السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الشؤون الاجتماعية»: إعداد 20 قصة تربوية لأطفال التوحد والإعاقة الذهنية

«الشؤون الاجتماعية»: إعداد 20 قصة تربوية لأطفال التوحد والإعاقة الذهنية
5 نوفمبر 2011 23:20
أعدت وزارة الشؤون الاجتماعية، 20 قصة تتضمن مواقف اجتماعية وسلوكية لأطفال التوحد وأولياء أمورهم، لكي يتم تدريبهم على هذه السلوكيات سواء في مراكز التوحد أو في البيت، لتكون أول سلسلة من القصص المعدة من جهات وطنية، بدلا من الاعتماد على المصادر الأجنبية. وقالت وفاء بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية في تصريح خاص لـ “الاتحاد”، إن الوزارة بدأت طباعة تلك القصص، لتوزيعها قريبا على مراكز المعاقين الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وإنها تعتزم تنظيم سلسلة من الدورات التدريبية للمختصين وأولياء الأمور، حول كيفية استخدام وتطبيق تلك القصص التربوية للوصول إلى تعديل سلوكيات الأطفال المصابين بتلك الإعاقة. وتشمل القصص موضوعات متعددة، أهمها النظام، واحترام الآداب والتعليمات، والتحكم في الانفعالات، وطاعة الوالدين والمعلمة، وكذلك التعامل مع الزملاء والأصدقاء، بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية، والاستقلال والاعتماد على الذات. وقالت بن سليمان إن هذه القصص تأتي ضمن سعي قسم المناهج والتوجيه في الإدارة، من أجل توفير المصادر والمناهج التعليمية للطلبة ذوي الإعاقة بما يتناسب مع قدراتهم، وإعاقاتهم، لافتة إلى أن أهميتها تنبع من كونها منتجا وطنيا لهذه المناهج، بدلاً من الاعتماد على المصادر الأجنبية التي قد يكون جزء منها غير متناسب مع الثقافة السائدة في دولة الإمارات. وأشارت، إلى أن هذه القصص ستتيح للمعلمات إدراجها ضمن الخطط التعليمية الفردية الخاصة بالطلبة المعاقين، لتكون مصدراً هاماً من مصادر العملية التعليمية، لدعم تعليم الطلبة وإكسابهم مجموعة من المهارات الأساسية. وذكرت أن السلسلة تعتبر شكلاً من أشكال التدخل السلوكي الاستباقي، الذي تم تطويره لاستخدامه مع أطفال التوحد ومن ثم مع الاضطرابات النمائية والإعاقات الأخرى، حيث أن القصة الاجتماعية هي قصة قصيرة مبسطة مكتوبة من منظور الطفل تقدم له معلومات معينة تفيده في حياته اليومية. وأكدت أن هذا الاتجاه التعليمي أثبت نجاعته من خلال مجموعة من الدراسات التي أجريت في عدد من الدول، وخاصة في مجال الارتقاء بالمهارات الاجتماعية عند أطفال التوحد وزيادة تواصلهم الاجتماعي، والتخلص من المشكلات السلوكية التي يواجهونها وتزويدهم بالسلوكيات المرغوبة والدقيقة حول الموقف الذي يواجهه الطفل أو سيواجهه مستقبلاً. ونوهت إلى أهمية القصص في تهيئة الطفل للتغيير وللأعمال الروتينية الجديدة تمهيداً لتقبُّلها، فيما تعتبر القصص التربوية الاجتماعية مفهوماً حديثاً في عالمنا العربي، وبذلك تكون هذه المبادرة فريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي. وتتميز القصص التربوية الخاصة بأطفال التوحد والإعاقات النمائية باعتمادها على التعلم البصري عن طريق الصور، بحيث تكون الصور متسلسلة بشكل منظم ومدروس، وتوصل الفكرة الرئيسية للطفل، بانطباع صورة ذهنية عن الموضوع في ذاكرته، واستخلاص نتيجة القصة، والسلوك المرغوب المطلوب منه اتباعه. وقالت مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين بالوزارة: “يمكن أن يستفيد من هذه القصص الكثير من أطفال التوحد والإعاقة العقلية أيضاً، وذلك عن طريق تصفحها الدوري بمساعدة المعلمة في الصف أو ولي الأمر في البيت، باستخدام توجيهات لفظية مبسطة لكل صورة، وإعادة تكرارها إلى أن تترسخ في ذهن الطفل”. وأشارت إلى إمكانية اختيار القصة تبعاً