الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطالب حثيثة لحماية الأرض من جرائم الإنسان البيئية

مطالب حثيثة لحماية الأرض من جرائم الإنسان البيئية
6 نوفمبر 2011 01:08
يحتفل العالم اليوم، الموافق السادس من نوفمبر من كل عام، بمناسبة اليوم العالمي لمنع استغلال البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة، وهذا التاريخ والمناسبة المعلن عنه من الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في 5 نوفمبر عام 2001، بموجب القرار رقم (4/456)، قد أكده الأمين العام للمنظمة الدولية للأمم المتحدة في 6 نوفمبر 2009، في رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي وبالأخص الحكومات. (دبي) - كان الأمين العام قد دعا الدول الأعضاء إلى توضيح وتوسيع نطاق قواعد القانون الدولي، المتعلقة بحماية البيئة في وقت الحرب، وبأنه ينبغي تكييف الصكوك القانونية الموجودة حالياً، لتعكس الطابع الداخلي الذي يغلب اليوم على النزاعات المسلحة، وأن هناك حاجة إلى النظر في الآليات لرصد الانتهاكات، والتوصية بالجزاءات والإجراءات من أجل الإنفاذ وتحقيق الانتعاش على كوكبنا. التقليل من الأخطار وتحدث الشيخ عبدالعزيز بن علي النعيمي الملقب بـ «الشيخ الأخضر» نظراً لنشاطاته المرتبطة بالموضوعات والقضايا البيئية عن الجرائم البيئية من خلال الحروب والنزاعات الحادثة حولها، قائلاً إن ما تتعرض له الأرض وصل إلى حد خطير من زيادة الكوارث البيئية الطبيعية، أو بفعل الإنسان خاصة في الحروب والمنازعات في منطقتنا العربية والعالمية، ومن خلال رؤيته الخاصة بالبيئة وجد أنه من أجل تخفيف وطأة الجرائم التي ترتكب في حق الأرض، ومن أجل التقليل من الأخطار التي تحيق بالجميع مثل الفيضانات، وما حدث في باكستان وكارثة اليابان وغيرها، مما ترك الكثير من الدمار، لا بد من المحافظة على المواد الأولية والطاقة وثروة الماء، من خلال تحسين كفاءة التصنيع والحماية بالترشيد والاستهلاك الحكيم. وتجنب إنتاج النفايات في كل مرحلة من عملية التصنيع أو التوزيع، واستبدال المواد السامة والخطيرة بمواد أقل ضرراً أو بدائل نظيفة، وهو يطالب بفرض عقوبات على كل الجهات التي تنتج عنها انبعاثات بعد إصدار التشريعات، واللجوء إلى الآليات والبدائل التي تحمي وتقلل من مستوى السمية في جميع الانبعاثات والتصريفات. جرائم في حق البيئة أما الخبير البيئي الدكتور داود حسن كاظم، فيقول إن الأمين العام للمنظمة الدولية للأمم المتحدة، قد استعرض بعضاً من الخروقات التي ارتكبتها القوات والفئات المتحاربة، ليس بحق الأفراد والممتلكات فحسب لكونها محسوسة وقابلة للإحصاء اليومي، بل في الساعات التي تمر بها الصراعات، وأكد أن البيئة تتعرض للانتهاكات من جانب المتصارعين أو المتحاربين، وقد يستمر تأثيره الى سنوات عديدة، فالصراعات لا تراعي أبسط القواعد والقوانين والأعراف الدنيوية والدينية، في ضرورة احترام البيئة وأوساطها الحيوية. ويضيف كاظم: شواهد المنطقة العربية والإقليمية في هذا الصدد كثيرة، حيث شهدت العديد من الصراعات التي انتهت أو كان من مجرياتها تلويث البيئة وأوساطها الحيوية، ومازالت تلك الأخلاقيات التي يرفضها العرف والدين والقانون تمارس، أو يتم التهديد باللجوء إليها عند تكالب الضغوط على طرف ما من قبل أطراف أخرى، حتى إن كانت من خارج منطقة الصراع، سيراً على مبدأ حرق الأخضر واليابس، للنفاد أو الخلاص من الهجوم وحسم الصراع لصالح أحد الأطراف. ويكمل الدكتور كاظم أنه خلال حربي الخليج الأولى والثانية تمثلت الشواهد المتعلقة بجرائم البيئة في إغراق السفن في الخليج وزرع الألغام وقطع الأشجار، كما تم تجفيف الأهوار وقطع ملايين من النخيل وتدمير المواطن لملايين الطيور والحيوانات. كما استخدمت الأسلحة الكيميائية التي لم تقتل البشر فقط، بل زرعت التلوث المؤثر على النبات والحيوان والهواء والتربة والمياه، وكان لاستخدام الأسلحة المخصبة باليورانيوم في الأعوام بين 1999 و2003، دوراً كبيراً في التشوهات الخلقية ليس للبشر فقط حتى بين الحيوانات والمحاصيل. قطع أشجار الزيتون يوضح كاظم: كما أن الصراع العربي الصهيوني فقد تميز بقطع أشجار الزيتون كإجراء عقابي تجاه أبناء الشعب العربي