الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللاعب الأجنبي..«نزيف مستمر لأموال الخليج»

اللاعب الأجنبي..«نزيف مستمر لأموال الخليج»
17 نوفمبر 2014 23:25
معتز الشامي- رضا سليم (الرياض) لا يزال الجدل دائراً حول أهمية اللاعب الأجنبي في دورياتنا الخليجية، وما إذا كان يشكل إضافة فنية بالفعل، أم يعتبر عبئاً على خزائن الأندية من جانب، ومصير اللاعبين المواطنين بشكل عام، ومركز المهاجم ورأس الحربة على وجه التحديد من جانب آخر. أسئلة كثيرة تتردد في معظم دورياتنا الخليجية، لعل أبرزها هو الاستفسار عن جدوى وجود اللاعب الأجنبي، وإن اتفقت الآراء على ضرورة وجود المحترفين الأجانب في أي دوري ينشد التطور، كسنة من سنن اللعبة ذات الطابع العالمي، والتي تعتمد بشكل أساسي على المواهب والبحث عنها في كل بقاع الأرض، فقد اختلفت نفس تلك الآراء، في طريقة تحديد عدد هؤلاء الأجانب المطلوب ضمهم للأندية في الدوري نفسه، وما إذا كان قرار الاتحاد الآسيوي بزيادة عدد اللاعبين الأجانب بالدوريات الخليجية المحترفة في السعودية والإمارات وقطر إلى 4 أجانب، بوجود 3 من أي جنسية، ورابع آسيوي، وهل يعتبر بالفعل قراراً يخدم مستوى الكرة ولا يضر بالمنتخبات الوطنية بشكل جيد أم لا؟ واتفقت معظم الآراء التي استطلعتها «الاتحاد» على أن وجود اللاعب الأجنبي ضرورة، غير أن ما يتم دفعه لجلب هذا الأجنبي بمعظم دورياتنا الخليجية، يعتبر مبالغاً فيه للغاية، ويكفي أن ندلل على فداحة الموقف بذكر أن متوسط الإنفاق على التعاقد مع 418 لاعباً أجنبياً ينتشرون في ملاعب 8 دوريات خليجية، من خلال 114 نادياً، لا يقل عن مليار درهم أو ريال سنوياً، كمتوسط لـ25% من إجمالي إنفاق ميزانيات الأندية المحترفة بالمنطقة، والتي تضيع في صفقات يكون بعضها «مضروبا». والكثير من الصفقات لم تحقق الفائدة منها، والبعض الآخر فاحت منه رائحة «السمسرة والعمولة»، إما بين وكيل اللاعب ومدرب الفريق، أو بين الوكيل وأحد الإداريين المنتفعين من مناصبهم، وبعضهم يعمل في الخفاء ولا يزال في بعض دوريات الخليج. وعلى مدار السنوات الـ10 الأخيرة، كشف الواقع أن بعض أنديتنا تعرضت للنصب على يد وكلاء وسماسرة أوروبيين، باعوا لنا الوهم، عبر تقديم صور وتسجيلات للاعب موهوب ومتألق، بينما من ينتقل ويوقع يكون لاعباً آخر، خاصة القادمون من أميركا اللاتينية، وقد وقعت أندية شهيرة في السنوات الماضية ضحية لأكثر من عملية نصب بهذا الأسلوب «الرخيص». أما العمليات الأخرى التي وقع فيها بعض من أنديتنا فكانت بالتعاقد مع أجنبي، ثم يهرب اللاعب تاركاً ناديه الخليجي رافضاً الاستمرار، بما يكبد الأندية أموالاً مهدرة، على عمولات وصفقات ومقدمات عقود، لم تستكمل. وهناك أكبر من مثال لتعاقدات لم تكتمل، فيما كشف وكلاء خليجيون أن «الإداري السمسار» في الأندية يُعد سبباً في تسهيل مهمة الوكيل الأجنبي في كثير من الأحيان، لأنه يتورط في بيع ناديه مقابل حفنة دولارات من تحت الطاولة، وأكدوا على أن الأمر بالفعل بات واقعاً في معظم الأندية الخليجية، بل قد يطلب هذا الإداري ربحاً على الصفقة الواحدة يتجاوز الـ10% من قيمتها الإجمالية، مستغلًا كونه مؤثراً في اتخاذ قرار التعاقد مع هذا اللاعب دون غيره، ومثل تلك التصرفات باتت رائحتها تزكم الأنوف، حيث يتورط هؤلاء ويورطون أنديتهم في تعاقدات فاشلة، لا تحقق الإضافة