السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزعفران على عرش التوابل تفوح رائحته في القرية العالمية

الزعفران على عرش التوابل تفوح رائحته في القرية العالمية
28 يناير 2013 20:06
خولة علي (دبي) - تفوح رائحة الزعفران في أروقة القرية العالمية، التي جذبت نحوها الكثير من الزوَّار على اختلاف جنسياتهم وثقافتهم، نظراً لعمق وقدم مكانته عند الشعوب قاطبة، حيث استخدموه في حياتهم اليومية كعنصر جمالي، وعلاجي، وأيضاً كمادة منكهة في أطعمتهم، ووجدت أيضاً كعنصر فعّال في طقوس ومعتقدات بعض الشعوب والأقوام، وهو ما زال متربعاً على عرش التوابل، ولا تخلو المنازل منه، على الرغم من سعره الباهظ الذي تعادل قيمته مادة الذهب. ويعرفنا حسن عبدان، تاجر الزعفران، على هذه النبتة التي مازالت تلقى رواجاً في الأسواق العالمية، ويحرص الكثير من الشعوب على استخدامها، حيث يقول: تم استخدام الزعفران الذي يعد من أغلى أنواع التوابل في العالم من قبل الفرس كمادة منكهة وصبغية، حيث اهتم الفرس بالزعفران منذ القرن العاشر قبل الميلاد، زراعة وتأصيلاً واستخداماً، وخصوصاً في مناطق أصفهان وديربينا وخراسان، وكان الفرس يستخدمون مياسم الزعفران في حياكة بعض الألبسة الخاصة بالعائلة المالكة والأغنياء، وفضلاً عن استخدامها في عملية الطبابة والتلوين والعطور والتطهير والغسيل، فقد دأبوا على نثره على الأسرّة وغليه في الشاي لإبعاد الاكتئاب وحالات الحزن. زهور الزعفران وأضاف: أصبح الزعفران ذا قيمة، يتداوله الكثير من الشعوب، فلإنتاج جرام واحد من الزعفران يجب الحصول على خمسمائة زهرة، وللحصول على نصف كيلو جرام من الصنف ذاته يحتاج إلى 225 ألف زهرة من زهور الزعفران المقطوفة باليد، وعادة ما تبدأ الزهرة البنفسجية التي تشبه الزنبق بالظهور في الخريف، حيث توجد ثلاث قرنات حمراء كالدم في منتصف هذه الزهرة، وهي عبارة عن نسيج الزعفران الذي يشكل به نكهة الزعفران، ويفضل شراء هذا النسيج الزعفراني عوضاً عن بودرة، أو مادة الزعفران المطحون، وذلك خوفاً من أن تكون البودرة ممزوجة بمكونات أخرى. ولفت إلى أن الزعفران مكون رئيس في إعداد الطبخات، كالأرز وبعض الحلويات، ويجب استخدام كميات قليلة منه ليس فقط بسبب تكلفته المرتفعة، ولكن لأن استخدام الكثير منه يحول الطعم إلى مذاق الدواء، ونتيجة لرائحته الزكية، فقد استخدم أيضاً في إنتاج بعض العطور الشعبية، وأيضاً نجد لبعض الشعوب طقوساً مختلفة في استخدام الزعفران، ففي الهند تضع النسوة على جبينهن الزعفران لإظهار الطائفة التي ينتمين لها، كما نجد أيضاً العادات البدوية القديمة لدى العرب، حيث يتم دهن ومسح رأس وعنق الإبل الفائز في السباق، حتى يتم تمييزه عن الجمال الأخرى، فأصبح الزعفران عنصراً مهماً لدى الكثير من الشعوب، نظراً لارتباطه بطقوس وعادات هذه الشعوب، وأجود أنواع الزعفران ذو الشعر الأحمر الذي ليس في أطرافه صفرة، وأفضله الطري وحسن اللون وزكي الرائحة وغليظ الشعرة الذي يوجد في أطرافه شبه بياض. علاج ويتابع: يعتبر الزعفران أيضاً عنصراً علاجياً، فهو مضاد للتشنج، ومنبه للمعدة شديد المفعول للأمعاء والأعصاب، كما أنه ينشط القلب، ويساعد في إزالة الغشاوة من العين، ولكن الإكثار منه من الممكن أن يسبب الصداع، ولكن عند غلي جرام واحد من الزعفران في ليتر من الماء، ويشرب منه بعد تبريده، يعتبر مضاداً للبرد، ومنبهاً للأعصاب، وربما قد يصادف المرء نوعاً من الزعفران المغشوش من خلال خلطه بنبتة العصفر الشبيهة بخيوط الزعفران إلا أن لونه على صفرة، حيث يقوم بهذا العمل بعض التجار عديمي الضمير الذي يرغبون في زيادة أرباحهم، ومنهم من يقوم أيضاً بصبغ الخيوط الذهبية الموجودة في ثمار الذرة، باللون الأحمر وقصها، بحيث يحصل على منتج شبيه بالزعفران أيضاً، ولكن هنا لا بد أن يكون الفرد متيقظاً لهذه الوسائل حتى لا يقع ضحية الغش. وهناك وسيلة أو تجربة صغيرة يمكن أن يحمي المرء نفسه من الوقوع في براثن الغش التجاري، وأن يتعرف إلى الزعفران الأصلي من المزيف، إذا بادره شك ما، من خلال وضع نسيج من الزعفران في ماء، فإذا لم تظهر الصبغة في الماء، فعندها يقيناً أن المنتج مغشوش، فالزعفران سرعان ما يمنح الماء لون الحمرة ما إن غمر فيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©