السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هزة أرضية في منطقة الصدارة

هزة أرضية في منطقة الصدارة
13 مارس 2007 00:19
اهتزت الأرض بكل قوة تحت أقدام ثلاثي الصدارة في الجولة الثالثة عشرة من دوري اتصالات· فالجزيرة رفض كل التوقعات التي ترددت قبل الساعة الثامنة وعشر دقائق من مساء أمس الأول، وقال كلمته بأعلى صوته لتشتعل المنافسة وتعلن عن دخول فارس جديد منطقة التحدي من الباب الواسع بعد الفوز بثلاثية نظيفة على الوحدة صاحب المركز الثاني ''وأقوى المرشحين''! وفي معركة المدرجات ''بزجاجات المياه'' فقد الوصل المتصدر نقطتين أمام الإمارات بالتعادل 2-·2 بينما واصل الشعب صاحب المركز الثالث مسلسل التراجع، وكانت الخسارة الثالثة على التوالي أمام الشباب· النصر حقق الفوز الأول بعد خمس جولات، والعين تجاوز الأهلي حامل اللقب· بالفعل كانت الجولة الثالثة عشرة استثنائية في مسيرة الدوري، لأنها غيَّرت الكثير من القناعات، وأعادت السباق إلى نقطة البداية، وفتحت أبواب المنافسة من جديد، وبات كل شيء مشروع وممكن، فلا يوجد كبير، ولا يوجد فريق لديه القدرة على المواصلة في رحلة المنافسة بأداء ثابت للنهاية وتوسيع الفارق بين بقية الفرق، وفي بداية الدوري كان الشارقة يسكن في مثلث القمة، ثم الأهلي، وبعد ذلك الشعب، والآن لا يوجد أي منهما، وغداً قد تتغير خريطة المنافسة، فما أسهل التغييرَ في دوري الإمارات لغياب الاستقرار في الأداء والأجانب والمدربين والمباريات، وليست مفاجأة في ظل هذه الحالة أن نرى بعد ثلاث أوأربع جولات العين والأهلي من جديد في منطقة المنافسة· لا تندهش كل شيء ممكن في دورينا، فلا الوصل مقنعا في الجولات الأخيرة، ولا الوحدة كذلك· وإذا كان ما حدث للشعب قد توقعه البعض، فهل توقع أحد ما حدث للمتصدر الوصل، والوحدة صاحب المركز الثاني؟ بالطبع لا· الوحدة لم يتوقف عن الانتصارات لمدة خمس جولات متتالية، وهزم الفجيرة، والأهلي، ودبي، والنصر، والإمارات، ثم انتقل للآسيوية ليهزم الريان خارج ملعبه في قطر، وهيأ الساحة للتعامل معه كأحد المرشحين الأقوياء للفوز باللقب هذا الموسم، إن لم يكن الأقوى على الإطلاق لما يملكه من خبرة ونجوم وإمكانيات وثبات في المستوى على الأقل تحقيق الفوز حتى إذا كان في أسوأ حالاته· ولكنه بكل صراحة فاجأ الجميع أمس الأول أمام الجزيرة وقدم عرضاً متواضعاً، وخسر بالثلاثة ليضع من جديد أكثر من علامة استفهام على الأداء الدفاعي وقدرات الأجانب الهجومية، حيث اهتزت شباك الوحدة 20 مرة في 13 جولة، منها 6 أهداف في آخر مباراتين عندما فاز 4-3 على الإمارات، وخسر صفر-3 أمام الجزيرة· ومن المؤكد أن تلك الأخطاء البدائية من شأنها أن تهدد مسيرة الفريق في سباق المنافسة عندما يشتد الصراع في القمة والقاع خلال الجولات المتبقية· ودفاع الوحدة يفتقد التركيز منذ بداية المباراة، وتتكرر الأخطاء بنفس الطريقة، وشاهدنا عنايتي يحرز هدفاً بعد 70 ثانية من بداية مباراة الإمارات في الجولة الماضية، وفي هذه الجولة سجل توني مهاجم الجزيرة أيضا بعد 8 دقائق، والأهداف المبكرة التي تدخل مرمى الوحدة تؤدي إلى الاندفاع الهجومي، مما يخلق مزيدا من المساحات وتزداد الخطورة خاصة في المواجهات الفردية· وأمام الجزيرة استطاع فيرسلاين التعامل بذكاء مع الوحدة واحترم كثيرا قدرات نجومه: إسماعيل مطر، وفهد مسعود، وحيدر