الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«قضاة ملاعبنا» ضحية المتعصب وشماعة المتعثر

«قضاة ملاعبنا» ضحية المتعصب وشماعة المتعثر
6 نوفمبر 2011 00:02
سعياً إلى رسم الصورة بكافة ملامحها وتفاصيلها، وحرصاً على الاقتراب «بقدر الإمكان» من نبض الجماهير، ورغبة في تسليط الضوء على التغريدات والانطباعات التي تصدر عن مشاهير الرياضة والإعلام عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتراماً لانطباعات جماهيرية تسبح في فضاء الإنترنت، صاغتها أنامل استمدت سحرها من روح الهواية، واكتسبت جاذبيتها من الاعتراف الصريح بالانتماء إلى كيان كروي بعينه، من أجل كل ذلك كانت فكرة «سبورتويتر» هي عدة أيام أو ساعات بل دقائق، وربما عدة ثوان تفصل بين تعليقات المغردين حول قضية بعينها على المستوى المحلي “دورينا”، وعلى النطاق العربي “الدوري المصري نموذجاً” وفي الإطار العالمي “الدوري الإسباني مثالاً”، حدث ذلك خلال الفترة من 25 أكتوبر الماضي، وحتى مساء 31 من الشهر نفسه، حيث أجمعت الآراء على أن هناك ظلما تحكيميا فادحا على كافة المستويات، ولأن الرصد تم من خلال البحث عن مفردة “التحكيم” على موقع التواصل الاجتماعي الشهير “تويتر” فقد كانت المفاجأة بعد رؤية الصورة بشموليتها في اكتشاف أن ما يتردد محلياً هو نفسه الذي يتردد عربياً وهو عينه ما يقال عالمياً. والنتيجة المؤكدة هي أن الشكوى من الحكام غالباً لا محل لها من الإعراب، ولا سند لها من الواقع، فالحكام هم الحكام في كل مكان وزمان، وهم بنسبة 99.9% لا يتعمدون ظلم فريق أومجاملة الفريق الآخر، وعلى الأرجح يرتكبون الأخطاء تحت ضغط عامل الزمن القاهر، وبإيعاز من تأثير صيحات الجماهير الغاضبة، وانفعالات اللاعبين المتوترة، واعتراضات المدربين الذين يبحثون عن شماعة جاهزة. والمدهش في الأمر أن بعض أنصار الأندية الشهيرة يؤكدون أن أنديتهم تتعرض لظلم تحكيمي واضح، لأن الحكام يحاولون لعب أدوار البطولة ويتظاهرون بالتمسك بالعدالة، فيجاملون الصغار على حساب الكبار، وفي المقابل يؤكد غالبية عشاق الأندية الصغيرة أنهم ضحية لمجاملات الحكام للأندية الكبيرة طوال الوقت. محلياً وبعيداً عن نقل الآراء والتغريدات التي تهاجم الحكام بطريقة استفزازية تصل إلى حد الإهانة الشخصية في بعض الأحيان، رأينا أن نقل التغريدات العاقلة الهادئة قد يسهم في وقف الحملة على حكامنا، حيث أكد منصور الحميري @al_hamiri أنه يتعجب من تفوق الحكم الإماراتي خارجياً والهجوم عليه داخلياً، وقال في تغريدته: “التحكيم الإماراتي يحكم في الخارج ويضع بصمته، وفي الداخل تحدث بعض الهفوات فلا تعجب الأكثرية وليس البعض، ولا نعلم ماذا يحدث”، ويبدو أن هذا المغرد كان متأثراً بالأداء التحكيمي الذي نال رضا القارة الصفراء كاملة والذي قدمه حكمنا علي حمد في المباراة الصعبة بين السد القطري وسوون بلووينجرز الكوري الجنوبي في الدور قبل النهائي لدوري أبطال آسيا، وعلى الرغم من الحساسية المفرطة للمباراة بالنظر إلى الأحداث التي تسببت في توتر الأجواء في لقاء الذهاب، إلا أن حكمنا الدولي خرج بلقاء الإياب إلى بر الأمان بكفاءة كبيرة. وعلى نفس الخطى جاءت تغريدة محمد الزعابي @MohamadAlzaabi الذي قال: “إذا محد يحترم الحكام ويتم التعامل معهم بهذه الطريقة، وكل حد يرسخ في باله أن الحكام دون المستوى، وبعضهم مستقصد فريقه ما راح يتطور التحكيم”. عربياً انفجرت جماهير الزمالك غضباً عبر تويتر بعد سقوط فريقها في فخ التعادل مع طلائع الجيش الأسبوع قبل الماضي بالدوري المصري، وقال المغرد “يا زمالك”@YaZamalek :”حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يظلم الزمالك وجماهيره، اعتقد أن هؤلاء ستكون نهايتهم الاعتزال، أو الضرب لأن الكيل طفح”، ونقل البعض الآخر تصريحاً لإسماعيل يوسف المدرب العام للزمالك الذي قال بالحرف الواحد إن حرب الحكام ضد الزمالك بدأت مبكراً. عالمياً بدا المشهد في قمة التناقض، ما بين مؤيد لفكرة مجاملة الحكام للبارسا، وانحياز البعض للرأي الذي يقول إن قضاة الملاعب يفعلون كل شيء لنصرة الريال على حساب أي فريق، ويبدو أن التغريدات في هذا المجال جاءت متأثرة بما تفعله الصحف الكتالونية مثل “سبورت”، و”موندو ديبورتيفو”، وجرائد مدريد المناصرة للريال وعلى رأسها “ماركا” و”آس”، وبادر أكثر من مغرد بوضع روابط فيديو ترصد القرارات التحكيمية التي تصب في مصلحة البارسا، أو تلك التي تبدو ظالمة للفريق الكتالوني، وفي نهاية المطاف تظل هناك حقيقة واحدة راسخة، وهي أن أخطاء التحكيم تظل جزءاً من إثارة كرة القدم، ويجب التعامل معها من مبدأ عدم التشكيك في نزاهة أي حكم في العالم، حتى يثبت العكس بالأدلة والبراهين.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©