الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التقاليد الأصيلة غيرت فكرة الأستراليين عن العرب

التقاليد الأصيلة غيرت فكرة الأستراليين عن العرب
7 نوفمبر 2011 14:46
أكد المبتعث حذيفة كاظم الكندي أن عاداته وتقاليده العربية الأصيلة غيرت وجهة نظر الأستراليين فيما يسمعونه عن العرب، وما يلصق بهم من اتهامات باطلة. وعن سفره للدراسة، وقال إنه بعد نجاحه في الثانوية العامة، تحير في الاختيار بين أن يكمل دراسته داخل الدولة أو أن يسافر إلى الخارج طلباً للعلم، لكن صلاة الاستخارة التي أداها وبتشجيع من والدته رجحت كفة السفر، بحثاً عن التطور العلمي، فقرّر الدراسة في أستراليا، ليعود مساهماً وخادماً بعلمه في التطور المتنامي في الدولة. «إنها فترة قصيرة، وعليك أن تركز خلالها في دراستك»، هذا ماقالته والدة حذيفة، فكان وقع صوتها الحنون المليء بالفخر برداً وسلاماً على قلبه الذي أنهكه التعب والشوق، ليجلب له الراحة والسعادة في غربة لم يعتدْها الكندي. ولم تنل الحيرة الكثير منه في اختيار التخصص الذي عقد العزم على دخوله، لأن هدفه كان محدداً في دراسة الطب البشري، مع أن البعض من المقربين نصحه بدراسة طب الأسنان لندرتها بين المواطنين، إلا أنه كان لايحب هذا الفرع من الطب، بسبب بعض المواقف التي واجهها عند أطباء الأسنان في صغره. ويشير الكندي إلى أنه حلم في طفولته بأن يتخصص في الطب، لكن كان يخاف من طبيب الأسنان، فلم يختر هذا التخصص، إنما دفعه حبه للأطفال إلى دراسة الطب البشري، لكنه غير تخصصه بعد ذلك. وعن تشجيع والدته في السفر، يضيف: كانت والدتي تسمع حديثي عن طموحاتي، وتشد من عزيمتي عندما كنت صغيرا، وعند وصولي إلى المرحلة الثانوية، استشرتها في دراسة الطب، فكانت أوّل من اقترحت علي السفر، ونبهتني إلى أهمية الدراسة في هذا الفرع. وقال المبتعث الكندي إنه يدرس الآن الطب العام في سنته الخامسة، ويسعى للتخصص في الجراحة العامة، في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية الواقعة في مدينة سيدني. قرار واختيار وأشار إلى أنه اعتمد على معايير أساسية في انتسابه للجامعة، وكانت مهمته تنحصر في ايجاد جامعة عالية المستوى، فاختار جامعته الحالية، لأنها كانت مصنفة ضمن أفضل ثماني جامعات في استراليا، وبناء على هذا التصنيف لم يُضِع الكثير من الوقت، ووقع اختياره عليها. ومع أنه لم تكن هناك صعوبات تُذكر لدى الكندي في بداية طريقه، إلا أن لحظة علمه بقرار القبول من الجامعة، كانت فرحة، لم تكتمل عندما خطر بباله فكرة الابتعاد عن الوطن والأهل، وازداد هذا الشعور عند الوصول إلى المطار وحان وقت المغادرة، ولاتزال تلك اللحظة راسخة في ذاكرة الكندي، ويقول عنها: كان شعوراً مختلفاً في كل المعايير، أذكر تلك اللحظات لغاية الآن، في حين كنت أشعر بالفرحة لقبولي في الجامعة، ولكن كنت في المقابل أشعر بالحزن على فراق الأهل والأصدقاء والوطن، لحظات لا أتمناها لأي شخص. ومع أن الكندي لم يكن وحيداً في الغربة، فقد كان يدرس في الجامعة نفسها سوياً مع أخيه، وكانت والدته تزورهما باستمرار، إلا أنها تبقى غربة في النهاية حسب تعبيره. وصول وارتياح وقال الكندي إنه ألقى وراء ظهره هموم الغربة وكمدها، حيث إن الهدف كان واضحاً جداً، وتتراءى له أحلام العودة بعد الحصول على مبتغاه وهي شهادة الطب، إلا أن ذلك لايلغي صعوبات جمّة واجهته، كما تواجه معظم المبتعثين في الخارج، التي تتجسد في صعوبة التخاطب باللغة المحلية مع سكان المنطقة. وبدأ الكندي بحكم طبيعته الاجتماعية في تكوين صداقات عديدة ومن جنسيات عربية وأجنبية، ولم يجد صعوبة في ذلك، وقام بنقل التقاليد العربية إلى أستراليا، وهي ما تميزه وأقرانه العرب في الخارج، من خلال تعاملهم مع الآخرين، ويؤكد الكندي أن ذلك غير وجهة نظر البعض في استراليا تجاه العرب والمسلمين. المناسبات الدينية ويحاول الكندي مع أصدقائه مشاركة المحيطين في المناسبات الدينية ونقلها إليهم، خاصة الأجواء في رمضان الماضي، في محاولة لتعريفهم ديننا الحنيف، خاصة أنه يضطر للإفطار في المشفى الذي يتدرب فيه، وأن بعض الأجانب هناك كانوا يشاركونه الإفطار، كما كانوا كثيراً ما يستفسرون منه عن الإسلام، الأمر الذي حمل الكثيرين منهم على تغيير نظرتهم السلبية. وعن كيفية قضاء وقته بعيداً عن الأجواء التي اعتاد عليها، يقول الكندي: بعدما قررنا كمجلس طلبة الإمارات في مقاطعة نيو ساوث ويلز أن نتجمع في بيت أحد الطلبة، ثم نمارس أنشطة رياضية مختلفة مثل كرة القدم، وفي كثير من الأحيان، كنا نتشارك تناول الوجبات مع طلبة سعوديين، وكان ذلك يساهم في كسر جمود الغربة، بالإضافة إلى أنهم يؤدون الصلاة معاً في المساجد المتوفرة في المدينة، مشيراً إلى أن الجمعية الإسلامية في الجامعة تقوم باستئجار مكان كبير يسع عددا كبيرا للصلاة فيها خاصة يوم الجمعة. اللقاء الأول ولا ينسى الكندي اللقاء الأول مع طالب مواطن في حادثة طريفة، وكان ذلك في السنة التأسيسية الأولى له، في استراليا، حيث كان في طريقه إلى مكتب الأمن الجامعي للحصول على بطاقته الجامعية، ليجذب انتباهه شاب طويل تبدو الملامح العربية على وجهه، وكان برفقته طالب آسيوي يمشيان بعكس اتجاهه، وعند اقترابه منهما همس الكندي بصوت مسموع، السلام عليكم، أنت من أبوظبي؟، فتوقف الشاب متعجباً مندهشاً، ثم رد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©