الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل هو اختيار صعب؟

17 نوفمبر 2014 22:54
تغلق العديد من بيوتنا أبوابها على نقاش مثير للحيرة والتردد، فعندما يسأل الرجل زوجته «شو أبدى عيالج وبيتج ولا الوظيفة»، فهو سؤال أدى في بعض أحواله إلى خلافات تصل إلى الطلاق، وفي أفضل الأحوال واجه الأطفال الإهمال في الأحضان الباردة للمربيات عند تمسك أمهم بوظيفتها التي تبعدها عن أطفالها لثماني أو عشر ساعات خلال النهار وتعود إلى البيت، وقد استنفدت طاقتها ولم يبق لأطفالها سوى بقايا صبر على طلباتهم وشكاواهم لتعوض به غيابها إنْ لم يهزمها سلطان النوم فتستسلم له مودعة أطفالها لدى الخادمة من جديد، فتغلق أجفانها العطشى للاسترخاء حتى يخلد صغارها إلى نومهم بعدما يئسوا من لقاء محبوبتهم. إنَّ أحداً لا ينكر حاجة دولتنا إلى مواطنيها إناثاً وذكوراً ليخدموا وطناً أحبهم وأحبوه وعول عليهم في بنائه ونهضته، ولا سبيل لمعالجة بعض المشاكل كالتوطين وخلل التركيبة السكانية إلا بتكاتف سواعد أبناء الوطن وخروجهم لميدان العمل، لا سيما أننا لسنا من ذوي العدد وإنْ كُنَّا قد تسلحنا بعدة العلم وعتاد المعرفة، بيد أن الأمر يحتاج إلى قصد بين طرفي نقيض، حتى لا نصل إلى حد الإفراط في غياب المرأة عن بيتها الحاضن لأطفالها، وكذلك نبعد عن حد التفريط في واجباتنا الوطنية وخدمة المجتمع. ولا نظن بأصحاب القرار إلا القدرة على احتواء المشكلة ووضع الحلول البديلة بشكل يتناسب ومهام المرأة، لا سيما إنْ كانت أماً ترعى صغاراً بحاجة للارتواء من وجودها في حياتهم، فما الخلل الوظيفي الذي ستحدثه الموظفات في المؤسسات والدوائر لو حضرن خمس ساعات عوضاً عن الثماني، شرط أن يؤدين المهام نفسها وبالجودة ذاتها المطلوبة. نجزم حينها باستعداد الأم للعمل المضاعف ما دامت ستعود للأطفال ولديها من الوقت ما ستقضيه معهم، وهل من حافز يحثها على العطاء أشهى من أمان أطفالها؟ وستنعكس تربية الأطفال الأسوياء المتغذين على دين دولتهم وحنان أمهم ومبادئ مجتمعهم على وطنهم مستقبلاً، واعداً محافظاً على مكتسبات الوطن وإنجازات حكامه، ومحققاً أرقاماً جديدة في طريق التقدم المنشود. نورة علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©