أحمد مرسي، وكالات (الشارقة، عواصم)- شهدت الإمارات أمس كسوفاً جزئياً للشمس في ظاهرة فلكية نادرة شملت أجزاء واسعة من العالم. وقال إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية المشرف العام للقبة السماوية بالشارقة إن إن أهم ما ميز كسوف أمس أنه كان حلقياً في بدايته ثم تحول إلى نوع من الكسوف الكلي، لاقتراب القمر التدريجي من الأرض. وأضاف الجروان أن الكسوف بدأ في الإمارات وسطياً في الـ5 و21 دقيقة مساءً، واستمر 17 دقيقة، ما جعل ملاحظته صعبة. وأوضح أن كسوف يحدث عندما يمر قرص القمر أمام قرص الشمس (الاقتران)، وبما أن المسافة بين القمر والأرض متغيرة والشيء نفسه بالنسبة للمسافة بين الأرض والشمس “بسبب مداراتها الإهليليجية”، فإن القطر الظاهري لقرص القمر يتغير. وبالتالي تحدث عدة حالات للكسوف وهي الكسوف الكلي، والكسوف الحلقي والكسوف الجزئي.
كما شهدت السعودية عصر أمس كسوفاً جزئياً استمر نحو الساعة. وقال الباحث الفلكي وعضو التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بقسم الفلك وعضو سديم الحجاز الفلكي ملهم محمد هنيدي، إن “هذا الكسوف النادر لم يتكرر على المملكة منذ 27 عاماً، وسنراه بعد 25 عاماً”.
وأدت جموع المصلين بالمسجد الحرام أمس صلاة الكسوف، وأمهم إمام وخطيب المسجد الحرام خالد بن علي الغامدي الذي أوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل والإكثار من الاستغفار. وقال في كلمة له عقب الصلاة “إن كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده فعليكم بالتوبة الصادقة والاستغفار والصلاة وتلاوة القرآن والذكر والصدقة وصلة الأرحام”.
وشهدت لبنان وليبيا والمغرب ونيجيريا ومصر أمس كسوفاً جزئياً للشمس شاهده سكان تلك الدول بالعين المجردة. وأوضح رئيس معهد الفلك المصري الدكتور حاتم عودة أن هذا الكسوف يمثل علامة بارزة في علم الفلك، لأنه من النوع المختلط الذي يجمع في آن واحد بين الأنواع الثلاثة للكسوف الشمسي (جزئي، حلقى، وكلى). وفي لبنان حجب القمر رؤية ما بين نصف حجم الشمس وثلثيها. وفي ليبيا قال مدير مكتب الفلك بالمركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء منصور أشقيفة إن الكسوف “بالهجين أو المختلط يبدأ كسوفاً حلقياً ثم كلياً ويعود بعدها حلقياً من جديد. إلا أنه في ليبيا يرى سوى جزئي بنحو17?”. وفي المغرب أوضح المسؤول بالمرصد الفلكي لجمعية رباط الفتح سمير القادري أن الكسوف لم يستمر سوى نحو الساعة، وأنه كان جزئياً في المغرب وكلياً في إفريقيا الوسطى.
من جانبها، أفادت هيئة تنمية وبحوث الفضاء الوطنية في نيجيريا أن الكسوف الذي كان ظاهرة فريدة تشهدها البلاد لأول مرة منذ فترة طويلة. وكان واضحاً في ولايات الجنوب الغربي.
وكانت أجزاء من آسيا وأفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة شهدت كسوفاً هجيناً نادراً للشمس أمس، فكان كلياً على بعض الدول، وحلقياً في أخرى، فيما شاهد سكان بعض الدول الكسوفين، الكامل والحلقي، وكسوفا جزئياً في دول أخرى.
عدد اليوم
