الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد البريكي: الدخلاء على الفن جعلوه «مهنة من لا مهنة له»

خالد البريكي: الدخلاء على الفن جعلوه «مهنة من لا مهنة له»
3 نوفمبر 2013 21:16
تامر عبد الحميد (أبوظبي) - بدأ الممثل الكويتي خالد البريكي مشواره الفني عام 1998، وخلال مشواره الطويل قدم العديد من الأعمال والأدوار المختلفة سواء في الدراما أو المسرح أو السينما، واستطاع أن يحفر اسماً من ذهب على الساحة الفنية الخليجية، وينافس بقوة ممثلي جيله حتى أثبت أنه يستحق أن يطلق عليه الفنان خالد البريكي. وعلى الرغم من أنه لا يحب الظهور إعلامياً كثيراً، لاسيما أنه يرفض إجراء مقابلة صحفية أو تليفزيونية إلا إذا كان لديه ما يتحدث عنه، إلا أنه قرر أن يفتح قلبه لـ «الاتحاد» في هذا الحوار أثناء حضوره ضيف شرف في فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السابعة «من 24 أكتوبر حتى 2 نوفمبر 2013»، ليتحدث عن الكثير من الأمور الفنية التي تخص الدراما والسينما والإنتاج وأبدى رأيه في بداية اللقاء عن الدراما الخليجية وقال: على الرغم من كثرة الأعمال الدرامية في دول الخليج إلا أنها لاتزال مجرد تجارب وأرى أنها مثل الفقاعات الهوائية، سرعان ما يخرج منها الهواء ويتبخر في الأجواء، فضلاً عن أن أغلبها مجرد تجارب من منتجين غير محترفين، والسبب يرجع إلى عدم وجود صناعة حقيقية للفن وللممثل في دول الخليج بشكل عام، مشيراً إلى أن هناك بعض الأعمال الخليجية التي حققت نجاحاً لكنها لم تحقق شيئاً وكان ظهورها متواضعاً ومحلياً فقط، مصرحاً في الوقت نفسه أنه لا توجد صناعة دراما حقيقية إلا في مصر، وفي السنوات الأخيرة ظهرت في سوريا. دخلاء على الفن وأكد البريكي أنه من أحد الفنانين الضحايا الذي عانى بعد وفاة الفنان الراحل عبد العزيز منصور من عدم المتابعة فنياً وقال: كان اعتماد النجوم القدماء في السابق على موهبتهم وإبداعهم وثقافتهم بشكل كبير، إضافة إلى التأسيس المسرحي الذي أهلهم وأعطاهم الخبرة الكافية في مجال التمثيل حتى حققوا النجاح والانتشار المطلوب، أما حالياً ومع كثرة الدخلاء على الفن بسبب قصور نقابة الفنانين، أصبح الفن بشكل عام مهنة من لا مهنة له، والسبب في ذلك يرجع إلى عدم وجود شركة متخصصة فنياً تعمل على آلية التحاق الشباب في المجال الفني المناسب لهم، لذلك تجد الفنان الشاب يخوض تجارب عدة في آن واحد مثل التمثيل والتقديم والغناء، وللأسف لا يحقق في أي مجال منهم شيئاً، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة تأسيس مدينة إنتاج إعلامية في الدول الخليجية خصوصاً الكويت، لأنهم يعانون من الاستجداء للحصول على أماكن متوافرة للتصوير فيها. ورداً على سؤال حول كيفية اختيار أعماله أشار البريكي إلى أنه يوافق على اشتراكه في مسلسل ما بأسس كثيرة من أهمها الدور والنص وفريق العمل والمخرج، وكذلك الأجر خصوصاً أن الماديات أصبحت شيئاً مهماً في الحياة، موضحاً في الوقت نفسه إلى أنه في السابق كان يحارب على تحديد وضع اسمه على تترات المسلسلات، خصوصاً أن العلاقات الشخصية والفنية باتت أهم من الموهبة والخبرة، فكان يجد أسماء فنانين جددا يتم وضعها قبل اسمه، لكنه