سامي عبدالرؤوف (دبي) - أكدت وزارة الصحة، عدم مصداقية الادعاءات الطبية لمنقوع “باما” العشبي في علاج الأمراض السرطانية والأمراض المزمنة مثل القلب والضغط والسكري وغيرها من الأمراض، نافية مزاعم الشركة، للمتصلين من أفراد الجمهور وبعض الإذاعات المحلية بالدولة، بأن المنتج مرخص من وزارة الصحة.
وأجرت الوزارة، تحقيقات مع مسؤولي الشركة صاحبة المنتج العشبي، لمعرفة أسباب إقدامها على ذلك وإلام استندت؟، وتبين أنها لم تسجل المنتج لدى البلدية في الإمارة الموجود بها الشركة.
وقال الدكتور أمين الأميري وكيل الوزارة المساعد للممارسات الطبية والتراخيص رئيس اللجنة الوطنية العليا لليقظة الدوائية، إن “الوزارة بدأت اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشركة، وأصدرنا تعميما بعدم بيع المنتج إلى حين إشعار آخر”.
وأضاف: “تمت مخاطبة المجلس الوطني للإعلام لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق الوسائل الإعلام التي بثت الإعلان عن هذا المنتج، دون التأكد من وجود إذن من وزارة الصحة يسمح ببث الإعلان الصحي”.
وأوضح الأميري، أن المجلس الوطني للإعلام هوالجهة المعنية والمختصة، بمحاسبة وسائل الإعلام التي قامت ببث الإعلان الترويج لهذا المنتج العشبي.
ولم يستبعد الأميري، أن يتم تحويل مسؤولي الشركة إلى النيابة بتهمة التضليل والادعاء بالكذب على إحدى مؤسسات الدولة الحكومية، مستغلة اسم الوزارة في الترويج للمنتج، حيث ادعت الشركة حصولها من وزارة الصحة على إذن بالترويج لهذا المنتج العشبي، والذي يوضع في الماء، ويضع المريض رجليه فيه لفترة، وبالتالي يحصل على الشفاء بعد فترة، حسب أداء الشركة.
وأشار إلى أن الوزارة خاطبت البلدية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الشركة، وكذلك دائرة التنمية الاقتصادية بالإمارة وأبلغناهم بان الشركة تخالف وعليهم معاقبتها، منوها إلى انه تم أيضا مخاطبة مؤسسة الجمارك، للتحقيق حول المستندات التي بموجبها تم إدخال شحنة المنتج إلى الدولة.
ووصف وكيل وزارة الصحة المساعد، ما تردده الشركة عن هذا المنتج العشبي، بأنه “أكاذيب وتضليل”، مشيرا إلى أن الشركة مارست “تضليلا قويا وشديدا”وتجرأت على جهة حكومية، مؤكدا أن هذا المنتج العشبي ليس بدواء يعالج السرطان، بالإضافة إلى أن الأعشاب بصفة عامة لا تعالج السرطان.
ولفت إلى أن الوزارة ستوقع عقوبات كبيرة على الشركة لارتكابها مخالفات “جسيمة”، مشيرا إلى انه يتم حاليا حصر عدد الإعلانات التي نشر فيها الإعلان ومدة البث، لتقدير قيمة العقوبات المالية التي ستوقع على الشركة.
وكانت وزارة الصحة، رصدت إعلانا ترويجيا على العديد من القنوات الفضائية لمنتج “منقوع باما العشبي” ويحمل الإعلان ادعاءات طبية علاجية ووقائية للمنتج تشمل كافة العديد من الأمراض ومنها معالجة أمراض السرطان والسكري وضغط الدم وأمراض القلب والتهابات المفاصل وامرض العيون والحكة الجلدية والنزلات المعوية وتنشيط الدورة الدموية وتسهيل النوم العميق... إلخ.
وشدد الأميري، على أن هذا الأمر لا يقوم على أي دليل علمي حيث إن الشركة تقوم بتسويق وبيع المنتج دون أن تحصل على ترخيص بذلك من وزارة الصحة أوأي من الجهات المعنية بالدولة كالبلديات.
