الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تغيير اللغة·· والجينات!

11 مارس 2007 00:26
يبدو أن موضوع اللغة الرسمية الجديدة للدولة موضوع له شجون، وقد استثار المقال الأول بعض الإخوة والأخوات ممن لهم مع هذه اللغة الجديدة قصص مأساوية، لم تقف فقط عند كبح جماح طموحهم، بل خيرت أغلبهم بين البقاء أو الاستقالة! فها هي مديرة فاضلة قضت دهراً من عمرها في الحقل التعليمي، حتى استنفد منها ماضيها وحاضرها ومستقبلها، لتخير مؤخراً بين اللغة الجديدة أو الرحيل، فهل تنسحب أم ترضخ لموضة ''التغيير'' و''الانسلاخ'' التي أصبحت تتفشى في مجتمعنا ولا تلقى من الاهتمام ما تلاقيه أنفلونزا الطيور - مع تقديري لأهمية هذا الموضوع - ولكن هل يجب أن تصاب معتقداتنا وثقافتنا بمرض معد حتى نعيرها اهتمامنا؟! هل المشكلة في اللغة أم فيما تمثله من ثقافة لا يمكن فصلها بأي طريقة عن لغتها! هل يمكننا أن نطلب من الغرب أن يتحدثوا العربية دون أن يأخذوا من ثقافتنا؟، وهل يمكننا أن نطالب العرب أن يجيدوا الإنجليزية دون أن يصبحوا أجانب؟! هل هذه المربية الفاضلة، التي تخرج من بين كفيها العربيين أجيال وأجيال، أصبحوا الآن قادة وقدوة في مجتمعهم، ملزمة بأن تغير كل ما تعلمته لتصبح أهلاً لهذا التقدم الحضاري؟ وهل الحضارة حكر على لغة دون غيرها! إنني واثقة كل الثقة بأن الرؤية التي وضعت للتطوير فهمت خطأ ممن طبقوها، وبأن اللغة وسيلة ولم تكن غاية في حد ذاتها، إلا أننا فهمنا خطأ وظيفة لغتنا وإمكانياتها التي يمكنها أن تحقق لنا ما نتمنى، دون الحاجة لأن نصبح غرباء على أرضنا! من المستفيد من انقطاع الموظف (مدرس أو غيره) عن عمله لفترات طويلة، ليعود إلى مقاعد الدراسة من جديد وليترك خلفه مقاعد وفصولاً شاغرة أو فارغة! وهل نحن فعلاً في حاجة إلى هذا الإلحاح الغريب لتعلم لغة الآخر! وهل التعليم بالإكراه! وهل هناك دراسة فعلية تمت تؤكد قلة إنتاجية المعلم أو الموظف غير المتحدث بالانجليزية! وهل أصبح من لا يحمل شهادة في الإنجليزية شخصا غير مثقف! قيل لنا من لا يحمل شهادة جامعية فهو إنسان غير مثقف، فحصلنا عليها (بالرغم من أنني لا أجزم بثقافة الجامعيين!)، وقيل لنا من لا يعرف استخدام الحاسب الآلي إنسان غير متحضر، فتعلمنا استخدامه (بالرغم من أن أغلبنا لا يعرف أهميته أو لم يتعلم منه سوى الشات والدردشة!)·· ويقال لنا الآن من لا يعرف الإنجليزية فهو شخص جاهل، فهل نغير غدا جيناتنا الوراثية! كم أتمنى يا سادتي أن تتركوا لنا حرية اختيار التطور والعلم بحريتنا، لا أن نجبر على أن نكون رغماً عن أنوفنا أفرادا في مجتمع جديد يشكلنا·· ولا نشكله! ضبابة سعيد الرميثي - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©