الجزيرة يبحث عن «الاستقلال» في طهران اليوم

إذا كان الجزيرة قد فرط في فرصة مهمة لدخول التاريخ الآسيوي لأول مرة بفوز خلال مباراته السابقة مع أم صلال بالجولة الأولى من الدور التمهيدي لدوري أبطال آسيا والتي انتهت بالخسارة بهدف مقابل لاشيء، فسوف تتجدد فرصة الفريق الجزراوي اليوم لتسجيل أول فوز له على المستوى الآسيوي، عندما يلتقي مع فريق الاستقلال الإيراني في الثالثة والنصف من عصر اليوم على ملعب أزادي بالعاصمة طهران. وبالتأكيد فلن تكون المهمة سهلة لأي من الفريقين اللذين ينتميان للمجموعة الثالثة، وذلك لعدة أسباب، في مقدمتها أن الفريقين تعرضا للخسارة في الجولة الأولى، ولدى كل منهما الرغبة في تحسين الصورة، وإنقاذ نفسه من شبح الخروج المبكر من المنافسة على المركزين الأول والثاني المؤهلين للترشح لدور الـ16، فقد خسر الاستقلال من اتحاد جدة السعودي بهدفين مقابل هدف واحد، وخسر الجزيرة من أم صلال القطري بهدف مقابل لاشيء، ومن الغريب أن تكون الدقيقة الثانية والتسعون في كلتا المباراتين هي التي أعلنت عن الخسارة للفريقين، ففي تلك الدقيقة، وعلى ملعب الجزيرة، تمكن اللاعب البحريني المحترف في صفوف أم صلال علاء حبيل من استغلال هجمة مرتدة على عكس سير المباراة التي كانت في مجملها لصالح الجزيرة، وسجل الهدف الوحيد للفريق القطري، وفي وضع مشابه وعلى ملعب اتحاد جدة السعودي، وبعد أن تقدم فريق الاستقلال بهدف لمدة تقترب من 80 دقيقة تعادل فريق اتحاد جدة عن طريق عماد متعب، ثم كانت الدقيقة الثانية والتسعون هي موعد إعلان خسارة الفريق الإيراني عندما سجل المحترف المغربي هشام بو شروان الهدف الثاني لاتحاد جدة. ومن مؤشرات صعوبة المباراة أيضاً أن الجزيرة استفاد من مغامرة المباراة الأولى الهجومية أمام أم صلال، وأعد خطة تميل إلى الحذر، بعد علاج أخطائه، ولديه طموح كبير للفوز، وسوف يعتمد على التوازن بين الدفاع والهجوم، والسيطرة على خط الوسط، من أجل الوصول لهدفه، وبالتالي فمن المنتظر أن يجري المدرب آبل براجا بعض التعديلات الجوهرية على تشكيلة فريقه وخطته أولها اللعب بثلاثة مدافعين فقط، بدلا من أربعة على اعتبار أن الخطة ستتحول إلى (3 / 5 / 2) بعد أن كانت (4 / 4 / 2)، وبالتالي من الوارد اليوم أن يدفع باللاعب العراقي محمد علي كريم بدلاً من راشد عبدالرحمن كقلب دفاع، وفي الوسط سوف يدفع المدرب لأول مرة منذ فترة طويلة من البداية باللاعب أجمد دادا الذي تألق في التدريبات الأخيرة، وقدم المستوى الرائع الذي أعاد للأذهان من جديد توهجه كطرف يمين، كما أنه سيدفع أيضاً بصالح عبيد في الطرف اليسار، وفي ارتكاز الوسط سوف يلعب هلال سعيد بدلاً من عبدالسلام جمعة الذي حالت الإصابة دون سفره مع الفريق، وبجواره سبيت خاطر وسوف يتقدم للأمام قليلاً إبراهيما دياكيه ليشكل رأس مثلث هجومي قاعدته الأمامية سوبيس، وبيانو. أما الاستقلال فليس أمامه سوى الاعتماد على خطة هجومية، يقودها المدرب المواطن جامير جالونوي والثنائي آرش برهاني الذي سجل الهدف الوحيد أمام اتحاد جدة، وفرهاد مجيدي الذي سبق له اللعب في الدوري الإماراتي وتعرفه جيداً جماهير النادي الأهلي، وعلي أكبر بور، فضلاً عن اللاعب البرازيلي الذي يعد الأجنبي الوحيد فابيو جانياريو، أما ففيه اللاعبان حسين كاظمي ومقتدي جباري، وسوف يستفيد من وجوده على أرضه ووسط جماهيره خاصة أنه متصدر الدوري الإيراني، ولكنه لن يجري تغييرات جوهرية على تشكيلته أو خطته لأنه قدم عرضاً قوياً أمام اتحاد جدة المرشح الأول للتأهل من المجموعة على أرضه بنفس التشكيلة والخطة، ولم يحالفه التوفيق في الحفاظ على التقدم، وبالرغم من أن موسم الإجازات الذي تعيشه العاصمة طهران بمناسبة أعياد الربيع التي تفضل جماهير طهران الخروج فيها عن المدينة، إلا أن الأجواء تشير إلى استعدادات جماهيرية محمومة لحضور المباراة، ومؤازرة فريقها المفضل الأول في ملعب يتسع لـ100 ألف متفرج مسموح فقط فيه بتواجد 70 ألفا نظراً للظوابط التأمينية