المرجوة، فيكون مصيرها إلى الاستبدال في الانتقالات الشتوية، فتتضاعف الخسائر، ويرفع بسببها شعار «عدم الانسجام» مع أجواء دورينا لتبرير الفشل في الاختيارات والتعاقد مع الأجانب. وقد امتدت الآثار السلبية للأموال المهدرة على الأجانب إلى تأثيرها على اللاعبين المواطنين في الكثير من دورياتنا، حيث تشتعل نار الغيرة بين لاعبي الفريق الواحد، في غرفة الملابس، وقد ترى بعضهم يفتعل المشكلات مع الأجنبي لهذا الغرض. كما وجه وكلاء لاعبون خليجيون انتقادات لاذعة لطريقة تعامل إدارات الأندية مع اللاعبين الأجانب من حيث المبالغة في تسهيل كل الأمور بالنسبة إليهم، وفي بعض الأحيان المبالغة في ترضيتهم بصورة تجعل منهم سبباً في استنزاف الكثير من موارد تلك الأندية التي ترغب إدارتها في الفوز بغض النظر عن أي شيء آخر. أسرار وحكايات يكشفها التحقيق الموسع في هذه الحلقة من الملف الشائك، الذي طرحناه لمناقشة هموم وأوجاع الكرة الخليجية في الماضي والحاضر والمستقبل، ليتضح بما لا يدع مجالا للشك أن عالم «بيزنس» صفقات اللاعبين الأجانب، ينتشر بقوة في أنديتنا، ولا يغيب عن مكاتب الإدارات. فيما باتت الأندية نفسها متهمة بعدم قدرتها على الاختيار السليم للاعبين، وعدم مراعاة الشروط الأساسية عند التعاقد مع الأجانب، ويزيد من سوء الموقف غياب الفكر الاستثماري في اللاعبين الأجانب لدى العديد من أنديتنا، فلا تجد لاعباً جاء للخليج ثم انتقل منه إلى دوري أوروبي بضعف قيمته، إلا فيما ندر، ولا يزال أبوبكر سانجو لاعب العين السابق، وعلي كريمي لاعب الأهلي السابق، نموذج لحالة خاصة لم تتكرر كثيراً، حيث انتقل الثنائي لأندية عالمية وبأضعاف قيمتهم التي وقعوا بها مع أنديتنا. كما وجهت بعض الآراء الانتقادات للأندية الخليجية التي تهمل استغلال مواردها في شراء لاعبين أجانب من دول أميركا اللاتينية وأفريقيا وبأسعار قليلة، والعمل على تطوير قدراتهم وإعادة بيع الموهوبين منهم بأسعار مرتفعة، كما تفعل الأندية الأوروبية التي تحقق أرباحاً طائلة من الاستثمار في «لاعب المستقبل». أكد أنهم لا يستحقون ربع ما يحصلون عليه الشامسي: أجانب دورياتنا جاؤوا للبحث عن «مكافأة تقاعد» ! الرياض (الاتحاد) أكد وليد الشامسي أقدم وكيل لاعبين يعمل بالدوري الإماراتي ودول الخليج، أن أنديتنا الخليجية بشكل عام والإماراتية على وجه التحديد، لا تجيد استغلال النجوم العالميين الذين مروا عليها إلا في أضيق الحدود، منتقداً ضخامة المبالغ التي ترصد لضم الأجانب، متهماً بعض إدارات أندية القمة في الدوريات الخليجية الكبرى، وتحديداً في الإمارات والسعودية، بأنها سببت ارتفاع قيمة بعض لاعبين لا يستحقون ما دفع فيهم. وقال: «تهافت أندية القمة على اسم بعينه، أدى لارتفاع أسهمه بصورة غير طبيعية، وتضاعف راتبه وقيمة صفقته بالتبعية، والسبب هنا يعود للإدارات التي لا تعرف كيف تتفاوض، ولا تعرف كيف يمكنها أن تختار لاعباً مميزاً». وتابع: «للأسف أجانب دورياتنا الخليجية لا يستحقون حتى ربع ما دفع فيهم من أموال، لكن الإداري «السمسار»، بالإضافة للاعب السابق السمسار، والذي يرتبط بعلاقات مع إدارات الأندية أو يقوم بدور إداري للفريق الأول، هم من تسببوا في ارتفاع قيمة الأجانب، وهم أيضاً من تسببوا في زيادة حجم الإنفاق على الصفقات». وعن تحقيق الأجانب لفوائد فنية أسهمت في تطور كرة الخليج، قال: «اللاعب