القدس المحتلة - وكالات الأنباء: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أمس، قبل بضع ساعات من عقده اجتماعاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القدس المحتلة، إنه لا يمكن تشكيل حكومة فلسطينية قبل اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت· وقال أولمرت للصحافيين لدى انعقاد مجلس الوزراء الأسبوعي: ''لقد تعهد رئيس السلطة الفلسطينية بأن لا تشكل أية حكومة فلسطينية الا بعد إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليت، وانتظر أن تجري الأمور على هذا النحو''·
والتقى عباس وأولمرت مساء أمس، في ظل خلافات مستمرة في وجهات النظر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تجري المشاورات لتشكيلها، والتي ستجمع حركتي ''فتح'' بزعامة عباس و''حماس'' التي تعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة إرهابية· وتوقع المراقبون أن تتمخض المحادثات عن قليل من التقدم·
وعبر أولمرت عن خيبة أمله من نتائج مؤتمر مكة وقال: ''إنه سيطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في لقائهما اليوم باحترام تعهده وتشكيل حكومة فلسطينية فقط بعد إطلاق سراح الجندي·
وفيما يسعى محمود عباس إلى إحراز تقدم في المفاوضات مع إسرائيل حول الحل الدائم، تنصب جهود أولمرت على وضع العراقيل أمام حكومة الوحدة الوطنية التي أحرجت سياسته التي تعتمد على خلق معسكرين فلسطينيين أحدهما ''معتدل'' يتفاوض معه دون تقديم شيء له ومعسكر آخر ''متطرف'' يحاربه تحت مظلة ''الحرب على الإرهاب''·
وقالت صحيفة ''هاآرتس'' قبل ساعات من الاجتماع، إن أولمرت سيحاول الضغط على عباس كي لا يعين مقربين منه ممن لديهم علاقات مع إسرائيل، وزراء في حكومة الوحدة الفلسطينية، لأن إسرائيل لن تجري أي اتصال مع حكومة الوحدة أو مع وزرائها ما لم تقبل شروط الرباعية الدولية· بينما أشارت المصادر الى أن عباس يرغب بتوسيع التهدئة لتشمل الضفة الغربية·
وقال مسؤولون إسرائيليون إن أولمرت سيفرض شروطاً وترتيبات جديدة على تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية في أعقاب ادعاءات إسرائيلية بأن الـ100 مليون دولار التي تم تحويلها مؤخراً لم تستخدم للأغراض التي خصصت لها·
وزعمت أنه ثبت لها بعد تعقب صرف الأموال، أنه خلافاً لما اتفق عليه بين الجانبين وما وُعدت به إسرائيل، لم يستخدم الفلسطينيون الأموال للأهداف التي اتفق عليها·
وقالت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' الإسرائيلية أمس، إن أولمرت سيطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعمل على وقف تهريب الأسلحة من مصر الى قطاع غزة، وبمنع اطلاق الصواريخ الفلسطينية على الكيان الصهيوني·
وأضافت الصحيفة أن أولمرت سيبلغ الرئيس عباس بأنه في اللحظة التي يصل فيها الى اتفاق مع حركة ''حماس'' لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فسوف يعتبر مسؤولاً عن اطلاق سراح الجندي الأسير·