الفلسطيني، في كل الأراضي المحتلة أو حتى التي تقع في حدود أراضي السلطة الفلسطينية أو في قطاع غزة، كما استخدمت الأسلحة المحرمة الفسفورية، إلى جانب القصف الذي استهدف الجميع سواء البشر أوالنبات والحيوان والحجر، حتى المواقع التراثية لم تسلم من التدمير والنهب لغرض محو تاريخ وحضارة الدول، التي تعرضت للصراعات وهذه كارثة أخرى. يذكر كاظم أن هناك الكثير من الشواهد الإجرامية بحق البيئة في مناطق عربية أخرى، سواء في الصراعات التي شهدتها في الماضي البعيد أو القريب الذي نعيشه اليوم، والذي يتمثل في الصراعات التي فتحتها ثورات الربيع العربي، حيث نلحظ أن الكثيرين من المعنيين، لا يعيرون للبيئة اهتماماً حتى من خلال الجهات الإحصائية أو الإعلامية، والكل يركز على الضحايا من الأفراد والأبنية، أما الهواء والماء والتربة فهذه تحتل المرتبة الأخيرة في سلم الأولويات. ويستدرك كاظم قائلاً: من الملاحظ أن البعض مازال يستخدم البيئة رهينة في الصراع المحتمل، فهناك دول في الجوار تهدد بغلق خليج هرمز التي زرعت فيه آلاف الألغام، في حال تعرضت إلى هجوم من أي طرف، إلى جانب تأكيد العديد من المسؤولين والسياسيين في تلك الدولة أن دول الخليج ومرافقها الحيوية لن تكون في مأمن في حال تعرضها لأي هجوم. أسلحة ذكية مدمرة ويضيف كاظم أن هذا المؤشر والسياسية ينبئان بكوارث بيئية محتملة ستتأثر بها أجيال وأجيال قادمة، على اعتبار أن السلاح المحتمل استخدامه سمي بالسلاح المدمر الذكي، وأن الأسلحة الذكية المدمرة عادة ما تكون إما ذات مكونات خطرة وسامة وملوثة كالمشعة مثلاً أو الكيميائية، أو أن قوتها التدميرية ستكون غير محدودة المواقع، وأن للتكنولوجيا والأقمار الصناعية دوراً خطيراً في التأثير على البيئة، من خلال الفيروسات أو الموجات المستخدمة للتشويش على الطرف المقابل ومعداته ومرافقه الحيوية، والتي قد ينجم عنها تدمير لمرفق حيوي لمفاعل نووي لأغراض سلمية، تكون نتيجته دماراً بيئياً خطيراً. كما أن احتمالات أن يتوسع الصراع في حال وصوله إلى أماكن أخرى، وتتنوع الأسلحة التي ستستخدم، لكن خطر التلويث البيئي نتيجة الحروب والصراعات، كان ومازال سمة كل الأطراف والتي لم تراع القوانين والأعراف وأخلاقيات الحرب، فالإسلام يوصي مقاتليه في كل الحروب التي حدثت سواء في زمن نبي الرحمة محمد، أو زمن الخلفاء الراشدين بأخلاقيات الحرب المتمثلة في عدم قتل شيخا أو أمرأة أو طفل أو حيوان أو قطع شجرة. والمطلوب من المجتمع الدولي الضغط على كل المتحاربين والمتصارعين في أي مكان في العالم، من أجل لتحلي بأخلاقيات الحرب والحفاظ على البيئة ومرافقها الحيوية، وعدم اللجوء الى تدمير البيئة، وتأثيرها قد يمتد الى سنوات عدة. ومدينتا هيروشيما وناجازاكي، ما هما إلا واحدة من شواهد التاريخ ليس القديم بل القريب. تنشيط الذاكرة ومن جانبها، تقول مريم الحمادي خبير إعلامي بيئي، إن المناسبات البيئية عديدة ومتنوعة، منها العالمي والإقليمي والمحلي، وهي جيدة لتنشيط ذاكرة المجتمعات البشرية، للحفاظ على البيت الكبير «كوكب الأرض»، إلا أنها مناسبات تتشكل في خطابات وكلمات استفتاحية، وبرأيها أن العالم بحاجة أكثر لبناء قناعات على كل المستويات، ولا بد أن يحافظ بصورة حقيقية على البيئة والموارد الطبيعية، في مجمل نواحي حياتنا وفي قراراتنا وحتى في قرارات الدول، فالدمار البيئي لا يخضع لأي حدود، ولا يعترف بها وقد تجاوزها وثبت ذلك في عدة حالات. تبعات الدمار البيئي قالت مريم الحمادي أن العالم بحاجة ماسة إلى مثل هذه الدعوات التي تحمي البيئة، خاصة أنه في الآونة الأخيرة نشبت حروب أهلية، لاتزال الأرض تعانيها، وتحاول أن تتعافى من تبعات الدمار البيئي الذي لحق بها في الحروب الماضية، إضافة إلى بقية التدمير البيئي بأشكاله المختلفة، وفي المقابل تسعى دول أخرى جاهدة لتعزيز الأمن البيئي وتحقيق الاستدامة، وهذا المبدأ يتحقق من خلال التعاون الدولي وبناء القناعات في المجتمعات البشرية، لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، لذا لا بد من استغلال هذه المناسبة لإطلاق الدعوة للسلام العالمي البيئي، لحماية العالم من الكوارث والحروب وتداعياتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©