الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرية الإيرانية تكشف لضيوف مهرجان دبي للتسوق أسرار المكسرات

القرية الإيرانية تكشف لضيوف مهرجان دبي للتسوق أسرار المكسرات
28 يناير 2013 20:06
يستشف الزائر لفعاليات القرية العالمية في دبي ضمن فعاليات مهرجان التسوق 2013، بعض المفاهيم، التي يبني على أثرها تفاصيل كل قرية، وأبرز محتوياتها وبضائعها، فعند مدخل القرية الإيرانية، تتجلى بوابتها الشاهقة كقصر منيف، مشرعاً أبوابه، ومرحباً بالزوار، فيكون الأمر بالنسبة للزائر أشبه برحلة استكشافية في باطن هذه الحضارة، فمن بين العديد من المحال والمنتجات التي تزخر بها القرية نجد «المكسرات» التي أخذت مساحة جيدة من القرية. خولة علي (دبي) - أصبحت «المكسرات» ميزة خاصة تتميز بها هذه القرية بشكل خاص، توقفنا عند حاجي عباس، وهو منهمك في ترتيب سلال المكسرات وتصنيفها وفقاً لأنواعها، والوقوف على احتياجات الزبائن وهم حائرون في انتقاء واختيار صنف أو صنفين من بين مجموعة واسعة من المكسرات، فكان الحاج عباس يوجههم ويرشدهم في انتقاء الأجود والأفضل بين كم من المكسرات المعروضة، وبالرغم من لذة هذه الأطعمة التي تصنف على كونها من الأطعمة الخفيفة والمسيلة، والتي يتم تناولها بين الوجبات، إلا أنها قد تفوق بعض الأطعمة بما تتمتع به من مكونات عالية في القيمة الغذائية. فوائد صحية أردنا خوض عالم المكسرات والبحث في أنواعه وما تحتويه من فوائد صحية للأفراد، حيث تفاعل معنا الحاج عباس للرد على استفساراتنا، وهو يحاول استرجاع تاريخ المكسرات وظهورها، ودور منتجيها في تقدم هذا الصنف بمختلف المذاقات لإرضاء الزبائن، حيث يقول الحاج عباس: لقد نشأنا وترعرعنا على تجارة المكسرات، نظراً لتوفر أشجارها بشكل كبير في مناطق من إيران ومنها مشهد ورافسنجان، فلا تخلو أطباقنا اليومية من وجودها، بالرغم من كون قطف ثمار المكسرات والعمل به يأخذ الكثير من الجهد والوقت، إلا أننا كنا نستمتع ونحن أطفال بذلك، نساعد أهالينا في موسم قطف الثمار ورحلة تجفيفه، بعد أن يتم تطعيمه ببعض المُنكهات، حتى يكون جاهزاً لعملية تسويقه ودخوله المتاجر، أو حتى تصديره إلى الخارج، لكن الأمر الآن اختلف نوعاً ما فأصبح أيسر، نظراً لدخول الآلات والمصانع، حيث يتم إنجاز العمل في وقت قصير وبجهد أقل عن السابق، من خلال تجفيفها وتحميصها حتى عملية التعبئة. ومن بين العديد من المكسرات التي اشتهرت بها إيران نجد الفستق، حيث يقول الحاج عباس: ما إن تنزع حبات الفستق من الأشجار، التي عادة ما تكون شبيهة بأشجار الرمان، يتم إدخالها مرحلة أخرى، وذلك بإضافة المنكهات عليها، منها بمذاق الليمون، والفلفل أو الملح، من خلال عملية طبخها وتركها، على بساط لتجف تحت أشعة الشمس، موضحاً أن الفستق غني جداً بالطاقة وهو من أكثر المكسرات التي بها أملاح معدنية، كما أن زيت الفستق من الزيوت سهلة الضم، وليس له رائحة نفاذة كالزيوت الأخرى، كما أنه يمتاز بطعمه الحلو، كما أنه يعتبر مهدئا للأعصاب، وينصح