حالياً لا يولي اهتماماً لهذا الموضوع، لاسيما أن التتر أصبح لا يهم المشاهد بشكل كبير مثل السابق، مصرحاً بأن هناك من يعرفه من شكله من خلال أدواره التي يقدمها وليس من اسمه. أعمال دفعة واحدة وفيما يتعلق بظهور الفنان في أكثرمن عمل درامي دفعة واحدة أشار البريكي إلى أن هذه المسألة تنشق إلى جزءين الأول خارج إرادة الممثل، حيث من الممكن أن يشارك الفنان في بطولة أكثر من عمل في أشهر مختلفة، وبالمصادفة بسبب تأجيل عرضهم لظروف ما، يجد أن جميع المسلسلات التي صورها عرضت في وقت واحد، أما الجزء الثاني فمتعلق بإرادة الفنان في الاشتراك في أكثر من عمل، وفي هذه الحالة من الممكن أن تؤدي لحرق الفنان، إلا إذا كانت أدواره التي يقدمها في هذه المسلسلات مختلفة وبعيدة كل البعد عن بعضها، الأمر الذي سيزيد من رصيده ويضاف إلى مسيرته الفنية. أما بالنسبة للفنانين الإماراتيين الذين يتابعهم ويشاهد أعمالهم أكد البريكي أن هناك نجوما مبدعين لكنهم للأسف «يتدعوا على الأصابع» أبرزهم أحمد الجسمي وجابر نغموش محمد العامري، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن خلف هؤلاء النجوم مواهب شبابية تمتلك «طاقات جبارة» لكن للأسف الضوء غير مسلط عليهم من الناحيتين الفنية والإعلامية، ليس فقط في الإمارات بل في دول الخليج ككل. «مد وتطويل» وحول الأدوار التي يتمنى تجسيدها في المستقبل، أوضح الممثل الكويتي أنه يريد تقديم العديد من الأدوار، لكنه يسعى حالياً للبحث عن النص المميز والفكرة الجديدة التي يتم طرحها بشكل مختلف، لاسيما أن عمل مثل هذا ستكون عناصر نجاحه كلها متكاملة، مشيراً إلى أن الناس حالياً بدأت تتابع مسلسلات أميركية من 300 حلقة، ورغم عدد الحلقات الكثير إلا أن المشاهد ينتظر حلقاته بفارغ الصبر لما فيها من دراما وأكشن وتراجيديا وديكور وموسيقى، أما في الدراما الخاصة بنا فتكون عبارة عن 30 حلقة فقط وكلها «مد وتطويل» من قبل المؤلف، مشيداً في الوقت نفسه بتجربة الفنانة ليلى عندما قدمت عملاً درامياً مقسما إلى جزءين الأول 15 حلقة بقصة والآخر 15 حلقة بقصة أخرى مختلفة، مصرحاً بأنه تقابل معها متذ فترة في مهرجان الدوحة وهنأها على الفكرة الجديدة في عالم الدراما، وتمنى لها أن تستمر على النهج نفسه. وأضاف: للأسف نعاني من سطحية الكتاب في الدراما، إذ إن المؤلفين الموجودين حالياً في الساحة الفنية يفتقدون الإبداع، ويأتون بقصص مكررة، تتم صياغتها بشكل مختلف، لكنهم يدورون حول الحلقة نفسها. «أبوظبي السينمائي» وعن رأيه في مهرجان أبوظبي السينمائي قال البريكي: أسعى بصفة دائمة لحضور المهرجانات السينمائية الخليجية وأجدها فرصة جميلة يجب اغتنامها من أجل الالتقاء بمشاهير العالم والوطن العربي ودول الخليج، فضلاً عن اكتساب الخبرات الفنية من خلال حضور الندوات والفعاليات والجلسات الحوارية وكذلك عروض الأفلام التي نتعرف من خلالها إلى ثقافة الآخر، مشيداً في الوقت نفسه بمهرجان أبوظبي السينمائي في دورته السابعة، وأكد أنه قدم باقة متنوعة من أبرز وأهم الأفلام السينمائية المختارة من جميع أنحاء العالم والوطن العربي، فضلاً عن التنظيم الرائع للندوات والجلسات الحوارية وكذلك الحفلات التي تقام