الأجنبي مهم لزيادة الإثارة الفنية والقوة للدوري المحلي، لكنه لا يفيد أي لاعب مواطن، بل على العكس من ذلك، تجد أن سوء الاختيار لإدارات الأندية يؤدي للتعاقد مع 3 و4 لاعبين مهاجمين وصناع لعب، وبالتالي يغيب اللاعب المواطن عن تلك المراكز المؤثرة، بما يؤدي في النهاية لضرر المنتخب». وأضاف الشامسي: «من يحقق الفائدة للدوري ويعلم اللاعبين والجيل الصغير والشباب هم نجوم الصف الأول، ولكن أنديتنا لا يمكنها ضمهم لأن هذه الفئة من اللاعبين لا تضع منطقتنا من ضمن خياراتها، بل عادة ما يكون التنقل بين الأندية الأوروبية هو طريقها الطبيعي». وتابع: «الواقع يقول إنه حتى الأسماء العالمية الكبرى التي انتقلت للعب في دوريات خليجية، وعلى رأسها الدوري الإماراتي ثم القطري، للأسف جاءت للبحث عن صفقة ضخمة ومبلغ كأنه مكافأة التقاعد، وهناك أسماء عدة، مثل كانافارو، الذي جاء للأهلي وهو في آخر أيامه بالملاعب، بالإضافة إلى الإسباني راؤول، الذي لعب بالدوري القطري». وأشار الشامسي إلى أنه حتى اللاعبين المميزين في بعض الأندية الخليجية لا يرتقون لدرجة نجومية الصف الأول، بينما كانت هناك حالات خاصة يمكن أن يقال إنها أفادت بعض لاعبينا مثل فالديفيا لاعب العين الذي أفاد كثيراً لاعباً مثل عموري مهاجم العين والمنتخب، ومن قبله الليبيري جورج ويا، عندما لعب مع الجزيرة وهو الحاصل على لقب أفضل لاعب في العالم. وأوضح أن الأمر في النهاية لا يتعلق بالمال وقيمة اللاعب بقدر ما يتعلق بالاختيار الجيد للاعبين، وقال: «في الدوري المصري لا يحصل أفضل اللاعبين الأجانب على أكثر من 150 أو 200 ألف دولار سنوياً على أقصى تقدير، وما يقال عن الدوري المصري يقال أيضا عن دوريات شمال أفريقيا التي تجيد اختيار اللاعبين وبأسعار متواضعة، ورغم ذلك تجد تلك الدوريات أقوى فنياً من دوريات الخليج ومنتخباتها أقوى من منتخباتنا، وهو ما يعكس الفجوة في كيفية إدارة عملية شراء الأجانب هنا وهناك». وتحدث الشامسي عن دوريات الخليج، التي تحقق الاستفادة من الأجانب وقال: «من يستفيد دائماً من اللاعبين الأجانب هي الأندية القطرية والدوري القطري، بسبب بسيط وهو أن معظمها يلجأ إلى التجنيس، لتحقيق الاستفادة، كما يعتبر التجنيس أحد الحلول أيضاً للمنتخب القطري خلال السنوات الماضية، وهنا بالفعل يمكن القول إن هذا الدوري هو أكبر المستفيدين من اللاعبين الأجانب». كما تحدث وكيل اللاعبين عن غياب النظرة الاستثمارية لدى أنديتنا في المواهب الشابة من الأفارقة واللاتينيين، وقال: «بعض الأندية قد تدفع 100 ألف دولار في لاعب شاب قادم من البرازيل أو الأرجنتين أو أي دوري أفريقي، وتقوم بتطوير قدراته ومنحه الفرصة، ليرتفع مستواه ومن ثم قد تستفيد فنياً في ضم لاعب مميز لفرقها الأولى أو بيعه فيما بعد وتحقيق ربح كبير». وتابع: «أنديتنا لا تنظر لبطولات المراحل السنية القارية مثل كأس أميركا اللاتينية للاعبين الشباب أو الناشئين، فهذه البطولة أخرجت لاعبين مثل أجويرو وتيفيز وغيرهما، ولو ذهب وكلاء وسماسرة لأنديتنا هناك فيمكنهم تحقيق الاستفادة الفنية والمادية، غير أن تعجل النتائج، بالإضافة لانعدام التخطيط للمستقبل باتت عوامل تحول دون تحقيق ذلك مع أنديتنا». عبد الرحمن محمد: الفوائد محدودة.. والآسيوي «غلطة» ! الرياض (الاتحاد) أكد عبد الرحمن محمد نجم المنتخب الوطني الإماراتي ونادي النصر