أبوظبي (الاتحاد) ـ لاقى العمل الروائي الثاني للأديبة الإماراتية فاطمة المزروعي، بعنوان “كمائن العتمة” نجاحا لافتا بحصولها على جائزة العويس للإبداع لأفضل عمل روائي وأدبي عام 2013، وصدورها في طبعة ثانية. وتعد رواية “كمائن العتمة” مختلفة تماما عن روايتها الأولى “زاوية حادة” من ناحية الأسلوب والحبكة والسرد، حيث تقوم حبكتها السردية على الموت الذي يشكل نافذة للإطلالة على حياة الكائن، وعلى معاناته، ووحدته، خاصة إذا كان هذا الكائن أنثى، ويعري المأساة الإنسانية في ظل الشرخ الموجود بين حقيقة الكائن الداخلية وبين محيطه، وهو شرخ يلغي الزمن كقيمة أساسية في العمل الروائي، ويصبح الزمن دائريا، وشبيها بالدائرة المغلقة على المشاعر والأفكار، وتغدو العتمة هي الحقيقة الوحيدة، حقيقة ساطعة أكثر من الضوء.
في هذا العمل الروائي تذهب فاطمة المزروعي، إلى أعماق بطلتها، ولا يهمها أن تنجز وصفا مجردا لمعاناتها، بقدر ما تبدو مشغولة بالتفاصيل التي تفضي إلى معنى الوجود تحت رحمة الخديعة التي يعيشها الأحياء، أو إلى حقيقة العدم نفسه الذي يحيط ببطلتها، وتصبح الرواية مرآة متعددة لحوار الكائن مع قدرة، وكشفا للكمائن التي تترصدنا منذ أن نفتح أعيننا للمرة الأولى على الحياة.
الأديبة المزروعي، كتبت في عدة مجالات أدبية كالقصة القصيرة، وصدر لها “ليلة العيد” 2004 و”وجه أرملة فاتنة”، كما كتبت في الشعر وصدر لها في عام 2001 ديوان “بلا عزاء”، أما في مجال المسرح فقد صدر لها “حصة” 2009، وتكتب في مجال الرأي في عدة صحف ومجلات، منها جريدة الرؤية والاتحاد، ومجلة أرى ومجلة الإمارات الثقافية. رواية “كمائن العتمة” جاءت في كتاب من القطع الوسط واحتوى على 133 صفحة. وستوقع المزروعي روايتها في طبعتها الثانية خلال فعاليات معرض الشارقة للكتاب القادم.
عدد اليوم
