الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات السيارات الصينية تستهدف زيادة صادراتها إلى الأسواق العالمية

شركات السيارات الصينية تستهدف زيادة صادراتها إلى الأسواق العالمية
5 نوفمبر 2011 23:42
يخطط قطاع صناعة المركبات الصيني للقيام بإصلاحات كبيرة، حيث دفع بطء المبيعات المحلية إلى زيادة الصادرات التي ارتفعت بنحو 75% حتى الآن خلال هذا العام مقارنة بالسنة الماضية. وتبحث الصين عن الجانب المضيء في الأزمة المالية العالمية ليشكل لها فرصة لإعادة بناء نفسها والتحول من مفهوم السلع الرخيصة، إلى اقتصاد يتسم بالقيمة العالية. ويعتقد بعض المحللين أن البلاد أصبحت أخيراً على وشك تحقيق طموحها في أن تتحول إلى مصنع سيارات العالم. وبارتفاع صادراتها يتساءل البعض من إمكانية أن تشكل الصين خطراً على سوق شركات صناعة السيارات العالمية أمثال “جنرال موتورز” و”فولكس فاجن” و”تويوتا” في الدول المتقدمة مثل أميركا وأوروبا، أو أن تظل قابعة في مكانها تعمل على بيع السيارات رخيصة الثمن للأسواق الناشئة. وحذر سيرجيو مارشيوني، المدير التنفيذي لشركة “فيات”، من عدم أخذ الطموحات الصينية مأخذ الجد. وقال سيرجيو في أحد مؤتمرات القطاع الذي عقد في ولاية ميتشيجان الأميركية في أغسطس الماضي “حتى في حالة افتراض تصدير الصين لنحو 10% فقط من إنتاجها الذي يقدر بنحو 30 مليون سيارة بحلول 2015 و40 مليون في 2020، فإن المخاطر التي تواجهها شركاتنا في أسواقها المحلية كبيرة للغاية”. وبدأ سعي الصين الذي يهدف لزيادة مبيعات السيارات في الأسواق الأجنبية، يأتي ثماره. وارتفعت صادرات شركة “تشيري” الصينية المملوكة من قبل الحكومة واحدة من شركات صناعة السيارات الكبيرة في الصين، بأكثر من 80% في العام الجاري حتى الآن، مقارنة بالسنة الماضية. وتخطط الشركة لبناء مصنع لتجميع السيارات في البرازيل بتكلفة قدرها 400 مليون دولار، بالإضافة إلى مرافق إنتاج أخرى في أماكن متفرقة من أميركا اللاتينية. كما تطمح أيضاً شركات أخرى مثل “جاك” و”ليفان” في التوسع في الخارج، وكذلك تخطط “بيكي فوتون” لصناعة الشاحنات لبناء مصنع في الهند. لكن وبينما يدفع الفائض في السيارات الصين إلى التصدير، يقول المحللون إن ذلك لا يضمن بالضرورة النجاح في أسواق غير الأسواق الرئيسية التي تصدر إليها الآن مثل أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وروسيا. ويقول بيل روسو من مؤسسة “سينرجيستيكس” الاستشارية في بكين “ليس من المنطق قبل أن تكون “صنع في الصين” قادرة على جذب المزيد من العملاء الصينيين الأكثر ثراء، توقع أن تغري شركات صناعة السيارات الصينية المزيد من الزبائن الأكثر خبرة ودراية بأسواق الدول المتقدمة. وحتى حدوث ذلك، سيقتصر بيع هذه الشركات على المستهلكين الباحثين عن رخص الأسعار”. ويذكر الخبراء أن حتى هذا الارتفاع الأخير في الصادرات ليس واقعياً، حيث إن الصادرات هي مجرد عملية تعافي من القاعدة المتدنية بشكل مصطنع والتي تعرضت لهزة إبان الأزمة المالية العالمية في 2008. ويعزي معظم المحللين القوة الأساسية التي تقف وراء هذا الانتعاش في الصادرات، إلى الجهود التي تبذلها شركات صناعة السيارات الصينية للمحافظة على نمو المبيعات السريع في مواجهة تراجع الطلب المحلي. كما تعاني هذه الشركات من فقدان حصصها السوقية لصالح الشركات العالمية لصناعة المعدات الأصلية خلال فترة بطء السوق المحلية. لكن ربما لا يوجد مبرر لأي نوع من القلق النابع من ارتفاع حقيقي في وتيرة المنافسة بين الشركات العالمية والصينية، في أسواق الدول المتقدمة على الأقل. وحتى على صعيد السوق المحلية، ليس في مقدور السيارات الصينية منافسة نظيراتها الأميركية والأوروبية ناهيك عن منافستها في تلك الأسواق الخارجية. وتواجه الشركات الصينية لصناعة المعدات الأصلية العاملة في الأسواق الناشئة، منافسة قوية في الأسواق الخارجية من قبل مثيلاتها الأوروبية واليابانية والأميركية التي تسعى للابتعاد عن أسواقها المحلية التي تعاني من بطء في النمو. ويقول كلاوس بايور، من مؤسسة “سينوفيت” العاملة في مجال استشارات السيارات في شنغهاي “على المدى الطويل، يتوقف النجاح في الخارج على النجاح في الداخل”. نقلاً عن: “فاينانشيال تايمز” ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©