السابق، أن اللاعبين الأجانب دائماً ما يكون لوجودهم فوائد وقيمة فنية، ولكنها في كثير من الأحوال تكون محدودة، وقال: «لن ننكر إيجابياتهم في الكرة الخليجية، لكن لوجودهم أيضاً سلبيات كثيرة». وانتقد عبد الرحمن قرار وجود اللاعب الرابع الآسيوي المفروض على دوريات الخليج، التي تنافس في دوري أبطال آسيا، والذي أدى لتورط أغلب تلك الأندية في صفقات لم تحقق الإضافة المطلوبة. وتابع: «الاستفادة الفنية من الأجانب كانت قوية في فترات سابقة، وأسهمت في تطوير الدوريات، خصوصاً في الدوري الإماراتي، وهناك أسماء قدمت ولعبت في أندية الخليج وأثرت الحياة الكروية، ورغم ذلك هناك بعض اللاعبين الأجانب الذين مروا على أنديتنا ودورياتنا، ولم يخدموا الكرة بالشكل المطلوب، ولكن هنا المشكلة ليست في اللاعب، ولكن في اختيارات الأندية والمدربين، التي عادة ما تكون سيئة». وشدد لاعب المنتخب الوطني الإماراتي السابق، على أن اللاعب الأجنبي لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لدورياتنا، لأنه يمتلك المهارة، ويرفع من قيمة الدوري ويزيد الحماس الجماهيري، ويفيد في إثراء المنافسة نفسها، لكن مع حسن الاختيار وعدم الإفراط في المقابل المادي. ترويسة 1 دعا الكثيرون إلى ضرورة مراجعة قرار «الأجنبي الرابع»، المفروض من الاتحاد الآسيوي، كونه يكبد الأندية خسائر فادحة خاصة في منطقة الخليج. الضابط: نصف الأجانب «لا يستحقون»! مسقط (الاتحاد) أكد هاني الضابط نجم المنتخب العماني، أن أكثر اللاعبين الأجانب الذين مروا على كرة الخليج خلال الأعوام الأخيرة لا يستحقون ما يحصلون عليه من رواتب وامتيازات، لدرجة أن بعضهم قد يحصل على رواتب أكثر من نصف الفريق، بينما يكون مجهوده أقل من أي لاعب مواطن، يكون أكثر تأثيراً من الناحية الفنية. ولفت الضابط إلى أن هناك حالات خاصة شهدت تفوقاً للاعبين أجانب حققوا نجاحات كبيرة في كثير من الدوريات، وكانت لهم بصمة وقال: «مثل هؤلاء كانوا قليلين». وأضاف: «المبالغ التي تنفق على صفقات اللاعبين في الدوريات الخليجية مبالغ فيها بصورة كبيرة، وهي لا يمكن أن تقدم جديداً». وطالب قائد المنتخب العماني بضرورة أن تراعي الأندية الكثير من العوامل الخاصة باختيارات اللاعبين الأجانب حتى يضمنوا نجاحهم في دورياتنا الخليجية، وأبرزها تمتع اللاعب بالمهارة، وتمسكه بالتفوق واللعب من أجل الفريق، وليس الاستعراض وجني الأموال دون أي بذل جهد يذكر. كانافارو: اللعب في دوريات الخليج «نزهة» لأي أجنبي ! الرياض (الاتحاد) أكد الإيطالي فابيو كانافارو قائد «الآزوري»، ولاعب ومدرب النادي الأهلي الإماراتي السابق، أن وجود اللاعبين الأجانب في الدوري الإماراتي وغيره من دول الخليج من شأنه أن يفيد في تطوير مستوى اللعبة، وهو ما ينطبق على بقية الدوريات بالمنطقة الخليجية، التي عادة ما تحاول أن تتطور عبر الإنفاق على الصفقات وجلب مدربين من العيار الثقيل. ولفت قائد الآزوري السابق إلى أن اللعب في الخليج لم يكن سهلاً كما توقع، وقال: «لدورياتكم ظروف خاصة، فهناك الطقس الصعب لارتفاع درجات الحرارة، مع غياب الجماهير، بالإضافة إلى الضغط الذي تتعرض له الإدارات للمطالبة ببطولات ونتائج، في الوقت الذي يحتاج فيه اللاعب الأجنبي القادم من أوروبا تحديداً إلى وقت لتحقيق التأقلم مع الأجواء من حوله». وأضاف: «كدت أن اسقط من الإعياء في أول مشاركة