الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..ملاحظات على الوضع اليمني الراهن

غدا في وجهات نظر..ملاحظات على الوضع اليمني الراهن
17 نوفمبر 2014 22:16
ملاحظات على الوضع اليمني الراهن يقول د. أحمد يوسف أحمد: حضرت يوم الخميس الماضي حلقة نقاشية نظمها المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط حول التطورات الأخيرة في اليمن استند النقاش فيها إلى ورقة بحثية ممتازة وشاملة كتبتها وعرضتها في بداية الحلقة الباحثة اليمنية القديرة د. وسام باسندوة، وقد كتبت عن هذه التطورات ثلاث مرات في هذه الصفحة، غير أن ما قدمته الورقة وما دار حولها من نقاشات ثرية أوحى لي بعدد من الأفكار والملاحظات، أود التركيز عليها، وأجتزئ منها اثنتين. وتتعلق الملاحظة الأولى بالطبيعة الطائفية لهذه التطورات، فقد شاع بين المتابعين غير المدققين لها أنها تعكس صراعاً شيعياً – سنياً كما هو في بلدان عربية أخرى، والحق أن هذا التكييف أبعد ما يكون عن الدقة، فـ«الحوثيون» في التحليل الأخير «زيود» كغيرهم من شيعة اليمن، وإن كانوا ينتمون إلى الفرع الجارودي الأكثر تشدداً من المذهب الزيدي، وخصومتهم الأساسية مع حزب «التجمع اليمنى للإصلاح»، وقاعدته بدورها زيدية، بما يجعل الصراع في هذه الحالة صراعاً شيعياً – شيعياً، ومن ثم يصبح الفارق الأساس بين طرفي هذا الصراع هو التوجه والانتماء الخارجيين ما بين التنظيم الدولي لـ«الإخوان» ودولة عربية أو أكثر في فترات مختلفة بالنسبة للإصلاح وإيران في حالة «الحوثيين»، كذلك فإن ثمة تقارباً واضحاً بين الحوثيين (الزيود) والجنوبيين (الشوافع) لاعتبارات الحركة السياسية. الخليج العربي والحزب «القومي الهندوسي» يرى سالم سالمين النعيمي أن صعود الهند وتحولها لقوة لديها حضور دولي يجعلُنا نتساءل هل نحنُ فعلاً نفهم العقلية الهندية السياسية ونستطيع التنبؤ بما هو قادم من الجانب الهندي، وخاصة أن دول مجلس التعاون الخليجي هي أهم شريك تجاري للهند؟ نِصف احتياجات الهند النفطية تأتي من دول الخليج، ومن المُتوقع أن ترتفع النسبة إلى 90 في المئة خلال العقد المُقبل. والصادرات الهندية لدول الخليج تفوق صادراتها للاتحاد الأوروبي بجانب المليارات التي تُحولها العمالة الهندية العاملة في الجزيرة العربية، ولذلك لابد من أن ننظُر للهند كبلد سيكون جزءاً من حِزمة إدارة المخاطر والتخفيف من الاعتمادية التقليدية على جهات دون غيرها، وخاصة من الناحية الأمنية والتكنولوجية والصناعية، ومن جهة أخرى فالهند بِدورها بحاجة لجذب صناديق الثروات السيادية الخليجية والاحتياطات النقدية الخليجية لتحقيق طموحاتها. الخط الديجولي - الميتراني في سياسة «أولاند» يقول باسكال بونيفاس : في ما يتعلق بالسياسة الخارجية الفرنسية، الانقسام ليس قائماً بين «اليمين» و«اليسار» وإنما بين خط «ديجولي - ميتراني» (نسبة إلى الرئيسين شارل ديجول وفرانسوا ميتران) وخط آخر كان يوصف أمس بـ«الأطلسي» واليوم بـ«الغربي». هذا الانقسام يتميز بالأولوية المطلقة التي تعطى للتضامن والتعاون مع الولايات المتحدة باسم مكافحة الشيوعية، ثم باسم محاربة الإرهاب، حتى وإنْ تطلب ذلك تنازلات مهمة بخصوص الاستقلالية. وتتبنى الأولى صيغةَ «التحالف ولكن ليس الاصطفاف» حيث تنطلق من مبدأ يقول إن فرنسا لديها دائم دور محدد ومستقل لتلعبه. ولكن، إذا كان ساركوزي يجسّد الخط الغربي، فهل كان أولاند وريثَ الخط الديجولي - الميتراني في 2012؟ الواقع أنه على الرغم من مرور ثلاثين شهراً، إلا أن الوضع مازال يلفه كثير من الغموض. فصحيح أن «أولاند» استهل رئاسته بالإعلان على نحو حازم نيته سحب القوات الفرنسية من أفغانستان بشكل مبكر وفاءً بما قطعه على نفسه من وعود خلال الحملة الانتخابية؛ كما أنه طلب على نحو ذكي من هيبر فيدرين تقريراً حول علاقات فرنسا وحلف «الناتو» يسمح بإعطاء ضمانة ديجولية - ميترانية لعدم التراجع عن سياسة إعادة الاندماج التي قررها ساركوزي. إلا أنه لم يعمل بتوصياته التي تقول بالحاجة لاستغلال ما يتيحه ذلك من هامش للمناورة. والواقع أن تعدد التدخلات العسكرية الفرنسية في الخارج أدى إلى منعطف في السياسة الخارجية الفرنسية يذكّر بسياسات «المحافظين الجدد»، غير أنه إذا كان أنصار الخط الديجولي - الميتراني يشعرون بخيبة أمل إزاء بعض القرارات التي اتخذها فرانسوا أولاند، فإنه لم يكن ثمة تحول جذري في النهج المتبع، وذلك بكل بساطة لأنه لا يوجد خط عام وإنما مجرد سياسة برجماتية تقوم على رد الفعل والتعامل مع كل ملف على حدة. بوتين وسياسات واشنطن الخاطئة يقول فريد حياة : لو أن أحداً أخبرك في الخريف الماضي أن روسيا ستجتاح قريباً بلداً جاراً وتضم أجزءاً منه وتمضي لاحتلال أخرى لما صدقت، ولا كان متصوراً في ظل هذا التهديد الواضح للنظام العالمي القائم أن تصف إدارة أوباما سياستها تجاه روسيا بالناجحة. لكن هذا ما حصل بالفعل، فبعد أن ضم بوتين إقليم القرم إلى روسيا لتصبح أمراً واقعاً، يعمل الآن على تكريس قبضته على أجزاء أخرى من شرق أوكرانيا، وهو الأرجح يستعد للمزيد. ويمكن القول إن سياسته العدائية تلك حققت مبتغاها، فقد علقت أوكرانيا معاهدة الشراكة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي التي يعارضها بوتين، ووصل اقتصادها إلى الحضيض، فيما تتحسس بلدان أخرى مجاورة كانت تابعة للاتحاد السوفييتي الطريق بحذر كبير، مفضلة مهادنة موسكو اتقاء لشرها، وأمام هذا الوضع بدأ العديد من المسؤولين بمن فيهم المطلعون عن كثب على الأمور مثل الجنرال الأميركي الذي يقود قوات حلف شمال الأطلسي في قرع أجراس الإنذار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©