الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البنوك المركزية تنوع احتياطياتها بسلة من العملات

11 مارس 2007 23:55
إعداد - محمد عبدالرحيم: خلصت دراسة تم إجراؤها برعاية من مجموعة رويال بنك أوف سكوتلاند إلى أن البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم استمرت في تنويع احتياطياتها النقدية عبر تقليل مقتنياتها من الدولار· وقد اتجهت دول عديدة مثل ايطاليا وروسيا والسويد وسويسرا إلى اجراء ''تعديلات رئيسية'' في ممتلكاتها من النقد الأجنبي مفضلة الاستحواذ على كميات أكبر من اليورو والجنيه الاسترليني وفقاً للدراسة التي نفذتها هيئة منشورات واصدارات البنوك المركزية في الفترة ما بين سبتمبر وديسمبر من العام ·2006وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً فإن الصين باتت تخطط أيضا لإدارة احتياطياتها النقدية بفعالية أكبر كما أشار التقرير· ويقول سين كالاو كبير استراتيجيي العملات في مكتب ويستباك بانكينج في سنغافورة ''لقد أصبحت البنوك المركزية تشير بشكل علني إلى أنها بصدد تنويع عملاتها من أجل تحسين مستوى العائدات وتقليل مخاطر الاعتماد على عملة بعينها· ومما لاشك فيه فإن الحديث عن التنوع يعني أنهم في طريقهم إلى بيع الدولارات''· وكشف الاستبيان الذي أجرى على مدراء الاحتياطي النقدي الرسميين الذين يستحوذون على ما قيمته 1,5 تريليون دولار أو حوالي 30 في المئة من الاجمالي العالمي من الاحتياطيات أن 40 مسؤولاً من مجموع 47 شخصاً تم استبيانهم قد ذكروا أن البنوك المركزية لم تصل بعد إلى الحدود التي يمكن اعتبارها عملية أو تتسم بالجدوى الاقتصادية الكاملة لتحقيق التنوع وقد خلص التقرير أيضاً إلى أن العديد من البنوك المركزية أصبحت أكثر حرصاً على المزيد من الاستثمار في احتياطياتها النقدية المتنامية في الموجودات ''غير التقليدية'' والأعلى استدراراً للعائدات مثل الأسهم والسلع· بيد أن تنويع الاحتياطيات النقدية الرسمية من شأنه أن يضيف المزيد من المصاعب على عاتق الولايات المتحدة الأميركية في سعيها لتمويل العجز المتنامي في حسابها الجاري، ذلك العجز الذي يعتبر المقياس الأكثر استخداماً لحجم التجارة في السلع والخدمات ويتسبب بشكل مباشر في ارتفاع أو انخفاض عائدات سندات الخزانة الأميركية· ويذكر أن الدولار شكل نسبة مقدارها 65,6 في المئة من اجمالي الاحتياطيات النقدية في جميع أنحاء العالم في الربع الثالث من العام الماضي وفقاً لاحصائيات وأرقام صندوق النقد الدولي، وفي نفس هذه الاثناء فقد اتسعت فجوة العجز في الحساب الجاري للولايات المتحدة الأميركية إلى رقم قياسي بلغ 255,6 مليار دولار في الربع الثالث من العام الماضي وفقاً للأرقام الرسمية لوزارة التجارة الأميركية· وعندما تواجه دولة ما عجزاً في حسابها الجاري فإنها سرعان ما تعول على جذب الاستثمارات من وراء البحار حتى تعوض النقص في حجم المدخرات· ولكن صافي المشتريات من الأسهم والسندات والأوراق المالية الأميركية من قبل المستثمرين في الخارج قد تراجع إلى مستوى 15,6 مليار دولار في ديسمبر أي إلى أقل مستوى له في فترة خمس سنوات متصلة وفقاً لأرقام وزارة الخزانة الأميركية· وبالعودة إلى الدراسة فإن 19 مديراً من مدراء البنوك المركزية إلـ 47 الذين تم استبيانهم قد اشاروا إلى أنهم عمدوا إلى تخفيض حصتهم من الدولارات بينما ذكر 10 مدراء منهم بأنهم زادوا من ممتلكاتهم من العملة الأميركية، ولكن 21 من الذين اجابوا على الدراسة ذكروا بأنهم عمدوا إلى زيادة احتياطياتهم من اليورو مقارنة بعدد 7 مدراء اشاروا إلى أنهم قللوا من مقتنياتهم من هذه العملة· وهناك تسعة بنوك مركزية لجأت إلى زيادة مقتنياتها من الجنيه الاسترليني مشيرة إلى أن العائدات من الموجودات التي يهيمن عليها الاسترليون هي السبب الرئيسي في هذه الشعبية التي يتمتع بها الجنيه·ووفقاً لاحصائيات صندوق النقد الدولي فقد عمدت البنوك المركزية لشراء احتياطياتها من الجنيه الاسترليني بقيمة بلغت 36,2 مليار دولار في الأرباع الأربعة المنتهية في 30 سبتمبر الماضي· ويذكر أن بنك انجلترا كان قد رفع أسعار الفائدة في الشهر الماضي إلى أعلى مستوى لها في خمس سنوات إلى معدل 5,25 في المئة الأمر الذي أدى إلى جذب أعداد كبيرة من المستثمرين مقارنة بسعر لا يزيد على 3,5 في المئة في أوروبا و0,5 في المئة فقط في اليابان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©