من يراقب الكرة اليمنية وتفاعلاتها الجانبية، سيقف على حقيقة في منتهى الغرابة، وهي أن الدوري المحلي يقام وسط حضور جماهيري باهت يصل في أحايين كثيرة درجة الغياب.. الأمر الذي انعكس حتى على مستوى المتابعة للمنتخب الوطني نفسه، قبل أن يلفت الأنظار ويخطف الإعجاب في «خليجي 22» في الرياض.
ومن شاهد الجمهور اليمني، وهو يحتل مساحة كبيرة من مدرجات البطولة لا شك بأن إحساساً داخله بأن المباراة تجري في صنعاء أو عدن، حيث توافد مشجعو الأحمر اليمني إلى الرياض زرافات ووحداناً من مختلف المدن السعودية، ليرد هذا المنتخب التحية بمثلها، حتى صار كل من المنتخب والجمهور رافعة للآخر.
ولا تفسير لذلك الحضور الجماهيري اليمني اللافت، إلا لكون نتائج المباريات التجريبية أمام ماليزيا وإندونيسيا والكويت والعراق وعُمان كانت من النوع الذي جدد الآمال التي كانت تلاشت عندما فقد المنتخب حتى النقطة في مشاركات خليجية ثلاث فرضت الحاجة لمصالحة مع الجمهور جرى تعميدها في مبارياته أمام البحرين وقطر.
وليس من المبالغة في شيء أن حالة الإحباط التي ضربت النفوس في المرحلة السابقة «فرملت» الكثيرين من المتابعة للدوري المحلي، لدرجة أن الوجوه التي شاهدناها في خليجي الرياض تبدو معظمها جديدة على مشجعي المنتخب داخل اليمن.
وفي مشاركته الحالية كشف منتخب اليمن عن خيارات وجهود مدرب وموهبة وعناد لاعبين أدوا بعشق وحماسة وفدائية، مكنتهم من فرض أسلوبهم ليتجاوزوا الحديث عن المفاجأة أمام البحرين، إلى الاعتراف بعد مستواه مع قطر بأن البطولة أمام منتخب عنيد يمتلك هوية وشخصية يلعب كرة سريعة ويستمتع في الاستعراض المهاري رغم فوارق الأداء والخبرة والتكوين الجسماني.
بالمناسبة يبدو كما لو أن المنتخب اليمني المصحوب بجماهير يمنية ما تزال بحق هي فاكهة البطولة وملحها ودفئها المتغلب على شتاء الرياض يرد على التصريحات غير الحصيفة للشيخ عيسى بن راشد وهو يستدعي وصف الحضور اليمني بأنه حضور الجسم الغريب فإذا بالمشاركة اليمنية تمثل إضافة نوعية في الملعب وفي المدرجات.
وسيكون على الأحمر اليمني أن يواصل طريقه بثبات داخل الحسابات المعقدة لـ «خليجي 22»، عندما يلتقي بأصحاب الأرض، وخير الأعمال خواتمها التي تحتاج لترميم القصور ومواصلة التحرر من الضغوط.. وحسب الجميع مواصلة مهمة التعويض.. ومواجهة السنين العجاف.
عدد اليوم
