخص ثمناً· إلا أن بعض الاقتصاديين تنبأ بأن الأمر سوف يحتاج إلى بعض الوقت حتى يشهد جموع المسافرين آثارا جيدة لأي صفقة يتم إبرامها، إذ يقول بيتر موريس، كبير الاقتصاديين في شركة آسيند لاستشارات صناعة الطيران في لندن: على ضوء الأسعار المطبقة حالياً فمن الصعوبة بمكان الاعتقاد بأن هذه الأسعار سوف تنخفض كثيراً من مستوياتها الحالية'' ولكنه ذكر بأن التوصل إلى اتفاقية من المرجح جداً أن تؤدي إلى زيادة الخدمة بين المدن الرئيسية الأميركية والوجهات الثانوية الأوروبية، وعلى سبيل المثال بين واشنطن ومدينة دوسلدورف الألمانية· وأضاف: بامكان الاتفاقية أيضاً جذب المزيد من الحركة المرورية الجوية إلى دول مثل إيطاليا ''التي لم تصل حتى الآن إلى كامل استغلالها'' بسبب هيمنة الناقلات الوطنية على المسارات الدولية· وكنتيجة مباشرة لذلك، انخفضت أسهم شركة الخطوط الجوية البريطانية بمعدل 10 في المئة في تعاملات البورصة· وأشار مارتن براوغتون رئيس مجلس إدارة بريتش ايرويز إلى أن اتفاقية ''الأجواء المفتوحة'' سوف تؤمن المكاسب لشركات الخطوط الجوية الأميركية مقابل ''تنازلات صغيرة جداً وهامشية'' من قبل واشنطن· ولاحظ أيضاً بعض العيوب في الاتفاقية مع استمرار الخطر على شركات الطيران الأوروبية في نقل المسافرين بين المدن الأميركية ومجرد حدوث تغير طفيف في برنامج ''فلاي أميركا'' الذي يحتفظ لشركات الخطوط الأميركية بالحق الحصري في تسيير الرحلات الخاصة بالحكومة الأميركية أو الهيئات التي تمولها الحكومة· وأشار إلى أن الاتفاقية لا تختلف من الناحية الاقتصادية عن تلك التي رفضها وزراء النقل في الاتحاد الأوروبي في يونيو عام 2004 وفي نوفمبر عام ·2005 يذكر أن صفقة ''الأجواء المفتوحة'' التي تم التوصل إلى خطوطها العريضة تسمح لشركات الطيران بالتحليق في المزيد من المسارات التي تربط القارة الأوروبية بالولايات المتحدة ما يساعد على ازدهار أعمالها التجارية لكنها سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى تآكل ايرادات شركة بريتش ايرويز والناقلات الأخرى التي تهيمن حالياً على هذه المسارات· ووصف جاكوز باروت، مفوض النقل في الاتحاد الأوروبي، الخطة بأنها الأكثر طموحاً على الاطلاق وذكر بأن الفشل في دعمها من قبل أوروبا من شأنه أن تتمخض عنه ''فوضى قانونية''· وأشار إلى أنه في حال فشل وزراء الاتحاد الأوروبي في دعمها فسوف يجد نفسه مجبراً على التقدم بشكوى الدول إلى محكمة العدل الأوروبية لرفضها التخلي عن اتفاقيات الطيران الثنائية مع الولايات المتحدة الأميركية· ويقدر محللون في ''دويتش بنك'' ان الصفقة سوف تؤدي إلى تراجع أسعار الرحلات العابرة للأطلنطي بمعدل 15 في المئة قبل أن تتسبب في فقدان مبلغ 491 مليون جنيه استرليني (944 مليون دولار) في عائدات بريتش ايرويز في العام الأول فقط من تنفيذ الاتفاقية· يذكر أن الرحلات المباشرة حالياً إلى الولايات المتحدة من مطار هيثرو في لندن مقصورة فقط على شركات بريتش ايرويز وفيرجن اطلانتيك وشركتي يونايتد ايرلاينز واميركان ايرلاينز الاميركيتين· وحث باروت مفوض النقل الأوروبي شركة بريتش ايروير على التفكير في المدى الطويل قائلا: إنها ربما تصبح المستفيد الرئيسي من الاتفاقية في المستقبل· ويتعين على وزراء النقل في الاتحاد الأوروبي اتخاذ القرار بشأن دعم هذه الخطة في 22 مارس الجاري كما أن اللمسات النهائية سوف يتم وضعها بحيث تتزامن مع القمة الأوروبية الاميركية المقرر عقدها في 30 ابريل المقبل في واشنطن· إلا أن المفاوضين الأوروبيين ربما لا يوافقون على الصفقة في حال عدم اقتناعهم بأن هناك فرصة للمصادقة عليها من قبل وزراء النقل كما تشيد المفوضية· ولن يوافقوا عليها أيضاً إذا عارضتها بريطانيا بشدة حيث أن مثل هذه القرارات تستلزم دعماً من أغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء بموجب نظام الاتحاد الأوروبي للتصويت الذي يعتمد على أوزان الدول·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©