لي مع الأهلي بعد عودتي من مونديال 2010 بسبب صعوبة الطقس، وطبيعة التدريبات التي تختلف تماماً عن أوروبا، حيث هناك يصل التدريب اليومي لأكثر من 4 ساعات على فترتين، بينما طبيعة التدريبات في دوريات الخليج قليلة واللاعب قد يشعر أنه في نزهة مقارنة بقوة وشدة التدريبات في الدوريات العالمية». وتابع: «رغم ذلك هناك إيجابيات عدة ووفرة في المواهب، التي يمكن أن تحقق الاستفادة المرجوة في الملاعب، سواء بالدوري الإماراتي أو السعودي أو غيره من بطولات المنطقة». مهدي علي: زيادة العدد تؤثر كثيراً على فرص المواطن الرياض (الاتحاد) أكد المهندس مهدي علي، مدرب المنتخب الوطني الإماراتي أن تمسك المسؤولين عن اللعبة في الاتحادات والأندية بضرورة وجود 4 أجانب محترفين في كل فريق، يعتبر من الأمور غير المفيدة لمستوى البطولة، وأيضاً للمنتخبات الوطنية التي تسعى للمنافسة والفوز والتأهل لبطولات قارية وعالمية. ولفت مهدي إلى أنه سبق وطالب أكثر من مرة بضرورة بتقليص عدد اللاعبين الأجانب، وقال: «يكفي وجود لاعبين أجنبيين فقط في كل فريق؛ لأن كثرة الأجانب تدفع الإدارات في الأندية للتعاقد مع مهاجمين ولاعبي وسط أصحاب نزعة هجومية، وهو ما يؤثر على فرصة اللاعب المواطن». وأضاف: «حتى لو أصر المسؤولون على التعاقد مع 4 لاعبين، فيجب عدم السماح بمشاركتهم جميعاً في الملعب، بل يكفي وجود اثنين منهم في أرض الملعب والبقية على دكة البدلاء، أو أن تكون هناك تشريعات تنظم الاختيار بالنسبة للمراكز التي يتم التعاقد معها، بحيث لا يكون كل الأجانب المتعاقد معهم مهاجمين وصناع لعب، بل يجب الاهتمام بالتعاقد مع مدافعين أو محاور ارتكاز وهكذا». وشدد مهدي على أن المنتخب الإماراتي عانى كثيراً في السابق من ندرة المهاجم المواطن بسبب الإفراط في الاعتماد على المهاجمين الأجانب، وهو ما بات يشكل أزمة أجهدت الجهاز الفني للأبيض في التغلب عليها. قيمتهما الفنية أكثر تأثيراً عموري والشهري تفوقا على 418 أجنبياً الرياض (الاتحاد) في دورياتنا 418 لاعباً أجنبياً، تتفاوت مستوياتهم، بعضهم قدم مستويات مميزة، لكن لا يزال اللاعب الخليجي على القمة، فنجوم مثل عمر عبد الرحمن لاعب المنتخب الإماراتي ونادي العين، ويحيى الشهري لاعب نادي النصر والمنتخب السعودي، وهمام طارق آخر المواهب العراقية الصاعدة والمحترف في صفوف الظفرة الإماراتي، هؤلاء نجوم كسبوا احترام الشارع الرياضي الخليجي، وعلى رأسهم جوهرة «الأبيض» الإماراتي، عمر عبد الرحمن، الذي حصد لقب «ميسي الخليج» على هامش بطولة خليجي 21 في البحرين، نظراً للمساته ودوره الكبير في تقديم أفضل مستوى أداء مع المنتخب. وقد اتفقت الجماهير التي تابعت «خليجي 21» قبل عامين تقريباً، على تألق عموري، الذي بات منذ البطولة الماضية، حديث الصباح والمساء في ملاعب الخليج، ليس فقط بسبب هدفه في مرمى العراق الذي سجله بمهارة فردية لا مثيل لها، ولكن لأنه الأكثر قدرة على مراوغة المنافسين واختراق أصعب التحصينات الدفاعية في البطولة، خاصة أمام الكويت والعراق. وأثبت عمر عبد الرحمن أنه لاعب من «طينة الكبار»، فهو يتحرك في كل مكان بالملعب، ويراوغ في أضيق المساحات ويصنع الخطورة في أي كرة يلمسها، ويهيئ التمريرات الخطرة لزملاء اللاعبين، وكان مصدر إزعاج دائم للمنتخبات كافة التي واجهت «الأبيض». ونال مهاجم المنتخب الفذ لقب أفضل لاعب بالبطولة