إيمانا بمبدأ التكافل المجتمعي وانطلاقا من حرصها على المساهمة بدعم منتسبيها الأيتام وذويهم في عموم الإمارة، أقامت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، وللمرة الثالثة على التوالي، مهرجانها السنوي للمأكولات الشعبية، ليكون هذا المشروع الخيري إضافة أخرى لمجمل فعالياتها وأنشطتها المتنوعة طوال العام، وتعزيزا لقيم التعاون والعطاء بين مختلف شرائح المجتمع، وذلك لخدمة أبنائها اليتامى ورفع مستواهم المعيشي وزيادة نسبة دخلهم الأسري.
وتحت شعار «تذوق واستمتع»، انطلق هذا المهرجان اللافت للمأكولات الشعبية، بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية، لينتقل خلال الأسابيع القادمة بين مختلف مدارس المدينة، محققا هدفه في تعميق مشاعر المودة والرحمة وتدعيم أواصر العلاقات الإنسانية النبيلة بين عموم أفراد المجتمع.
وتشير مدير إدارة البحث الاجتماعي بمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي نوال ياسر قائلة: أصبح مهرجان المأكولات الشعبية واحدا من ضمن الفعاليات والبرامج المهمة التي ننظمها، والتي تهدف إلى مساندة منتسبينا من الأيتام وأسرهم ومنحهم فرصا للعيش الكريم، ونظرا للنجاح الكبير الذي حظي به هذا الحدث في العامين السابقين، فقد قررنا اعتماده كفعالية سنوية ترفيهية تحتفي بأطباق الشعوب، وتساعد في ذات الوقت بعض عائلات اليتامى وأوصيائهم على تحسين دخلهم المادي ورفع مستواهم المعيشي، وبناء جسور من التواصل الإنساني بين مختلف الفئات والأجيال، مسلطا الضوء على جانب من إبداعات بعض الأمهات الموهوبات في فنون الطهي، وتحضير أنواع من الأطباق الشعبية المشهورة لعدد من الدول والبلدان العربية والآسيوية والأوروبية، بحيث نمنحهن فرصا للإنتاج والعمل، ونفتح لهن أبواباً جديدة للرزق، ليتمكن من إعالة أسرهن بما يلزم، فنكفيهن بذلك شر العوز والحاجة.
وتتابع نوال ياسر: من خلال هذه النوعية من الفعاليات والأنشطة، نحاول باستمرار أن نتبنى المزيد من الأفكار والمشاريع الخيرية الفاعلة، والتي تؤهل أوصياء الأيتام وتشعرهم بقيمة العمل وفائدة الإبداع في أي مجال كان، فنغرس فيهم شيئا من مشاعر الثقة بالنفس والاستثمار في الذات، بحيث يتمكن الكثير منهم الاعتماد على إمكانياته ومجهوده الخاص، ليطور نفسه ويكتسب الدراية و الخبرة والقدرة على الإنجاز والانطلاق في شتى المجالات، وهي بلا شك تعد أهم مفاتيح النجاح في الحياة.
وخلال هذا المهرجان الثالث للمأكولات ساهمت العديد من ربات البيوت من أمهات الأيتام ومن مختلف مناطق الشارقة في تحضير الكثير من الوجبات والأطباق الشعبية المستوحاة من تراث الإمارات والمنطقة، وذلك بالتنسيق بين إدارة البحث الاجتماعي التابعة للتمكين وبين المنطقة التعليمية، ملتزمين بضوابط صارمة، تشترط تقديم وجبات صحية مفيدة لطلاب المدارس، وفق معايير عالية في النظافة واختيار المواد الغذائية السليمة أثناء التحضير، بحيث تعكس في محصلتها جودة المنتجات وتميزها لناحية الشكل والمضمون.
ومن جانبها، عبرت مديرة مدرسة الشارقة النموذجية للبنين آمنة الملا، عن سعادتها الكبيرة بانطلاقة فعاليات مهرجان المأكولات التابع للتمكين من مدرستها، وتقول: «نحن كمؤسسة تربوية ذات رؤية وهدف، نسعى ومن خلال هذا التعاون البناء مع إدارة التمكين الاجتماعي إلى تلبية متطلبات المجتمع وتحقيق الطموح في إيجاد أرضية وبيئة سليمة تجمع كافة الفئات والشرائح المجتمعية مع بعضها البعض، بحيث تكون لمبادئ التعاون والتكافل والعطاء قيمة حقيقية وفاعلة بين الناس، ومن خلال تنظيم هذه النوعية من البرامج والنشاطات الخدمية الخيرية، نعزز في نفوس الأجيال الصغيرة من أبنائنا الطلاب معاني سامية تفعّل أهداف التربية والتعليم».
عدد اليوم