الو علي، وعبدالرحيم جمعة، وموريتو، وباكايوكا، ولم يلعب باندفاع بقدر ما كان حريصا على الحد من خطورة تلك المجموعة الرائعة من المهارات، وأسند مهام دفاعية لكل من صالح عبيد، وأحمد محمد دادا لتعطيل أطراف الوحدة فهد مسعود في اليمين، وحيدر الو علي في اليسار، وفرض رقابة في الوسط على تحركات إسماعيل مطر، فكانت السيطرة للوحدة حتى الدقيقة 70 من المباراة، حيث التقدم للجزيرة بعد 7 دقائق بتسديدة توني من خارج منطقة الجزاء· واعتمد الجزيرة على الكرات الطويلة إلى توني، ودياكيه، وحسين سهيل من العمق، وفي المقابل لم يكتب النجاح لمحاولات الوحدة الهجومية لأنها اعتمدت على الفردية عن طريق لاعب واحد فقط وهو إسماعيل مطر، وأحيانا عرضيات من فهد مسعود، وكان إسماعيل مطر يفعل كل شيء في الوسط والهجوم، وبذل جهدا كبيرا خاصة في الشوط الثاني، وكان الوحدة قريبا جدا من التعادل، وسيطر تماما على المباراة، وتراجع الجزيرة إلى منطقة جزائه، ولم يتمكن حتى من تجاوز منتصف الملعب حتى الدقيقة 72 عندما تعامل فيرسلاين بذكاء مع تلك اللحظات الصعبة، ورفض التكتل في الدفاع للحفاظ على الهدف، بل أجرى تبديلا غيَّر خط سير المباراة عندما سحب رضا عبد الهادي لاعب الوسط، وأشرك المهاجم التوجولي الجديد محمد قادر، وعاد حسين سهيل لوسط الملعب عندما اكتشف بطء الوسط في التحول السريع من الدفاع للهجوم عند بناء الهجمة، فقرر المغامرة وأشرك مهاجما بجوار توني لتنفيذ تلك المهمة يسانده من الوسط حسين سهيل، وإبراهيم دياكيه، وكان واضحا وجود مساحات واسعة في دفاع الوحدة نتيجة الاندفاع للهجوم لتحقيق التعادل· ونجحت مغامرة فيرسلاين، وحسم قادر وتوني المواجهات الفردية مع دفاع الوحدة ''المكشوف''، وأحرز قادر أول أهدافه في دوري الإمارات في الدقيقة 84 عندما خطف دياكيه الكرة من عبدالله الكندي الذي شارك بدلا من فهد مسعود ومررها إلى قادر ليمر من بشير سعيد ويسدد بكل براعة وذكاء محرزا الهدف الثاني للجزيرة، وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع يواصل دفاع الوحدة مسلسل الارتباك عندما سدد أحمد مبارك حارس الجزيرة (احد الاكتشافات الجديدة هذا الموسم) الكرة من مرماه لتصل إلى منتصف ملعب الوحدة، ويقفز توني وسط ثنائي الدفاع ياسرعبدالله وعمر علي ليخطف الكرة ويسقط على الأرض وينهض سريعا ويتقدم وينفرد ويسدد في يد عبدالباسط، ويتقدم من جديد ويتابع الكرة بعد سقوطها من يد الحارس ويكملها داخل المرمى محرزا الهدف الثالث، وكأنه يلعب مباراة ودية في تقسيمه حيث فعل كل شيء دون أن يقترب منه أي من مدافعي الوحدة، خطف الكرة، وسقط على الأرض ونهض من جديد وواصل مسيرته وسدد وتابع الكرة من الحارس وسجل ولا أحد هنا!! ودائما الأخطاء الدفاعية للوحدة لا يسلط عليها الضوء كثيرا، لأن الفريق يحقق الفوز في النهاية، كما حدث في مباريات سابقة، ولكن أمام الجزيرة لم يكن هناك دفاع ولا هجوم، واختفي دور الوسط تماما، ولكن رغم الخسارة القاسية إلا أن الوحدة مازال في مقدمة السباق، ويحتل المركز الثاني بفارق نقطة عن الوصل، ولديه من الإمكانيات والنجوم للعودة والبقاء في منطقة القمة للنهاية، ولكن المشكلة الرئيسية التي تؤرق الفريق تكمن في تواضع مستوى الدفاع، فالوحدة الأسوأ دفاعاً بين الفرق الستة الأولى في جدول الترتيب· وفي المقابل أكد الجزيرة أنه يملك ترسانة هجومية