الأخيرة عن جدارة واستحقاق، وذلك بعد تألقه في النهائي، وتسجيله هدفاً من الطراز العالمي، بعدما راوغ دفاع العراق ذهاباً وإياباً قبل أن يودع الكرة الشباك بتسديدة قوية. وعلى الجانب الآخر اتفق خبراء ومحللون ولاعبون قدامى، على أن «عموري»، كان بحق ظاهرة خليجي 22 ، وأحد الوجوه التي قدمت كموهبة فذة، تستحق المتابعة، خلال مستقبله في الملاعب وأنه يستحق أن يكون «ميسي الخليج». وما يقال عن عموري ينطبق على الشهري أحد نجوم الملاعب السعودية، وأحد الموهوبين أصحاب القيمة الفنية في الملاعب السعودية، حيث سجلت صفقة انتقال لاعب وسط الاتفاق الموهوب يحيى الشهري إلى النصر الموسم الماضي، الرقم الأغلى في الملاعب السعودية حتى الآن، إذ تجاوزت 48 مليون ريال، بحسب وسائل إعلام سعودية، وكانت الحدث الأبرز الذي تم تناول تفاصيله الدقيقة بصورة إعلامية وجماهيرية واسعة في الشهرين الماضيين. وكذلك لا يمكن أن تقل قيمة عموري لاعب العين عن نفس الرقم، بينما قيمتهما في قلوب جماهير الكرة في السعودية والإمارات وبقية دول الخليج من عشاق الكرة الخليجية، أكبر وأكثر تأثيراً. ويعد الشهري من أبرز اللاعبين الموهوبين والمهاريين في الكرة السعودية، ممن يتفق على موهبته الكثير من المدربين والنقاد الرياضيين فضلاً عن صغر سنه (22 عاماً). الشريدة: الأجانب.. «شر لابد منه» ! الرياض (الاتحاد) أكد سلمان الشريدة مدرب المنتخب البحريني السابق أن وجود اللاعبين الأجانب في الخليج هو شر لابد منه، بحسب وصفه، ولفت إلى أن الدور الذي يقوم به اللاعب الأجنبي لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن لا يعني ذلك أنهم يطورون اللاعبين في الخليج، بل هم يطورون المستوى الفني للمسابقات الخليجية، ويزيدون من الإثارة الفنية في الملاعب. وقال: «المستويات متفاوتة بين المحترفين الأجانب، لأن سعر الأجنبي الذي يلعب في الدوري الإماراتي أو السعودي أو القطري يكون أعلى من الأجانب الذين ينتقلون إلى الدوري الكويتي والعماني والبحريني على سبيل المثال، وأيضاً تختلف المهارات الفردية وتتمايز بينهم». وتابع: «القاسم المشترك أنهم جميعهم من طينة اللاعبين فوق المستوى المتوسط، فهم ليسوا نجوماً «سوبر»، أو نجوم صف أول كما هو حال نجوم أوروبا العالميين في الملاعب حالياً، وأيضاً هم ليسوا سيئين أو أقل من مستويات اللاعبين المواطنين». واتفق الشريدة مع الرأي القائل بضرورة تقليص عدد الأجانب، بحيث لا يجب أن يتجاوزا الـ3 لاعبين وليس 4 كما يطبق في بعض الدوريات الخليجية. درجال: أنديتنا تتعامل مع «الأجنبي» بطريقة «ون مان شو» الرياض (الاتحاد) قال العراقي عدنان درجال: «هناك فارق في الاحتراف الموجود في منطقتنا الخليجية والعربية، والاحتراف الأوروبي، فالمنظومة مختلفة تماماً، وبالتالي المستويات التي يقدمها اللاعب الأجنبي في دورياتنا مختلفة عما يقدم في الدوريات الأوروبية، ورغم الاختلاف في هذه القضية إلا أنهم يشكلون إضافة، والأهم هو تعامل الأندية مع اللاعب الأجنبي من أجل صنع الفارق. وأضاف: «لا ننكر أن هناك لاعبين لهم أسماء كبيرة في عالم الاحتراف قدمت إلى المنطقة الخليجية، وعلى سبيل المثال جوارديولا مدرب بايرن ميونيخ الحالي وبرشلونة السابق، وكان لاعباً في صفوف الأهلي القطري، ولم يكن لاعباً عادياً بل كان نموذجاً في تعليم اللاعبين طريقة التعامل داخل وخارج الملعب. وأوضح