الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإفراط في تناول اللحوم يضر المرضى والأصحاء معاً

الإفراط في تناول اللحوم يضر المرضى والأصحاء معاً
24 أكتوبر 2012
يقترن الحديث عن الإفراط في تناول اللحوم بالأعياد، خاصة عيد الأضحى المبارك، حيث الأضاحي كسنة من السنن المؤكدة في هذه المناسبة، وعادة يميل الناس إلى الإفراط في استهلاك اللحوم بمعدلات تفوق استهلاكهم المعتاد، وهذا الأمر قد لا يناسب الأصحاء، فما هو الحال بالنسبة للمرضى؟ ولاشك فيه أن تناول اللحوم بشكل عام يرتبط بشكل مباشر بنسب البروتينات والدهون في الجسم، وما يترتب على الإفراط من أضرار صحية لعدد كبير من المرضى المصابين بأمراض عسر الهضم، والحموضة والانتفاخ، خاصة بعد أكل لحوم الضأن الغنية بالدهون التي ترفع دهون الدم وخاصة الكولسترول الذي يترسب على جدار الشرايين، إلى جانب التهابات المريء، وعلّل الكبد والمرارة ، ومرض النقرس ، وقصور الكلى، وكل ما له علاقة بأمراض القلب والشرايين. فما حقيقة المحاذير الطبية من الإفراط في تناول اللحوم إذن؟ إذا كانت اللحوم غنية بالمواد المقوية للمناعة والعظام، ومقاومة الأورام لاحتوائها مادتي اللينوليك والكارنتين المسؤولتين عن تحويل الدهون إلى طاقة داخل الجسم، وأنها غنية الفوائد الغذائية والعناصر الهامة لتكوين ونمو كرات الدم الحمراء كالبروتينات والفيتامينات والمعادن كالحديد والفسفور والنحاس، فلماذا يحذر الأطباء من الأضرار الصحية المترتبة على الإفراط في أكل اللحوم؟ الدكتور عباس السادات، استشاري الأمراض الباطنية وأمراض الدم، وزميل الجمعية الملكية للأطباء في إنجلترا، يوضح الأضرار المرتبطة بالإكثار والإفراط في تناول اللحوم خلال أيام العيد، ويقول:» ليس المقصود بالطبع تخويف الناس من أكل اللحوم، أو إيجاد حالة من الذعر، وليس هناك كلام مطلق حتى يخاف الجميع ويعزف عن تناول اللحوم، إنما علينا أن نعي الحقيقة، ونفرق بين الأصحاء والمرضى. فاللحوم لا غنى عنها كمصدر رئيسي للبروتينات في الجسم، وهي غنية بالمواد المقوية للمناعة والعظام ومقاومة الأورام لاحتوائها مادتي اللينوليك والكارنتين المسؤولتين عن تحويل الدهون إلى طاقة داخل الجسم، ومده بالفوائد الغذائية والعناصر الهامة لتكوين ونمو كرات الدم الحمراء كالبروتينات والفيتامينات والمعادن كالحديد والفسفور والنحاس. لكن الإفراط في تناولها قد يسبب عند البعض الحموضة والانتفاخ، وخاصة لحوم الضأن الغنية بالدهون والتي ترفع من دهون الدم خاصة الكولسترول الذي يترسب في جدار الشرايين، ويتسبب في تصلبها، كما أن الإفراط يسبب الإصابة بمرض النقرس عند الأشخاص المهيئين له وهو مرض يتسبب في آلام المفاصل ومتاعب الكلى. وينصح دائماً بالاعتدال في أكل اللحوم والابتعاد عن الدهون الموجودة باللحوم وإزالتها قبل شيّها خاصة مرضى السكر والقلب وتصلب الشرايين، حيث إنها تسبب السمنة». التأثيرات الطبية يشير الدكتور السادات إلى مخاطر تناول المرضى للبروتينات بشكل عام، ويقول:» الإكثار من أكل البروتينات من قبل الذين يعانون القصور الكلوي ، يسبب ارتفاع البولة الدموية والكرياتيني ، وهذا ما قد يجعل الحالة الصحية تتدهور نحو الأسوأ، كما إنّ المبالغة في التهام البروتينات لا يناسب مرضى النقرس لأنها ترفع مستوى حامض البول وتسرّع من حدوث نوبة النقرس المؤلمة التي يمكن أن توقظ صاحبها أثناء الاستغراق في النوم، كما أن الإسراف في تناول المواد الدسمة لمرضى الحصوة المرارية يؤدي إلى تحريك الحصوات في المرارة ، وقد تذهب إحداها أو أكثر إلى القناة المرارية فتسدها وتوقع صاحبها تحت رحمة عوارض كثيرة مثل المغص القاتل، والإعياء