المرأة قديماً بالإكثار من تناوله لأنه يساعد على إدرار الحليب. البندق الطازج ويضيف أن من بين المكسرات أيضاً البندق الذي يعامل أيضاً كالفستق وغيره من المكسرات، فالبندق من أهم الأغذية تنشيطاً للذاكرة، وتناول البندق الطازج الأخضر يساعد على زيادة الوزن للأشخاص الذين يعانون من النحافة، كما أنه يساعد في علاج الروماتيزم، بحيث تُغلى كمية من ورق البندق مع كمية من أوراق الجوز، بحيث تخلط بكمية من الرماد والملح الناعم وتدهن به الجسم أو المناطق المصابة بالروماتيزم، كما أنه يساعد على تنقية الدم، وعلى حد قول الحاج عباس أيضاً، فإن الجوز أو عين الجمل يحتوي على مجموعة كبيرة من الفيتامينات، كما أنه نافع للمصابين بالإمساك والإسهال على السواء، حيث ينظم عمل الأمعاء وإفرازات المعدة، وهو أيضاً مفيد لقوة الإبصار وقوة السمع، فقد دخل في الكثير من الأدوية الطبية والشعبية المستخدمة في علاج كثير من أمراض الضعف وفقر الدم ونظراً لاحتوائه على نسبة عالية من الدهون، فلا ينصح أن يتناول منه المصابون بالسمنة، بخلاف النحفاء، حيث يكون ذا فائدة لهم. «البيذام» ولفت إلى أن محبي المكسرات يجدون في القرية أجود أنواع اللوز، وهو ما يطلق عليه محلياً «البيذام»، وعادة ما تكون متوافرة بقشر أو من دون قشر، حيث يعتبر من الثمار الصيفية، التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، منها عنصر الحديد نظراً لكونه مفيدا في علاج فقر الدم، موضحاً أن اللوز اليابس ذو فائدة أكبر من الطازج، وأن هناك نوعين، لوز حلو وهو ما يقدم على الموائد، ويوصى دائماً الحوامل والمرضعات والمصابين بالضعف ومرض الأعصاب بتناول هذا النوع، كما يستفاد من زيت اللوز في سرعة التئام الحروق. كما ينتج منه حليب اللوز، وهو أيضاً مفيد في خفقان القلب، ونوبات السعال، وهناك نوع آخر مذاقه مر، وهو يدخل في إنتاج بعض الأدوية الطبية، ولا يصلح للأكل. وقال: لا تخلو الكثير من الأكلات الشعبية من الزبيب، حيث تتميز به، وبشكل كبير بعض الطبخات، خاصة الأرز، وللزبيب فوائد كبيرة في عملية تنشيط الذهن وصفائه وتقوية الذاكرة، - وعلى حد قوله - فإن تناول حبات عدة من الزبيب الأسود يومياً على الريق، يساعد على منح الفرد ذاكرة قوية، كما يفضل أن يتناول الطفل كمية جيدة يومياً من الزبيب حتى يكون ذهنه متيقظاً وصافياً. كما أنه مفيد في نزلات البرد وعلاج أمراض الصدر والتنفس، مشيراً إلى أن هناك العديد من أنواع الزبيب كالأصفر والأخضر والأسود، بأحجام مختلفة، منها ما تحتوي على بذرة كبيرة في أحشائها، ومنها ما تكون بذرتها ناعمة وصغيرة. أحجام مختلفة ومن بين السلال المعروضة في جناح القرية، نجد الحمص أو «النخي»، حيث لا تنفك الأيدي عن التقاطها وتناولها، من حين إلى آخر، حيث يقول الحاج عباس إن نبات الحمص متوافر بأحجام مختلفة، فمنه صغير الحجم أصفر اللون، ومنه الكبير الأبيض المحمص والمغطى بغشاء ملحي، وعادة ما يتم تحميصه مرتين، حتى يعطي النتيجة المرغوبة، ومنه ما هو هش عند تناوله، بالإضافة إلى