درجال أن المحترف الأجنبي مهما كان مستواه، لا يمكن أن يقدم المستوى الذي يقدمه في أوروبا، لعدة أسباب في مقدمتها، أن طبيعة الاحتراف هناك مختلفة عن دورياتنا، كما أن اللاعب المواطن الذي يلعب بجواره مختلف عن اللاعب الذي يلعب معه في أوروبا، ونحن عندما نتعاقد مع اللاعب نريد منه أن يكون كل شيء في الملعب على طريقة «ون مان شو»، وهذا ليس صحيحاً، فليس هناك لاعب يفعل كل شيء وبالتالي مستوى المواطن أقل ولا يمنح الأجنبي الفرصة لتقديم كل ما عنده. مال الله: المشكلة في التركيز على المهاجمين فقط! الرياض (الاتحاد) قال عادل مال الله لاعب الأهلي ومنتخب قطر السابق: «اللاعب الأجنبي بات له دور كبير في دورياتنا، التي تطبق الاحتراف طبقاً لأنظمة ولوائح، واللاعب الأجنبي سلعة موجودة في كل الدوريات العالمية في فرنسا وإسبانيا وإنجلترا، وغيرها، وبالتالي وجوده بات أمراً طبيعياً، ويبقى السؤال هل الاحتراف الموجود لدينا هو نفسه الموجود في أوروبا، وعلى أساسه يتم التعامل مع اللاعب الأجنبي، والطبيعي أن يكون وجود الأجنبي من أجل تسويق فريقه في الدوري وجذب الجمهور للمدرجات وبالتالي مكسب للأندية، وهو ما يحدث عندما تتعامل مع لاعب أجنبي معروف عالمياً». وأضاف أن الأندية العالمية تتعاقد مع الأجنبي في المراكز المطلوبة لديها، التي بها نقص، مهما كان المركز المطلوب، ولكن للأسف لدينا الأندية تتعاقد مع لاعبين أجانب في مراكز معينة وهي صانع اللعب والهجوم، وإذا كان الأمر مهم للأندية أن تتعاقد مع أجانب في هذه المراكز فإنها أيضاً مهمة للمنتخبات، وتحتاج أن يشارك اللاعب الخليجي مع فريقه من أجل تجهيزه للمنتخب، وبالتالي يحتاج مدرب المنتخب أن يختار لاعبين في هذه المراكز في الوقت الذي لا يشارك اللاعب أو يشارك في جزء من المباراة في حال دفع المدرب به، وبالتالي سيجد مدرب المنتخب قاعدة محدودة أمامه للاختيار في هذه المراكز، وبالتالي يحجب الأجنبي فرصة المواطن. وأوضح أن معظم أندية دول الخليج تختار الأجانب في هذه المراكز، وبالتالي يجد مدرب المنتخب نفسه في ورطة، ولا ننسى أن اللاعب الأجنبي سلعة، ودائماً يفكر في تسويق نفسه، وعدد كبير منهم لا يفكر فقط في الناحية المادية بل يحاول أن يواصل لأطول فترة مع فريقه أو يتعاقد مع فريق أفضل، كي يزيد سعره وبالتالي مطالب بتقديم مستوى جيد، ولا يمكن أن يلعب في العين أو السد أو الهلال دون أن يقدم مستوى لافتاً للنظر، ولا ننسى أن اللاعب عندما يلعب في الدوريات الأوروبية يختلف الوضع في مجموعة اللاعبين الذين يلعبون معه وفي دورياتنا المستوى أقل، وبالتالي قد يجد المساعدة للظهور أو يحدث العكس. الحداد: «الأجنبي» نقطة سلبية في الدوري الكويتي الرياض (الاتحاد) قال مؤيد الحداد نجم منتخب الكويت السابق إن مشاركة اللاعب في الدوريات الخليجية، لها جانب سلبي وآخر إيجابي، ولا ننسى أن اللاعب يفيد فريقه، خاصة لو كانت له مشاركة في دوري أبطال آسيا، ولكن في الوقت نفسه حرم وجوده اللاعب الخليجي من فرصته في اللعب، وإن كان اللاعب الأجنبي بات جزءا من الاحتراف في كل الدوريات العالمية، بكل إيجابياته وسلبياته. وأضاف: «الأندية تتعاقد مع اللاعبين الأجانب في مركز المهاجم، وبالتالي لا يجد لاعب المنتخب مكاناً له في فريقه، ومن وجهة نظري، يبقى اللاعب الأجنبي نقطة سلبية في الدوري الكويتي، لأننا لا نجد اللاعب الذي