الشديد، والغثيان والتقيؤات، وانتفاخ البطن، وعسر الهضم، كما أن المبالغة في استهلاك الأطعمة الدسمة يسبب فرطاً في إفراز حوامض المعدة وبالتالي المعاناة من الحرقة المعدية وفي إيقاظ القرحة من غفوتها، دون أن ننسى أن الأكل الدسم يسبب خللاً في وظائف الأوعية الدموية، وهذا الخلل يصل إلى القمة في غضون أربع ساعات من تناول الوجبة، وفي حال توالي استهلاك الوجبات العالية الدسم فانه يترك آثاراً سلبية تراكمية تمهد الطريق نحو استيطان تصلب الشرايين الذي يمهد للتعرض للأزمات القلبية الوعائية». الدهون الثلاثية يحذر الدكتور السادات من زيادة نسبة الدهون في الأكل، ويوضح ذلك ويقول:» لقد أصبح واضحاً بما لايدع مجالاً للشك بأن زيادة كمية الدهون في الوجبات الغذائية المتناولة تعتبر عاملا مهما يؤثر في حدوث و تطور الأمراض المزمنة. وتشير الدراسات إلى أن الأحماض الدهنية المشبعة تلعب دوراً مهما في رفع مستوى الكولسترول في الدم، مما يشكل خطرا يتمثل في الإصابة بأمراض القلب التاجية. فزيادة كمية الكولسترول في الدم تؤدي الى تراكمه على جدران الأوعية الدموية، ومع مرور الزمن يحدث ضيق للأوعية الدموية مما ينتج عنه تصلب الشرايين، الذي يؤدي إلى نقص في كمية الدم المتدفقة عبر الأوعية الدموية. ويعتبر الغذاء غير الصحي أحد العوامل المؤدية الى ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، ويعتقد العديد من الخبراء أن أثر الغذاء على ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم معقد، ويتجاوز مجرد محتوى الأغذية من الكولسترول والأحماض الدهنية. ومن خلال التجارب السريرية تم اعتبار العادات الغذائية، ودرجة الاستجابة للحميات، ومستوى الكولسترول، و مكونات الوجبة الغذائية، من المتغيرات التي يمكن أن تؤثر على فاعلية الحميات الغذائية على مستوى الكولسترول في الدم. كما تلعب الوراثة لدى بعض الأشخاص دورا أكبر في التأثير على مستوى الكولسترول في الدم من الوجبات الغذائية المتناولة، وبغض النظر عن كمية الدهون والكولسترول الموجودة في الوجبات الغذائية المتناولة، فان الجسم سينتج كميات عالية من الكولسترول الذي يتسبب في حدوث النوبات القلبية. كذلك يوجد كثير من العوامل التي نستطيع السيطرة عليها للتقليل من مستوى الكولسترول في الدم وللحماية من الكثير من أمراض القلب مثل: عدم تدخين السجائر، والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، والمحافظة على الوزن المناسب، والاستمرار على ممارسة بعض النشاطات الرياضية، والسيطرة على الضغوط العصبية». مخاطر الاعتماد على شواء اللحوم يضيف الدكتور السادات محذراً من الاعتماد الدائم على تناول اللحوم «المشوية» على الفحم، ويقول:» وعلينا أن ننبه إلى أن اللحوم عند شيّها على الفحم ينصهر الدهن منها، ويتساقط على الفحم وتتكون مواد ضارة تترسب على اللحم، كمركبات وأكاسيد نيتروجينية تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض السرطانية على المدى البعيد خصوصاً مع تكرار عملية الشي‏، لذلك يفضل الاعتماد على اللحوم المسلوقة، وينصح بتناول البقدونس مع اللحم المشوي لأنه يعادل بعض المواد الحمضية الموجودة في اللحوم، ويساعد على سهولة إخراجها من الجسم وعدم حدوث الترسيب في الكلى، وذلك لاحتوائه على أملاح عضوية، بالإضافة إلى أنه يخفض من ضغط الدم ودهون الدم. كما أنه يقلل امتصاص الدهون‏ و‏يسهل مرور الفضلات مع تباعد جزئياتها داخل الأمعاء‏، كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية، ويزيد من إفراز العصارة الصفراوية ما يساعد في عملية هضم المواد الدهنية‏».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©