نسرين درزي (أبوظبي) - كثيرة هي الموضوعات التي شغلت الطفل علي، وهو يتجول مع والده متأملاً في الشاشات المتحركة التي تنبذ الملوثات، ضمن معرض “بيئة المستقبل”، المقام في منارة السعديات منذ شهر والمستمر على مدى عام كامل، ويتحضر هذه الأيام لاستضافة العائلات بفعاليات مثيرة بمناسبة إجازة عيد الأضحى. إذ تشكل أجنحته بوابة يدخل من خلالها الطلبة إلى عالم نظيف يشرح كيفية العيش في بيئة خضراء تضمن شروط الاستدامة. ويطرح “بيئة المستقبل”، بدءاً من أول أيام العيد، سلسلة من ورش العمل والبرامج الترفيهية التي تشجع الجيل الجديد على اكتساب المزيد من المعارف المتعلقة بالحياة على الكوكب. وهو من تنظيم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والهيئات المتخصصة ذات الصلة، مثل مصدر ومجلس أبوظبي التعليمي.
ويشكل “بيئة المستقبل” عنواناً مناسباً للزيارات العائلية خلال إجازة العيد، حيث سيرافقه برنامج متنوع من الفقرات المشوقة، مثل الرحلات المنظمة بقوارب “الكاياك” بين أشجار القرم، إضافة إلى نشاطات فنية أخرى مستوحاة من التنوع النباتي والحيواني الفريد الذي تزخر به الدولة، كما توفر أقسام المعرض دلائل حسية على تأثير الموارد العالمية على أسلوب الحياة الصحي والتغيرات المناخية، وذلك بأسلوب محبب يلهم الصغار من خلال 4 شخصيات كرتونية هي “ياس وموزة وعلي وسارة”، والتي تساعد الزوار على الوصول إلى مدينة المستقبل النظيفة والخالية من الانبعاثات الخطيرة ومظاهر التلوث، عبر اكتشاف وسائل صديقة للبيئة وأساليب منسجمة مع مبدأ الاستدامة.
ويقول مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إن الحرص على افتتاح معرض “بيئة المستقبل” يأتي انسجاماً مع شعار الاحتفال لهذه السنة “السياحة والطاقة المستدامة: محرك للتنمية المستدامة”. ويؤكد أهمية نشر الوعي تجاه اختلال التوازن بين وجود الإنسان والتنمية من جهة، والطبيعة والبيئة من جهة ثانية. وحث المهيري شباب الدولة على التثقيف لجهة حماية البيئة والتحول إلى أصدقاء لها، بهدف المشاركة في المسؤولية المجتمعية.
ويذكر فيصل الظاهري مدير العلاقات العامة وتدبير الرعاية والتمويل في الهيئة، أن المعرض موجه بشكل خاص إلى طلبة المدارس ممن يجدر إطلاعهم على أحدث تقنيات الاستدامة. ويقول إن الحدث يضع في اعتباره مختلف الفئات العمرية، بما يضمن عملية الاستيعاب. ويشير الظاهري إلى حرص هيئة السياحة والثقافة على تطوير قائمة من الفعاليات الميدانية المصاحبة لبرنامج المعرض، منها ورش العمل التفاعلية التثقيفية حول كيفية إعادة التدوير عموماً، وضرورة الحفاظ على قطرات المياه، كون الأرض تعاني الجفاف بسبب الهدر. ويلفت إلى أن المعرض سيشهد خلال الفترة المقبلة تنظيم 4 رحلات ميدانية إلى محميات أشجار القرم للكشف عن أهميتها البيئية، حيث يقدم أدلاء في علوم الطبيعة شرحاً عن تفرد هذا النوع من الأشجار، والأساطير التي تحاك حولها التي ثبتت صحتها مع الزمن. ويستند “بيئة المستقبل” إلى الخطط والمشاريع المستقبلية في إمارة أبوظبي التي يجري العمل حالياً على تنفيذها.
عدد اليوم
