الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اتحاد الكتاب يناقش «مكانة الأدب الخليجي في عالم ما بعد الكولونيالية» اليوم

4 نوفمبر 2013 01:25
أبوظبي (الاتحاد)- ينظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات؛ فرع أبوظبي، في السابعة مساء اليوم “الاثنين” محاضرة نقدية بعنوان “مكانة الأدب الخليجي في عالم ما بعد الكولونيالية” للباحثة الإماراتية الدكتورة آمنة الحبابي، بمقره في المسرح الوطني. وتعنى دراسات (ما بعد الكولونيالية) بطرائق تمثيل وتشكل وتطور أنساق المعرفة في الثقافات المحلية للبدان التي وقعت تحت هيمنة استعمار خارجي في فترة تاريخية معينة. حيث يرى باحثون ونقاد من بينهم الباحث البارز في مجال الدراسات ما بعد الكولونيالية بيل آشكروفت في كتابه المشترك (الرد بالكتابة: النظرية والتطبيق في آداب المستعمرات القديمة)، على أن حياة ما يزيد على ثلاثة أرباع شعوب العالم اليوم قد تشكلت من خلال الخبرة الكولونيالية والعلاقة المتوترة بين الثقافات المحلية وثقافة المستعمر وطرق تمثيل الذات والعالم والآخر في كل من الثقافتين. ولعل من اليسير تقصي تأثير علاقات القوة والهيمنة والمقاومة في المجالات السياسية والاقتصادية، ولكن الأمر يزداد غموضاً وصعوبة عند الانتقال إلى مجالات الأدب والفنون والثقافة. ولعل أبرز ما استطاعت الدراسات ما بعد الكولونيالية الكشف عنه هو حقيقة أن المعرفة، سواء على مستوى العلم والتقنية أو الثقافة الإنسانية، لا تعد خطاباً محايداً وعفوياً، ولكنه خطاب يتشكل وينبني داخل منظومة من العلاقات المعقدة مع خطابات مجاورة مثل السلطة والقوة والطبقة. وفي هذا السياق يمكننا الإشارة إلى الدراسة الشهيرة التي أنجزها إدوارد سعيد تحت عنوان (الاستشراق) و(الثقافة والإمبريالية) والتي فضحت التحيزات والتشوهات والافتراضات المسبقة التي عملت على خلق تمثيل متوهم للشرق في الوعي الثقافي الغربي، بدرجات انزياح كبيرة عن الحقائق الاجتماعية والسياسية والثقافية لواقع هذا الشرق فعلياً. ومن هنا تأتي الأهمية الاستثنائية للدراسة التي أنجزتها الدكتورة آمنة الأحبابي؛ (البحث عن مكانة الأدب الخليجي في عالم ما بعد الكولونيالية)، وسعيها للكشف عن التلفيقات والتوهمات والتحيزات التي وجهت الوعي الثقافي الغربي في أسلوب وطريقة مقاربته للثقافة المحلية والأدب في منطقة الخليج العربي. فتخصصها في دراسات ما بعد الكولونيالية والأدب المقارن والنظرية النسوية على صعيد أكاديمي، ساعدها على امتلاك الأدوات المعرفية والتحليلية اللازمة لتفكيك الخطاب الثقافي الغربي وفضح مركزيته وآلياته المضمرة في تناوله للثقافات المحلية ذات الخصوصية الخليجية في طبيعة تركيبتها الاجتماعية والتاريخية. وتتجه الدكتورة الأحبابي نحو دراسة وتحليل الخطاب الجمالي الأدبي في منطقة الخليج العربي في سعيها الدؤوب نحو غاياتها الأكاديمية المتخصصة، والتي تلتقي مع نزوع وجداني داخلي يتمثل في رغبة شخصية قوية لإعادة الاعتبار للذات الثقافية والجمالية للشخصية الخليجية وطرائق تمثلاتها وتجسداتها المتنوعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©