شديدة الخطورة ستلعب دوراً مهماً في المباريات المقبلة خاصة بعد انضمام صاروخ ''قادر ''33 القادم من توجو وكتب شهادة ميلاده في قمة بهذا الوزن خلال 18 دقيقة فقط، وحقق الجزيرة الفوز الثالث على التوالي بثلاثية، بعد ثلاثية في مرمى الشعب في الجولة الحادية عشرة، وثلاثية في مرمى الشباب، وأخيرا ثلاثية في مرمى الوحدة ليصبح بذلك ثاني أقوى خط هجوم بعد الشعب برصيد 25 هدفا· معركة ''المياه'' ورغم احتفاظ الوصل بالصدارة إلا أن عروضه تفتقر للإقناع في الجولات الثلاث الأخيرة، وخسر أربع نقاط مع فرق المؤخرة بالتعادل 1-1 بملعبه مع دبي في الجولة الحادية عشرة، ثم فاز بصعوبة على النصر 1- صفر في الجولة الثانية عشرة، ثم تعادل في هذه الجولة 2-2 مع الإمارات· فالوصل خسر 4 نقاط لا يجب أن يخسرها فريق يريد الفوز باللقب ويحتل المقدمة، ولعبت الأخطاء التحكيمية دوراً كبيراً في تلك النهاية الدرامية للمباراة، حيث تغاضى الحكم بدر عبدالله عن احتساب ركلة جزاء صحيحة للإمارات نتيجة عرقلة رسول خطيبي داخل منطقة الجزاء من طارق درويش، ثم طرد رضا عنايتي للإنذار الثاني، مما أشعل غضب مدرجات الإمارات، واندلعت معركة زجاجات المياه بين جماهير الإمارات والوصل· وإذا كان فريق الإمارات يستحق كل التقدير على تلك العروض الرائعة أمام الوحدة في الجولة الماضية عندما خسر بصعوبة بالغة 4-،3 ثم أمام الوصل هذه الجولة بعد التعادل 2-،2 فإن فريق الوصل يتراجع مستواه في الجولات الأخيرة، خاصة بعد أن حصل الثنائي البرازيلي الخطير ''اندرسون-اوليفيرا'' على إجازة من التهديف في أخر ثلاث جولات، حيث كان الوسط والدفاع دائما يقدمان الحل في اللحظات الحرجة، وشاهدنا أمام دبي في الجولة الحادية عشرة يتعادل لاعب الارتكاز عيسى علي في الدقيقة ،88 وأمام النصر يخطف المدافع خلف إسماعيل هدف الفوز في الدقيقة ،28 وأخيرا في الجولة الثالثة عشرة يحرز ثنائي الدفاع هدفي الوصل، وهم طارق درويش الظهير الأيمن، وخلف إسماعيل المدافع، وطالت فترة غياب أندرسون وأوليفيرا في مرحلة مهمة من عمر المنافسة تلعب فيها مهارات الأجانب دوراً مهماً في ترجيح كفة أنديتهم· الخسارة الثالثة للشعب حتى الجولة العاشرة كان فريق الشعب أحد الفرق المرشحة للمنافسة يحتل القمة دون هزيمة واحدة، ويملك أقوى خط هجوم في الدوري، ولكن بعد الخسارة الأولى هذا الموسم أمام الجزيرة في الجولة الحادية عشرة تغيرت الصورة تماما، وبدأت رحلة الانهيار ليتواصل مسلسل الهزائم أمام العين في الدوري والكأس، ثم أمام أخيرا أمام الشباب صفر-،2 وأصبح يحتل المركز الرابع، وبدأت ملامح الصورة الجميلة التي رسمها الشعب منذ بداية الموسم تتغير من فريق قوي متماسك إلى فريق يغرق في دوامة الهزائم، والجماهير تتبادل الاتهامات مع المدرب يوسف الزواوي، إلا أنه سيبقى أحد صناع تلك الصورة الجميلة التي قدمها الشعب من فريق يحتل المركز التاسع الموسم الماضي إلى فريق يسكن في المقدمة· تراجع الشعب، وعاد الشباب بفوز رائع استعاد به المدرب المواطن عبدالله صقر الثقة بعد فترة من القلق عقب الخسارة من الجزيرة والإمارات· والنصر هذا الأسبوع كان على موعد مع السعادة وحقق أول انتصار له منذ خمس جولات، وكانت نتيجة كبيرة على الشارقة ثلاثية لكل من يستروفيتش وكاظم علي الذي عاد للهجوم ليحرز هدفين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©