الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فرنسا تستعد لموجة احتجاجات على الأزمة الاقتصادية

فرنسا تستعد لموجة احتجاجات على الأزمة الاقتصادية
19 مارس 2009 00:26
يتوارى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن مقدمة الأحداث في بلاده مؤخراً فيما يستعد ملايين العمال من القطاعين العام والخاص لموجة أخرى من الاضرابات والمظاهرات اليوم (الخميس)· ويأتي الاضراب العام والاحتجاجات التي تشهدها فرنسا في أسوأ وقت ممكن بالنسبة لساركوزي وحكومته؛ فقد خلفت عمليات إغلاق المصانع وتسريح العمالة التي جرت مؤخراً حالة من الغضب في صدور العمال ووضعت النقابات العمالية الفرنسية، الشهيرة بعنادها، في حالة تحد· وتخيم على الاجواء الفرنسية حالة مزاجية بالغة التشويش إلى حد أن صحيفة لوفيجارو المؤيدة للرئيس راحت تعزو خطة التحفيز الاقتصادي الحكومية لا لساركوزي - كما هو متعارف عليه - بل إلى رئيس الوزراء فرانسوا فيون· وتحت عنوان ''الأزمة: فيون غير مقنع'' أوردت لوفيجارو الاثنين الماضي أن استطلاعا للرأي أظهر أن 62 في المئة من البالغين الفرنسيين قضوا بأن تعامل الحكومة مع الازمة الاقتصادية ''سيئ''· وفضلاً عن ذلك فان 3 من بين كل أربعة ممن شاركوا في الاستطلاع قالوا إن إضرابات واحتجاجات الخميس لها ما يبررها، بيد أن أرقام استطلاعات الرأي- وهي متشائمة- لا تعكس على نحو دقيق الاطار الحقيقي لما يدور في أذهان العمال الفرنسيين· وعن الحالة المعنوية السائدة في صفوف العمال بأحد المصانع الفرنسية التابعة لشركة كونتننتال لصناعة الاطارات بعد إعلان الشركة أنها ستغلق مصنعها في كليروا وستسرح عماله البالغ عددهم 1200 عامل قال الممثل النقابي انطونيو دا كوستا ''الغضب هو السائد طول الوقت''·وقام عمال هذا المصنع في ساعة متأخرة من يوم الاثنين الماضي بإلقاء البيض على مديرين من كونتننتال فرانس فارضين تعليق اجتماع بين الادارة وممثلين نقابيين· وأثار قرار إغلاق المصنع برغم الضمانات الواضحة التي قدمتها الشركة لاستمرار العمل به حتى عام 2012 غضب الحكومة أيضا وعلقت وزيرة المالية كريستين لاجارد قائلة أنها شعرت ''بالصدمة'' إزاء القرار· كما ساد شعور عام بالصدمة كذلك عندما أعلنت شركة توتال الفرنسية العملاقة للبترول الاسبوع الماضي أنها ستتخلص من نحو 555 وظيفة بحلول عام 2013 بعد أسبوع واحد فقط من إعلانها أنها حققت أرباحا قياسية بلغت نحو 14 مليار يورو (18,2 مليار دولار) عام ·2008 وفي 29 يناير الماضي قالت النقابات العمالية إن نحو 2,5 مليون شخص شاركوا في احتجاجات شملت مختلف أنحاء البلاد تعبيرا عن سخطهم على السياسات الاقتصادية لساركوزي وحكومته· ودفع هذا ساركوزي للإعلان عن إعفاءات ضريبية وغيرها من إجراءات المساعدة لاصحاب الدخول المنخفضة بقيمة نحو 2,6 مليار يورو، لكن فيون - وليس ساركوزي - قال الاثنين الماضي إنه لن تكون ثمة مساعدات إضافية لأن الحكومة لا تستطيع تحمل مزيد من الديون· ويهدد الغضب المتصاعد بين العمال الفرنسيين - وغالبيتهم مناهضون بالفعل لساركوزي- بتحول الاحتجاجات إلى شكل أكثر تشدداً وربما إلى حركة خطيرة مناهضة للحكومة· وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الأزمة الاقتصادية جعلت المتطرفين اليساريين في فرنسا أكثر جاذبية، وأظهر استطلاع أجراه معهد (بي في إيه) أن الفرنسيين يرون أن رئيس حزب مناهضة الرأسمالية الجديد أوليفير بيسانسيو يمكن الوثوق به في التعامل مع الاقتصاد مثل ساركوزي لكنه يفوقه بشكل ملحوظ في الاحساس بمشاكلهم· ويمكن أن يتمخض هذا التحول عن نهج الوسط عن مفاجآت غير سارة في الانتخابات القادمة للبرلمان الاوروبي وقد يفضي في خاتمة المطاف إلى انفجار اجتماعي· وقد عبر رئيس الوزراء الاشتراكي الأسبق لوران فابيو عن حالة القلق السائدة في البلاد بقوله ''إذا لم تتغير سياسة الحكومة فإنني أخشى من أن هذا الوضع اليائس قد يقود إلى حركات تمرد عنيفة وواسعة النطاق في الربيع القادم''·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©