الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجبل الأخضر متعة الشتاء البارد وموسم قطف الرمان

الجبل الأخضر متعة الشتاء البارد وموسم قطف الرمان
3 نوفمبر 2013 21:03
يعدُّ الجبلُ الأخضر من الوجهات السياحية المفضلة في سلطنة عمان، لما يتمتع به من أجواءٍ باردةً شتاء تغري الطامحين بالتلذذ بأجواء منعشةٍ ومريحة، إضافة إلى الاستئناس باللون الأخضر المنتشر في أجزاء كثيرةٍ من الجبل عبر مدرجاته الزراعية المتوزعة في مختلف قراه ومناطقه. ويشهد الشتاء موسم قطاف الرمان الذي تنتشر أشجاره في ربوع الجيل الأخضر يوسف البلوشي (مسقط) - يقع الجبل في محافظة الداخلية بنيابة بركة الموز، التابعة لولاية نزوى، والطريق إليه للقادمين من جهة العاصمة مسقط، يتم عبر سلوك الطريق السريع مسقط- نزوى، وعلى يمين السالك يوجد مدخلٌ لبركة الموز، مروراً بجامعة نزوى، وصولاً إلى استراحة صغيرة يوجد بها بعض المحال التجارية، ومكاتب تأجير سيارات الدفع الرباعي وبعض المطاعم والمقاهي، والرحلة من مسقط إلى أعلى قمةٍ في الجبل تستغرق قرابة الساعتين. مناخ المنطقة للصعود إلى الجبل لابد من استخدام سيارة دفع رباعي، وذلك للارتفاع الشاهق للجبل، الذي يبلغ 2,980 متراً، ويشتهر بهضبته الواسعة التي تقع قريباً من قمته. ويتميز مناخ الجبل الأخضر بمناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث تتدنى درجة الحرارة خلال فصل الشتاء لأقل من صفر مئوية، وتتساقط بعض الثلوج أحياناً، وفي الصيف تبلغ درجة الحرارة 20 درجه مئوية، وبسبب موقعه وتميز الطقس فيه فإن الجبل الأخضر غني بالفواكه المتنوعة كالمشمش والخوخ والتين والعنب والتفاح والكمثرى واللوز والجوز والزعفران والتين الشوكي والبرشومي والتوت «الفرصاد» و»البوت». وتنتشر في ربوع الجبل العديد من القرى العمانية، والتي حول ساكنوها بعض مناطق الجبل إلى مدرجات لزراعة محاصيلهم، كما أن فترة الصيف خلال شهوره الأربعة من يونيو وحتى أكتوبر هي الفترة الأنسب لزيارة الجبل، حيث تعتدل فيه الحرارة بعد أن شهدت انخفاضاً كبيراً في الفترة من ديسمبر وحتى مارس، وهو ما يمنح زواره البرودة اللطيفة المنعشة في وقتٍ يفتقدها قاطنو شبه الجزيرة العربية. ومع بداية الصعود إلى الجبل يجب على السائق أخذ الحيطة والحذر الشديدين، ذلك أن الطريق يمر بمنعطفاتٍ حادة وانحناءاتٍ مفاجئة، يستلزم فيها الهدوء التام والقيادة باطمئنانٍ وتؤدةٍ وانتباه، ومنه تبدأ اللوحات الخضراء المدهشة في التشكل، كما أن رؤية القرى المجاورة للجبل يمكن مشاهدتها أثناء الصعود، لذلك تجد هواة التصوير يتوقفون على طول الطريق يلتقطون مشاهدهم ومرئياتهم الخاصة التي يخلدونها في لوحاتٍ شخصية أو يؤطرونها في معارض طبيعية وبيئية. فواكه الجبل تتناثر في أعلى الجبل قرى كبيرة وصغيرة، من أبرزها قرية «سيق» و»العقر» و»العين» و»وادي بني حبيب» و»الشريجة» و»جبل اليمن» و»المناخر» و»سلوت»، جميعها تتميز بالمدرجات الخضراء التي قام الأهالي باستصلاحها وفلاحتها والإشراف عليها، مما جعلها تغدق عليهم بوافر محاصيلها من «الورد» و»الخوخ» و»التين» و»العنب» و»التفاح» والكمثرى» و»اللوز» و»الجوز» و»الزعفران» و»المشمش» و»البرقوق» و»الكرز» و»الرمان» الذي تشير بعض الأبحاث الزراعية إلى تصنيفه كواحدٍ من أجواد أنواع الرمان في العالم. تحفة زراعية ثلاثة أماكن يحرص الزائر للجبل الأخضر على زيارتها بعناية، وهي قرية «العين» التي تتمتع بوفرتها الزراعية واتصالها مع الجبل الذي ينحدر منه مدرجٌ زراعي غنيٌ بشجرة الرمان والورد والعنب والجوز و»البوت»، إضافة إلى العين المنبجسة منه، والتي تمثل مورداً مهماً للقرية للشرب والري، ناهيك عن البركة المائية التي يمارس فيها هواة السباحة رياضة الغوص بكل متعة، وهي بيئة خاصة للانسجام والاستجمام. المنطقة الثانية التي يحرص الزائر على الاقتراب منها، هي مزرعة رياض الجبل، التابعة لشؤون البلاط السلطاني التي تعتبر تحفة زراعية رائدة، وهي حاضنة حقيقية ومتحفٌ لجميع الفواكه والخضراوات والأشجار المتوافرة بالجبل، كما كان لها دورٌ مهمٌ في زراعة وتجربة عددٍ من الفواكه والأشجار، والتي لاقت رواجاً واستحساناً لدى القاطنين بالجبل وزائريه، وتتميز بزراعة الكمثرى والبرشومي والتين الشوكي والتفاح والخوخ والعنب والجوز واللوز، وغيرها من المنتجات الزراعية. احتفال الطبيعة ثالث المواقع والأكثر رواجاً وإقبالاً هو «وادي بني حبيب»، المنطقة التي تتمسك بالرداء الأخضر في كل خاصرةٍ منها، كل شبرٍ في وادي بني حبيب مناسبة ومحفلٌ للابتهاج بالطبيعة، يبدأ الزائر في الانحدار إليه عبر «سلالم صخرية» تبلغ عددها 170 سلماً، لا يشعر فيها السائح بالتعب لحظة الهبوط، خصوصاً وأن اللوحة الفنية تكتمل في رسم مشاهد الطبيعة ورقصاتها المنسجمة، رؤية الوادي من الأعلى يفتح الشهية للابتهاج والاسترخاء والاستئناس، ما يجعل النفس تتخلص من شحناتها السلبية سريعاً. ولحظة الوصول إلى القاع، تستقبلك الأشجار في مهرجان فرحٍ لا يصمت، أول المرحبين هي شجرة «الخوخ» تليها «الجوز» ومن ثم تتابع الأشجار تترى، حتى الوصول إلى شجرة «الفرصاد» العملاقة في بطن الوادي، وهي التي تستقبل الجميع بابتسامةٍ عارمة، لا يتوانى الزائرون في قطف ثمارها، ذلك أنها ليست ملكاً خاصاً، إنما هي مشاعٌ للبلد وزائريه. وعلى جانبي الوادي يفترش الزوار الأرض تحت أشجاره الوارفة الظلال، ويستمتعون بقضاء أوقاتٍ جميلة، مبتهجين بالجو البارد الذي ينعدم فور النزوح عن الجبل فوراً، ومنشرحين بالكم الهائل من الخضرة الرائعة والأشجار المتداخلة على مد البصر، لتبدأ بعدها رحلة العودة عبر صعود الدرج الصخري، وهنا تتجلى رياضة المشي. منتوجات غذائية يشهد الجبل أيضاً نشاطاً متدفقاً في بيع منتوجاته الغذائية الغنية الوفيرة، حيث يزداد الضغط كثيراً على مبيعات «ماء الورد»، لكونه ذا جودةً عالية، ومن النادر أن يتوافر شبيه لها في الأسواق، كذلك هي الحال مع «خلِّ البكر»، و»الرمان» والخوخ» و»الجوز»، وغيرها من المنتجات اللذيذة التي يفيء الجبل بها على ساكنيه بكل حب. فيما يخص المنشآت الإيوائية، فإن الجبل يقدم إلى زائريه عدداً من الأماكن المهيئة والمريحة لهم، كفندق الجبل الأخضر، وفندق السحاب، وسيح قطنة للشقق الفندقية، وعدد من المنازل التي يقوم المواطنون بتأجيرها. إرشادات سياحية تصدر الجهات المعنية بالسياحة في سلطنة عمان جملة من الإرشادات للسياح منها: ? يجب على الزائر رمي المخلفات في الأماكن المخصصة لها، مع الاجتهاد في ترك المكان أفضل مما كان. ? عدم التخلص من القمامة برميها في البرك المائية أو مجرى الوادي أو في ممرات الجبل أو على سفوحه وقممه. ? على السائح ارتداء الملابس المحتشمة التي لا تخدش الذوق العام. ? يمنع التقاط صور الأفراد والأسر إلا بعد استئذانهم. ? يجب استخدام سيارات الدفع الرباعي. ? عدم اقتحام الممتلكات الخاصة وقطف الثمار أو الإضرار بها. ? أخذ الحيطة والحذر أثناء صعود الجبل لوجود منعطفاتٍ حادة والتواءاتٍ وانحناءاتٍ شديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©