الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فيديتش: «روح الفريق الواحد» وسر انتصارات «الشياطين الحمر»

فيديتش: «روح الفريق الواحد» وسر انتصارات «الشياطين الحمر»
18 مارس 2009 03:04
سادت حالة من التفاؤل الأوساط الكروية العالمية عندما نجح المدافع الإيطالي فابيو كانافارو في خطف الأضواء من الجميع بحصوله على لقب أفضل لاعب في العالم لعام 2006، فقد كانت تلك واحدة من المناسبات القليلة التي يبتسم فيها المجد للاعب مدافع، فالأضواء تأبى إلا أن تلاحق نجوم الوسط والهجوم وتصر على العبوس في وجه المدافعين. ورغم أن الجميع يدركون أن نجاح أي فريق كروي في العالم مرهون في الأساس بامتلاكه الدفاع القوي إلا أننا نتجاهل ريو فرديناند وبويول وجون تيري ونلهث خلف ميسي ورونالدو وإبراهيموفيتش. الموقع الرسمي للفيفا على شبكة الإنترنت استضاف أحد هؤلاء الذين يقفون خلف انتصارات وأمجاد المان يوناتيد تاركاً أضواء الشهرة والنجومية لكريستيانو رونالدو وروني وبرباتوف وغيرهم من نجوم الفريق، إنه المدافع الصربي نيمانا فيديتش الذي يشكل مع ريو فرديناند واحداً من أفضل الثنائيات الدفاعية في العالم خلال السنوات الأخيرة. وخلال حواره مع موقع الفيفا تحدث النجم الصربي عن سر تفوق المان يونايتد، والأجواء العائلية التي يعيشها نجوم الفريق، كما تحدث حول طموحاته مع منتخب بلاده في الفترة المقبلة، وغيرها من القضايا التي يتوق عشاق الكرة الأوروبية إلى معرفة تفاصيلها. بدأت مهاجماً في بداية الحوار قال فيديتش أنه لم يلعب كمدافع في مراحل الناشئين، فقد استمر كمهاجم حتى بلغ 14 عاماً، ثم تحول إلى مركز المدافع الأيمن، وأخيراً عثر على ضالته كمدافع وسط. وأكد نجم المان يونايتد أنه شعر بسعادة طاغية حينما أعلن العملاق اليوغوسلافي رد ستار رغبته في ضمه إلى صفوفه، فقد كان هذا الفريق أحد أكبر القوى الكروية في أوروبا في هذا الوقت، ووفقاً لتأكيدات فيديتش كان ارتداء قميص رد ستار حلما لكل أطفال بلجراد. وأشار النجم الصربي إلى أن العقلية الساعية للربح بشكل دائم كانت أهم مكتسباته من الفترة التي لعب خلالها العملاق اليوغسلافي رد ستار، وهي الخاصية التي تشكل شرطاً أساسياً للاعب الذي ينضم لصفوف مانشستر يونايتد. وتطرق فيديتش إلى الفترة التي لعب خلالها لفريق سبارتاك سوبوتيكا الروسي عام 2000 على سبيل الإعارة مؤكداً أنها فترة مفيدة للغاية في مسيرته الكروية، حيث بدأ يعيش حياة الإحتراف بعيداً عن أحضان الوطن الأم، حيث الأجواء الكروية وأجواء الحياة بشكل عام في موسكو مختلفة تماماً عن تلك التي كان يعيشها في صربيا. قصتي مع الشياطين وفي رده على سؤال يتعلق بالإمكانيات والمهارات الخاصة التي يمتلكها وجذبت أنظار ناد كبير مثل مانشستر يونايتد للتعاقد معه، قال فيديتش إن منظومة العمل واختيارات اللاعبين في مانشستر يونايتد على حد علمه لا يوجد مثيل لها في كثير من أندية العالم، حيث يشتهر النادي بمراقبة اللاعب الذي يريد التعاقد معه لفترات طويلة قبل إتمام التعاقد الرسمي، وقد أكد فيديتش على ذلك بقوله: أعتقد أنني مدافع جيد، وقد أديت الكثير من المباريات الجيدة مع سبارتاك ومع منتخب بلادي في رحلة التأهل لنهائيات يورو 2004 التي أقيمت في البرتغال، فلم يدخل مرمانا سوى هدف واحد في 10 مباريات، أعتقد أن الأداء الذي قدمته خلال هذه الفترة أقنع مسؤولي مانشستر للتعاقد معي، وعموماً يمكنكم التوجه بهذا السؤال لمسؤولي مانشستر، ماذا أغراكم في فيديتش للتعاقد معه؟ ولكنني في كل الأحوال أشعر بسعادة كبيرة لتواجدي في ناد عظيم مثل مانشستر يونايتد». وأضاف: يجب أن أعترف أن قرار مانشستر يونايتد بضمي إلى صفوفه كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، ولكنني شعرت بسعادة كبيرة، لإداركي أنني أصبحت لاعباً في ناد عظيم لديه أفضل العناصر في العالم، فقررت ألا أستسلم لأي لحظات من الغرور والتركيز في التدريبات بكل جدية، ولم أكن متوتراً إلى درجة الارتباك، ولكن التواجد في ناد كبير يجعلك تشعر بمعنى الخوف الإيجابي الذي يحفز على الأداء الجيد. عائلة مانشستر وحول بداياته في أولد ترافورد، وسرعة الإندماج في أجواء النادي والحياة في إنجلترا، قال المدافع الصربي: زملائي في الفريق كانوا رائعين، لقد ساعدوني كثيراً في بداياتي، وكل شخص في النادي جعلني أشعر بحالة من الارتياح والاسترخاء، ومنذ اليوم الأول بدأت في تعلم الإنجليزية، وقررت الإنخراط في كافة مفردات الحياة الإنجليزية، فقد اتخذت قراراً بالنجاح وهذا ما حدث، والآن لا يسعني سوى شكر كل هؤلاء الذين تعاملوا معي منذ اليوم الأول على اعتبار أنني عضو في عائلة مانشستر يونايتد. وأشار اللاعب الصربي إلى أن العلاقات بين الجميع تسودها روح المحبة من خلال التواجد مع بعضهم البعض لفترات طويلة في المباريات والتدريبات والسفر وتناول الوجبات الغذائية والترفيه، كما أكد على قوة علاقته مع قائد الفريق ومدافعه ريو فرديناند، حيث يتمتعان بعلاقة تفاهم كبيرة داخل الملعب وخارجه. قوة الدفاع وفيما يتعلق بقوة دفاع مانشستر يونايتد، والذي يشكل الركيزة الأساسية لانتصارات الفريق قال فيديتش: لا توجد أسرار أكثر من ثبات التشكيل لفترات كبيرة والتفاهم الكبير بين عناصر الدفاع، وثبات مستوى اللاعبين كأفراد، كما أن قوة الفريق ككل هي السبب الرئيسي في قوة الدفاع، فالجميع يقومون بأدوار دفاعية بداية من خط الهجوم ومروراً بالوسط، كما أن مانشستر يمتلك الكرة معظم فترات المباريات التي يخوضها، وهو أحد أهم أسباب عدم تعرض مرمانا للكثير من الهجمات الخطيرة. ورداً على سؤال يتعلق بعقليته كمدافع، هل يفضل الفوز بنتيجة هدف بلا مقابل أم (3/1) قال فيديتش: كلاهما واحد تقريباً فالأهم هو الحصول على 3 نقاط تضاف إلى رصيد مانشستر في نهاية أي مباراة، وبالطبع عدم قبول هدف في مرمانا يعد مكسباً كبيراً لنا كدفاع ولحارس المرمى، ولكن الفوز يظل هو الأهم بالنسبة للجميع. لا وقت للاحتفالات وقبل ختام النقاش حول ملف مانشستر أكد فيديتش أنه يشعر بالفخر لأنه بات أحد أهم عناصر تشكيلة الفريق، وساهم في تحقيق بعض إنجازاته التاريخية، فالفريق أصبح خلال الشهور الماضية بطلاً للدوري الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا، ثم نجح في الظفر ببطولة العالم للأندية ليجمع في خزائنه كل البطولات الممكنة محلياً وقارياً وعالمياً. وأعاد فيديتش التأكيد