على هامش المهرجان. تجربة التقديم وخالد البريكي الذي خاض من قبل تجربة التقديم من خلال برنامج «هو وهي» الذي عرض منذ فترة طويلة على شاشة إم. بي. سي يؤيد دخول الممثل إلى عالم التقديم طالما أن طاقاته وموهبته تسمح بذلك وقال: الممثل «الشاطر» الذي يتملك موهبة حقيقية يستطيع خوض أي مجال يتعلق بالفن وكذلك تقديم البرامج لأن هذا المجال ليس بعيداً كل البعد عن التمثيل، فطالما أن طاقات الممثل الإبداعية تسمح بذلك، فلا يوجد ما يمنع، معتبراً خوضه تجربة التقديم كانت تحديا لنفسه، وقد نجح في هذا التحدي من خلال نسبة المشاهدة الكبيرة والآراء الإيجابية التي حصل عليها من قبل الجمهور على أدائه كمذيع، مشدداً أيضاً على ضرورة الاختيار الصحيح للبرنامج حتى تؤثر التجربة عليه بالسلب في مسيرته الفنية. وتابع: وبكل صراحة ساهم العرض المغري الذي جاءني من قبل مسؤولي إم. بي. سي على تحفيزي بشكل أكبر لخوض المجال وتقديم هذا البرنامج، لاسيما أنه قدم إلي في وقت كنا نعاني منه قلة إنتاج الأعمال الدرامية والسينمائية، مشيراً إلى أنه لا يمتهن عملاً آخر غير التمثيل، فمع قلة العروض الدرامية، قرر خوض التجربة ليس فقط بسبب الأجر، إنما بسبب فكرة البرنامج الجديدة التي أعجبته كثيراً. ورداً على عبارة أن «أهل الفن قعدوا المذيعين على كرسي الاحتياط» قال البريكي: السبب لا يرجع إلى الفنان الذي خاض التجربة، بل من يلام هم المذيعون أنفسهم الذين أعطوا الفرصة لدخول أشخاص آخرين في مجالهم، لكن بسبب «رداهم» ولا أعمم على الجميع بهذه الكلمة، نجح الممثلون في تقديم العديد من البرامج التي حققت شهرة ونجاحاً كبيراً عن البرامج التي يقدمها المذيعون. وسائل التواصل الاجتماعي في الجانب المتعلق بمواكبة التكنولوجيا والعصر وتواصله مع الجمهور عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أكد البريكي أنه يتوقع الاختفاء للتليفزيون خلال العشر سنوات المقبلة، لاسيما أن «يتوتيوب» أصبح رقم واحد حالياً في مشاهدة الأخبار والبرامج والمسلسلات وغير ذلك، إضافة إلى أن هناك العديد من المواهب الشابة التي لا تملك قدرة الظهور على الساحة إلا من خلاله، وهناك من حقق شهرة كبيرة من خلال تحميل بعض المقاطع لأفلام قصيرة وبرامج كوميدية وحوارية، مشيراً إلى أن هناك بعض القنوات التي اتجهت لإطلاق «لينك» خاص بها يستطيع من خلاله مستخدمو الانترنت في أي وقت عن طريق الـ «سمارت فون» بفتح صفحة القناة ومشاهدتها بطريقة مباشرة. «خلافات الفنانين» في ختام اللقاء علق خالد البريكي على الفنانين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لافتعال المشكلات بين الفانز أو ينشأ صفحة خصيصاً للدخول في معارك مع فنان ما وقال: يرجع ما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي من «تويتر» أو «فيس بوك» من قبل الفنانين الذين يدخلون في معارك شخصية أو فنية، إلى الثقافة والتربية والأخلاق التي تأسس عليها الفنان منذ البداية، فإنا لا أنكر وجود العديد من التعليقات الجارحة والسطحية من قبل الفانز، لكن يجب على الفنان أن يترفع ويبتعد عن هذه المعارك بعدم الرد، خصوصاً أن الفن أخلاق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©