للسلوك الخاص بكل طفل، وفقاً للهدف المراد تحقيقه. حيث تتميز هذه السلسلة القصصية باحتوائها على العديد من المواقف التعليمية والتربوية والسلوكية والاجتماعية التي يمكن تنميتها لدى الأطفال ذوي الإعاقة، مع مراعاة أن هذه المواقف ملائمة تماماً للبيئة الثقافية والاجتماعية في المجتمع الإماراتي. من جهته، قال روحي مروح عبدات، الاختصاصي النفسي بالوزارة والقائم على تأليف تلك القصص، إن وجود السلوكيات غير التكيفية بين طلبة التوحد والإعاقة الذهنية، يؤثر بشكل سلبي على قدراتهم في الحصول على الخدمات المناسبة والمشاركة في المجتمع الذي ينتمون إليه، وهو أيضاً ما يعيق تطورهم وتعلُّمهم”. وأضاف أن التدخل السلوكي لعلاج مواطن الضعف، تحوَّل من النظرة الضيقة التي تركز على السلوكيات غير المناسبة، إلى نظرة شمولية أخرى تركز على تحسين نوعية الحياة التي يعيشها الشخص. وأوضح أن القصص التربوية الاجتماعية تمثل أحد أساليب التدخل السلوكي في الأدب التربوي البحثي، وهي استراتيجيات سلوكية سهلة الاستخدام، وذات فاعلية في معالجة السلوكيات غير المناسبة لدى أطفال التوحد، منوها إلى أن بساطة وفائدة هذه القصص جعلتها عملية في كل المواقف التعليمية والعامة. وأفاد بأن هذه النوعية من القصص هي اتجاه عالمي حديث في تعليم أطفال التوحد، يعتمد أساساً على القصور في نظرية العقل الموجود عند أطفال التوحد، حيث تساعد الطفل في تفهم وجهة نظر الطرف الآخر، واستشعار ردود فعل الآخرين نحو موقف معين، بما يمكن طفل التوحد من إبداء رد الفعل المناسب لكل موقف. وتُستخدم القصص الاجتماعية أساساً مع أطفال التوحد نظراً لأنهم يفتقرون غالباً للقدرة على رؤية المواقف من وجهة نظر الآخرين، وقد يغفلون العديد من التلميحات الاجتماعية الهامة التي يستخدمها الأفراد أثناء المحادثة، أو قد تكون لديهم حساسية مفرطة للمثيرات من حولهم، وضعف في التواصل الاجتماعي، فهم يميلون إلى عدم حب المفاجآت ويستجيبون بشكل جيد للإعادة والتكرار. وتكون هذه القصص مفيدة مع الأطفال الذين يعتمدون على البصر كوسيلة أساسية لعملية التعلم، لذلك فهي تحتوي عادة على صور ورسومات ومواد حقيقية في بعض الأحيان. ولا يقتصر استخدام هذه الوسيلة على الأطفال، حيث استخدمت في كثير من المرات مع الراشدين من ذوي التوحد والإعاقة الذهنية، لتحضيرهم لمواقف اجتماعية من المتوقع أن يواجهوها، ليتمكنوا من التكيف معها وإحسان التصرف خلالها، حيث حققت نتائج متميزة مكّنت هؤلاء الأشخاص من التصرف جيداً خلال مختلف المواقف الاجتماعية. الطريقة الورقية أفضل من استخدام الحواسيب أكد روحي عبدات أن وسائل التقنية الحديثة والحواسيب التي غالباً ما تكون ممتعة لأطفال التوحد، لم تثبت فعاليتها في مجال تقديم القصة التربوية، وأن تقديمها للطلبة ينبغي أن يتم بالطريقة الورقية التقليدية، على أن تقدَّم كجزء من خطة تربوية وسلوكية شاملة، وأن لا يتم الاعتماد عليها كطريقة وحيدة للتأثير في السلوك المطلوب. وذكر أن القصص الاجتماعية تساعد المنسحبين اجتماعياً على فهم لماذا يتشكل سلوك الآخرين على هذا النحو، ولماذا يقولون ويفعلون أشياء محددة، إذ تزود القصص الاجتماعية الطفل من خلال الرواية بمواقف سوف تحدث، أو يجب أن تحدث. وأفاد بأن تلك القصص تركز على الرسوم والصور، على اعتبار أن التلميحات المصورة ذات أهمية بالغة للطلبة الذين يواجهون صعوبات في القراءة، الأمر الذي يتطلب التأكد من مدى قدرة الطالب على فهم الصور أو الرسومات التي تحتويها القصة. ولفت إلى أن تلك الصور تقدم تمثيلاً دقيقاً للمفهوم الأساسي في القصة، مع وجوب أن لا تظهر إلى جانبها أية معلومات دخيلة وغير مطلوبة لسياق القصة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©