اللب، حيث يتم تجفيف بذور البطيخ والشمام وأيضاً تبّاع الشمس، ويذر عليه الملح، كما يمكن أن تحمص في آلة خاصة للتحمص مع إضافة المنكهات فيها. الفواكه المجففة وبخلاف المكسرات المحمصة، نجد أيضاً الفواكه المجففة، نظراً لكون بعض الفواكه قد تكون عرضة للتلف، يتم تجفيفها للاستفادة منها أيضاً في موسم غير موسمها، ومن هذه الفواكه المشمش، والتين، والتوت، التفاح، والكيوي والموز، وبعض الفواكه الأخرى التي تشتهر بها إيران وتلقى سوقاً رائجاً لها في المنطقة. تركنا الحاج عباس يغدو في تلبية احتياجات زبائنه الذين تدافعوا، بشغف ونهم في تناول حبات المكسرات وتذوقها قبل المباشرة في شرائها، توقفنا عند إحدى السيدات التي توقفت على أعتاب المحل وعيناها تبحث من بين صنوف المكسرات المرصوصة على منصة العرض، أردنا مشاركتها أفكارها وما تبحث عنه، حيث تقول أم راشد: أحرص دائماً على التواجد في القرية العالمية التي تشتهر بصنوف مختلفة من المكسرات التي تأتي نكهات مختلفة، لكن وجودي هنا جاء بهدف شراء اللوز، وهو من المكسرات المفيدة في الوقت ذاته، حيث أقوم بخلطه مع الزبيب ليكون لطيفا ويتشجع الصغار على تناوله، نظراً لفائدة اللوز والزبيب في تنشيط الذاكرة، بالإضافة إلى أنني أشتري العديد من المنتجات الأخرى التي اشتهرت بها القرية. وتبادلها الرأي زميلتها أم محمد التي كانت تبحث عن الزركش وهو بذور الرمان المجفف، ويستخدم في الأرز، فيمنحه لوناً طبيعياً ومذاقاً حامضياً، وأضافت: نجد الكثير من الأصناف والبضائع عامرة بها الأسواق الشعبية وغيرها من المحال، لكن هناك بعض المنتجات المتعلقة بالتراث الشعبي الإيراني، قد لا تتوافر بشكل كبير، في أماكن أخرى نظراً لعدم المعرفة بها، لذلك نستغل فرصة وجودها بكثرة في الفترة الحالية، ونقبل على طلبها من القرية العالمية كيف تنتقي المكسرات؟ على مقربة من المكان بدأت سيدة أخرى تلتقط حبات المكسرات وتتذوقها، وهي تتمتم بمفردات تعبر عن لذة هذه المكسرات، فتطلب من البائع وضع نصف كيلو من الجوز بالإضافة إلى اللوز، وسرعان ما انشغلت عن البائع، وهي تواصل بحثها بصمت بين صنوف البضائع التي رصت على منصة ممتدة بطريقة مثيرة وشهية، وقد لمسنا فيها الحرص وعيناها تتفحصان الحبوب التي تلتقطها أناملها، في إشارة واضحة إلى أنها تتملك ذوقاً خاصاً في شراء المكسرات، فطرحنا عليها تساؤلنا فجاءت الإجابة مقتضبة، حيث تشير أم أحمد إلى أن هناك بديهيات وعلامات يمكن أن يلحظها أي فرد عند شرائه للمكسرات، لمعرفة مدى جودتها أو تعرضها للملوثات ونحوه، فدائماً لا بد من انتقاء المكسرات السليمة الخالية من علامات الإصابات الحشرية، التي يمكن أن يلحظها المرء بعينيه المجردة، كوجود ثقوب أو حتى أجزاء من الحشرات الميتة، أو تغير في لون ورائحة المكسرات، ويتم حفظها بشكل نظيف وآمن من عبث الحشرات، وأن تكون صلبة غير لينة، أي جافة فزيادة الرطوبة تجعلها لينة القوام وتدل على احتمال احتوائها على العفن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©