وقال، “الجهات المختصة بالدولة لم تقم بتقييم وفحص المنتج أومصدره ومكوناته، الأمر الذي يشكل خطرا على الصحة وحدوث مضاعفات خطيرة، خاصة أن الإعلان يدعي أن المنتج صالح لكل الأعمار ولكل الحالات ما يشكل خطرا إضافيا على بعض الفئات العمرية والحالات المرضية المختلفة.
وأضاف: “قد قامت وزارة الصحة وفور رصد الإعلان وبالتنسيق مع الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة التي تكفل حماية المجتمع من التضليل والتغرير الذي تمارسه الشركة وإلزامها بالتقيد بقوانين الدولة”.
وأشاد الأميري بالتجاوب الفوري والتعاون الذي أبدته الجهات المعنية، وبعض إذاعات الدولة في المساهمة بحماية المجتمع، مثمناً دور أفراد الجمهور الذين وردت منهم العديد من الاتصالات لوزارة الصحة وذلك بغية الاستفسار عن المنتج وحقيقة الادعاءات الواردة بشأنه.
وعزا الأميري، تجاوب الجمهور إلى ازدياد الوعى لدى أفراد المجتمع بضرورة التأكد من مصداقية ما يرد بالإعلانات الصحية من خدمات ومنتجات صحية والذي يعتبر مؤشرا على جهود وزارة الصحة والجهات الداعمة والتي تحذر الجمهور دوما من الانسياق وراء الإعلانات الصحية المضللة دون التحقق من مصداقية ما يرد فيها من ادعاءات.
وفي السياق نفسه، قال مصدر مطلع بالوزارة لـ “الاتحاد”، إن “القنوات الفضائية المحلية التي بثت الترويج لهذا المنتج هي 6 قنوات، معظمها محلية، مشيرا إلى أن إحدى الإذاعات المحلية كان لها دور في تسجيل الادعاءات التي تروجها الشركة عن وجود تصريح لها حول المنتج. وأضاف: تبلغ مدة الإعلان 10 دقائق، وهى مدة إعلانية كبيرة.
ويتضمن كلاما عن الدور الطبي للمنتج العشبي في علاج الأمراض الخطيرة، ويحتوي كذلك على شهادات من بعض من يدعون الاستفادة من هذا المنتج في علاج أمراضهم”. وكشف المصدر، أن إعداد هذا الإعلان وبثه تكلف ملايين الدراهم، وهو يعود لشركة ذات إمكانات كبيرة.
بوابة الكترونية للتواصل مع الجمهور حول الأدوية وتأثيرها
أوضح الدكتور أمين الأميري، وكيل وزارة الصحة المساعد للممارسات الطبية والتراخيص، أن الوزارة الصحة قد وفرت أكثر من وسيلة لتواصل الجمهور مع الوزارة والاطلاع على العديد من المواد التوعوية التي تهم الجمهور حيث قامت الوزارة بإطلاق مبادرة اليقظة الصحية “بوابة طمني”. وتسهم هذه البوابة، في تقديم خدمة مجتمعية معلوماتية خاصة عن المنتجات الطبية المسجلة والمسوقة في الدولة، وتشمل كذلك تحذيرات وتنبيهات السلامة الدوائية أن وجدت للمنتجات الطبية المختلفة. وتتميز هذه الخدمة بسهولتها وسرعتها حيث يمكن البحث عن المنتجات الطبية سواء بالاسم العلمي أوالاسم التجاري للمنتج الطبي المراد الاستفسار عنه لتظهر المعلومة المطلوبة فورا.
كما توفر الخدمة أيضا نماذج الإبلاغ عن الآثار الجانبية التي قد تحدث بسبب استخدام احد المنتجات الطبية الموجودة بالدولة. وإضافة لذلك تضم البوابة رابط “خذ بالك” والتي تم تخصيصه للتعريف بالأنماط الإعلانية السائدة وكيفية التعاطي مع تلك الأنماط. ويمكن الدخول إلى البوابة بالدخول عبر موقع وزارة الصحة http://www.moh.gov.ae/ar/O rServices/Pages/Tammini.aspx إضافة لذلك فقد قامت الوزارة بإدراج معلومات عن الأدوية المسجلة بالدولة وأسعارها ضمن تطبيقات الهواتف الذكية.
عدد اليوم
