«القيادة بمسؤولية» تعزز دور الأفراد في تأمين سلامة الطرق

علي العزير (أبوظبي) - إضافة إلى نشاطاته الترفيهية المميزة التي جعلت الناس في أبوظبي يضبطون إيقاع تحركاتهم وفقاً لمواعيدها، استمر مهرجان “يا سلام” الذي تستضيفه أبوظبي راهناً، في تنشيط الفعاليات المجتمعية الساعية إلى توثيق الصلة بين الفرد والجماعة، والمساهمة في تعزيز روح المسؤولية المشتركة حيال التحديات التي تطرح نفسها أمام الجميع، على تفاوت درجات الاهتمام. أمس الأول كان النشء الصاعد في أبوظبي، ممثلاً بطلبة العديد من المدارس والكليات الجامعية، أمام تحدي ترشيد عملية قيادة وسائل النقل، وما يتفرع عنها من تداعيات يكاد بعضها يكون في مقدم العوامل الخطرة، المهددة لحياة الآمنين، أخذ الطلبة على عاتقهم مهمة النهوض بتوجيهات إرشادية تمنح السائق والعابر، ومستخدم المواصلات عامة، ما يحتاج إليه من عوامل أمان تبعد عنه شبح الأذى الجسدي والمادي بفعل تخلي البعض عن بدهيات الحرص على السلامة العامة، وانحيازهم غير المبرر نحو السلوك الطائش الذي ينعكس سلباً عليهم وعلى سواهم ممن تعين عليهم مشاركتهم في استخدام شبكة المواصلات. مشاركة فاعلة المشاركون لبوا دعوة القيمين على الفعالية للمشاركة في مسابقة حول الحملة الأفضل لتوعية السائقين، وتقدمت مجموعات طلابية تنتمي إلى معاهد تعليمية عدة، شملت على التوالي: المدرسة الأميركية الدولية في أبوظبي، NYIT أبوظبي، جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة زايد للرجال، وجامعة زايد للنساء، كلية التقنية العليا (أبوظبي للرجال)، الكلية العليا للتكنولوجيا (أبوظبي للنساء)، كلية التقنية العليا (خليفة للنساء)، جامعة خليفة، كلية كامبريدج، ومعهد مصدر، تقدمت المجموعات المشار إليها بتصورات لا يعوزها الإبداع عن القيادة الآمنة، ورسمت معالم خطط استراتيجية تقرب الهدف المنشود، تخللها الكثير من مقومات الترفيه، أمام لجنة تحكيم ضمت ريشارد كريجان الرئيس التنفيذي لأبوظبي لإدارة رياضة السيارات، ومايك فاربيرن مدير التسويق والتخطيط في شركة “فلاش” للترفيه، وكارلو بوتاجي الشريك المؤسس لمنطقة مشجعي الفورمولا- 1. دور المشاة تحت عنوان “القيادة بمسؤولية” تقدم المشاركون بمخططاتهم التوعوية، وكان الهدف الرئيسي من النشاط يتمثل بتوجيه رسالة، إلى من يعنيهم الأمر، وجميعنا كذلك، تقول إن السرعة وعدم ارتداء حزام الأمان والقيادة الخطرة والتحدث على الهواتف الجوالة، وتبادل الرسائل النصية أثناء القيادة، تمثل جميعها أسباباً رئيسية للحوادث والوفيات على الطرق. ولا تتجاهل المبادرة مسؤولية المشاة، وركاب السيارات، الذين يلعبون دوراً رئيسياً في ضمان قيادة أصدقائهم بمسؤولية. كذلك كان بين حضور الفعالية، وهي جزء من “يا سلام مباشر عبر المدينة”، بعض أشهر لاعبي كرة القدم في الإمارات، وأبرز مشاهير سباقات السيارات، ودعاة السلامة على الطرق، وكانت التحضيرات التي سبقتها وأسست لها، قد شملت زيارات متخصصين إلى المدارس والجامعات في أبوظبي. بعد أن عرضت المشاركات وسط حضور حاشد من المهتمين، أسفرت عمليات التقييم التي تولتها لجنة التحكيم عن تساوي النقاط بين كلية كامبريدج والمدرسة الأميركية الدولية في أبوظبي، مما دفع اللجنة لإعلان فوز الفريقين، مضاعفة عدد الجوائز الممنوحة، في مبادرة لقيت استحسان المشاركين، وترحيب الحضور. وقد حصل الفائزون بالمسابقة على تذاكر لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا-1 2011 مقدمة من حلبة مرسى ياس، ولعبة XBOX مقدمة من منطقة مشجعي الفورمولا 1. أما الجائزة الأهم، فتمثلت بتبني الاقتراحات التي تضمنتها الحملات الفائزة، وإطلاقها إعلامياً في المرحلة المقبلة، وصولاً إلى اعتمادها كرؤية شاملة تشكل المقاربة الأكثر إحاطة بالظاهرة المستهدفة.. إقبال مشجع كانت حملة القيادة بمسؤولية قد بدأت مع انطلاق فعاليات “يا سلام” من خلال إعداد جناح خاص في منطقة المشجعين الخاصة بالفورمولا- 1 على كورنيش أبوظبي شملت تركيب لصور من جميع الندوات من مختلف الجامعات، وعرض شهادات التعهد بالقيادة الآمنة التي وقعت عليها شخصيات رفيعة المستوى من أبوظبي والإمارات العربية المتحدة. كما جرى عرض سيارة دمرت في حادث تحطم بفعل السرعة المفرطة، وهي استخدمت أمس الأول في تدريب المتابعين على كيفية إخراج الناس من سيارة محطمة في حالات الطوارئ. في مقدم ما يتوقف عنده المعنيون بالحملة هو ذلك الإقبال المميز الذي شهدته أنشطة الحملة، حيث تفاعل الجمهور بحرارة وصدق مع الأنشطة المقدمة، مظهرين قدراً لافتاً من التحلي بالمسؤولية، وهو ما يشجع على الاعتقاد أن الخطط المعتمدة لتخفيف عدد حوادث السير قد أثبتت جدواها، وما يعزز التفاؤل أيضاً بمستقبل آمن على هذا الصعيد.