يصنع الفارق مع فريقه، ورغم ذلك دائماً ما يكون اللاعب الأجنبي في المقدمة، وهو حال الدوري الكويتي على مدار آخر 4 مواسم، وكان من المفترض أن تتنوع التعاقدات مع الأجانب في مراكز أخرى، وبالتالي يفتح الطريق للاعبينا في المشاركة، لأن الأندية من المفترض أن تخدم المنتخبات، وليس العكس. وأوضح الحداد أن مشكلة الأندية الخليجية والعربية أنها لا تتابع الأجنبي قبل التعاقد معه، مثلما تفعل الأندية الأوروبية وتتعاقد مع سلعة معروضة من وكلاء اللاعبين والمتعهدين، والمفروض أن أحدد النقص في فريقي، وبعدها أحدد نوعية اللاعب وأتابعه في الملاعب قبل التعاقد معه، ولابد هنا أن أعطي الدور للمدرب، في اختيار اللاعبين الأجانب حتى تتم محاسبته في نهاية الموسم لأنه سيكون صاحب الاختيار ولا يمكن أن أعتمد على رئيس النادي لأنه على رأس الهرم الإداري. وأشار إلى أن أجنبيين اثنين لكل فريق عدد مناسب للغاية، من أجل خدمة المنتخبات ومنح الفرصة للاعب المواطن. فضيل: المدرب قد يفاجأ بوجود اللاعب في التدريبات الرياض (الاتحاد) أكد عبدالله فضيل رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد اليمني لكرة القدم، أن اللاعب الأجنبي لم يفد الكرة الخليجية بشكل عام واليمنية بشكل خاص، وأنه ليس له دور في تطوير الكرة، والدليل أن المنتخبات الخليجية أقل مستوى من المنتخبات الآسيوية، وأن ذلك سبب غياب منتخباتنا عن المونديال أو عدم الوقوف على منصة التتويج في البطولات الآسيوية، والتنافس فقط في البطولات الخليجية حتى على مستوى دوري أبطال آسيا، التي تزيد فيها نسبة فوز أندية شرق آسيا بالبطولات، وبالتالي الكرة الخليجية تأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة آسيوياً. وأضاف: «الكرة اليمنية لم تستفد من الأجنبي بسبب اختيار لاعبين دون المستوى بأسعار قليلة، نظراً للظروف المادية الصعبة التي تمر بها الأندية، وأحياناً يكون اللاعب المواطن أفضل من الأجنبي، ورغم ذلك لا يحصل على فرصته، وتعود مشاركة الأجنبي في مباريات الدوري بناء على رؤية المدرب». وقال: «عندما كنت مدرباً للشعلة حرصت على الدفع باللاعب المواطن، بجانب أنني لجأت إلى التعاقد مع لاعبين عرب، سواء مصريين أو تونسيين وجزائريين، ومن وجهة نظري اللاعب الأجنبي يحصل على مبالغ كبيرة من الدولارات ولا يقدم المستوى الفني المتوقع منه». وأوضح أن المواطن لم يستفد من اللعب بجوار الأجنبي الذي ليس لديه ما يقدمه، خاصة أن التعاقدات تتم بين اللاعب والإدارة ويكتشف المدرب وجود اللاعب في التدريبات، أو أن تتعاقد الإدارة مع اللاعب دون مشورة المدرب، وهو ما يدفعه للاعتماد عليه، سواء كان مستواه جيدا أو سيئا. ونوه إلى أن الاتحاد اليمني يطبق قاعدة (3+1)، التي أقرها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إلا أن مردود اللاعب يجعلنا نؤكد أن وجود لاعبين أجنبيين لكل فريق في الدوري اليمني كافياً، خاصة أن الأندية ليست لديها إمكانيات. جرافيك اللاعبون الأجانب في الدوريات الخليجية ** العدد 418 لاعباً أجنبياً في 8 دوريات خليجية الدوري عدد الأندية المحترفة عدد الأجانب لكل فريق الإجمالي الإمارات 14 4 (3+1) 56 السعودية 14 4 (3+1) 56 قطر 14 4 (3+1) 56 البحرين 10 3 30 الكويت 14 3 42 عمان 14 3 42 العراق 20 4 80 اليمن 14 4 56
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©