الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهاز تسجيل الأحلام!

6 نوفمبر 2011 01:09
الأحلام ظاهرة بشرية محيرة، لم يقل فيها العلم قوله الفصل بعد، لكن يتفق على أن الحلم عبارة عن سلسلة من التخيلات التي تحدث أثناء النوم، وتختلف الأحلام في مدى تماسكها ومنطقيتها، وهناك نظريات كثيرة تحاول تفسير ظاهرة الأحلام، ما بين نظرية فرويد التي يراها وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة، خاصة التي يكون أشباعها صعباً في الواقع، ففي الحلم يرى الفرد دوافعه قد تحققت في صوره حدث أو موقف، لكن غالباً ما تكون الرغبات في الحلم مموهة أو مخفية بحيث لا يعي الحالم نفسه معناها، ولذلك فأن كثير من الأحلام تبدو خالية من المعنى والمنطق. وهناك النظرية المادية التي تفسر كل الظواهر على أساس المادة والتجربة والحس، أو غير المادية، التي تستند إلى العامل الغيبي مع الظواهر كلها، باعتبار أن الكون بما فيه خاضع لإرادة الله عز وجل، ولا تنفي العوامل المادية تماماً، وإنما يضيف إليها أسباباً أخرى كالأخلاق والسجايا الإنسانية شديدة التأثير في نوع التخيّل. لكن الأحلام كظاهرة أقرتها الشريعة الإسلامية، ووضعت ضوابط تفسيرها، واهتم العلماء العرب المسلمون بها، وأصبحت علماً بحد ذاته، وبرز مفسرون مرموقون، ألفوا كتباً ومؤلفات عديدة عن دلالات الأحلام ومضمونها، وتحليلها وتقسيم أنواعها. لكن .. ما يلفت الانتباه في الآونة الأخيرة، أن فريق من الفيزيائيين الألمان بقيادة البروفيسور «جاك جالنت»، أكدوا في دراستهم وأبحاثهم العلمية والمعملية، أنه من الممكن عرض الأحلام التي يراها الإنسان وقراءتها خلال نومه، وذلك عبر جهاز الكمبيوتر وتسجيلها خلال فترة زمنية قصيرة، من خلال إجراء مسح للمخ بمجسات ممغنطة لتسجيل الأحلام، حيث تلتقط الأماكن التي تصدر حرارة في المخ وتعطى أوامر بإظهار صور يراها الشخص وهو مغمض العينين، مشيرا إلى أن تلك الدراسة سيتم استغلالها في تطوير تكنولوجيا جديدة تظهر صورا متحركة كالتي ظهرت في الأحلام، وأن تلك التجرية تعتبر الأولى من نوعها، وتثبت أنه من الممكن إظهار الصور التي يشاهدها الإنسان في الأحلام. فإذا كان من حق كل إنسان أن يحلم، حتى وان كان مستيقظاً، وأظن أن من التمنيات الجميلة لشخص عزيز قبل أن ينام ، أن نتمنى له «أحلاماً سعيدة»، فالأحلام مجانية، ولا يتدخل بشر في تشكيلها وصياغتها وترتيب أحداثها أوتلوينها، لكن أن تعرض الأحلام التي يراها الإنسان وقراءتها خلال نومنا عبر شاشة الكمبيوتر، وتسجيلها أيضاً أمر قد يبدو طريفاً ومخيفاً ومزعجاً أيضاً!. لا أستبعد أن ننام ونصحوا ـ في وقت قريب ـ لنجد الأسواق قد أغرقت بأجهزة صغيرة، كالتليفونات المحمولة لعرض أشرطة أحلامنا أثناء النوم، وأظن عندها ستحرص النساء أن تسجل أحلام أزواجهن أثناء النوم بكل تفصيل، عندها تنصب المحاكم، وتعلق المشانق، والسبب حلم «غير مشروع»، لا دخل لي، ولا لك، ولا لبشر مهما كان في ترتيب تفاصيله ومضمونه، عندها سيتمنى هؤلاء اختراع جهاز جديد تكون مهمته «تعطيل الأحلام» أو «التشويش» على تسجيلها أثناء النوم، حتى يبقى شريط أحلامنا فارغا.. وربنا يستر، وسلامتك! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©