على أن روح العائلة الواحدة تعد سبباً رئيسياً في انتصارات وألقاب الفريق، وأشار إلى أنه وبقية عناصر الفريق لا يمتلكون الوقت الكافي للاحتفال بالبطولات، دائماً يطاردون اللقب الجديد والانتصار الجديد دون أن يلتفتوا للبطولات التي حققوها. تجمل وجه صربيا وبالتحول إلى ملف تمثيله لمنتخب بلاده صربيا على المستوى الدولي قال فيديتش أنه لن ينسى مباراته الدولية الأولى ضد منتخب إيطاليا مؤكداً أنه كانت واحدة من المحطات المصيرية في مسيرته، فقد بدأت الجماهير الصربية والأوروبية التركيز جيداً معه ومعرفة اسمه جيداً ووضعه على خريطة اللاعبين الجيدين على المستوى الأوروبي، والمثير في الأمر أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، رغم أن المنتخب الإيطالي كان في قمة تألقه خلال هذا الوقت. واعترف المدافع الصربي أن كرة القدم ساهمت بجزء كبير في تغيير الصورة النمطية السيئة عن صربيا منذ فترات الحروب والتوترات الكبيرة، كما أشار إلى أن هذا الأمر كان له تأثير كبير في الشحن المعنوي الدائم لأفراد منتخب بلاده الذين سعوا دائماً لتحقيق الانتصارات والتحلي بالروح الرياضية والمساهمة في الكثير من المبادرات الخيرية، إلا أن مدافع المان يونايتد لازال تسيطر عليه مشاعر الحزن لعدم تمكنه في المشاركة في نهائيات كأس العالم 2006 التي أقيمت في ألمانيا بسبب الإصابة. صربيا في كأس العالم 2010 عبر فيديتش بكل ثقة عن قدرة منتخب بلاده على التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 والتي من المقرر أن تستضيفها القارة السمراء للمرة الأولى عبر جنوب أفريقيا، ورغم صعوبة المجموعة التصفوية التي تتواجد بها صربيا والمكونة من منتخبات فرنسا والنمسا ورومانيا إلا أنه أكد أن البداية الجيدة والنتائج الإيجابية في مستهل مشوار التصفيات تؤشر إلى قدرة صربيا على التواجد في جنوب أفريقيا، وشدد فيديتش على أن المواجهة القادمة أمام رومانيا في 28 مارس المقبل مصيرية والفوز بها يضع منتخب بلاده على الطريق الصحيح نحو التأهل لمونديال 2010، وأشار إلى أنه متفائل بحظوظ صربيا وقدرتها على التواجد في المونديال. وحول سر قوة صربيا ودواعي تفاؤله قال فيديتش: إنها التشكيلة الشابة التي تمتلك الخبرة رغم صغر متوسط الأعمار، فلدينا في صربيا تشكيلة قادرة على التواجد لفترة كبيرة في الملاعب لا تقل عن 6 سنوات، وخلال هذه الفترة يمكننا فعل الكثير وتحقيق إنجازات ملموسة، فالجميع لديهم الامكانات الكبيرة، والثقة بالذات والرغبة في النجاح، ولازل لدينا بعض الوقت لمزيد من التحسن والتطور، ومن المؤكد أننا نمتلك كل الامكانات لإبهار العالم. وفي ختام الحوار المثير واجه فيديتش سؤالاً تمثل في هل من أوجه تشابه بين صربيا ومانشستر يونايتد؟، فقال المدافع الصربي: لا أعلم، إنه سؤال صعب للغاية، لا أعلم كيف يمكنني أن أقارن بين منتخب ناهض يسعى لأن تكون له مكانة في الكرة الأوروبية، وبين ناد هو الأعرق على المستوى القاري، كما يتميز باستقرار فني كبير، المقارنة صعبة بكل تأكيد، إلا أنني أتمنى أن تحقق صربيا نجاحات مماثلة لتلك التي يعيشها مانشستر يونايتد.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©