الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قائمة «المنظمات الإرهابية» خطوة في الاتجاه الصحيح

قائمة «المنظمات الإرهابية» خطوة في الاتجاه الصحيح
18 نوفمبر 2014 01:14
طه حسيب (أبوظبي) رصدت «الاتحاد» آراء وتعليقات كتاب وباحثين متخصصين في العلوم السياسية والدراسات الإسلامية حول قرار مجلس الوزراء والذي تضمن قائمة المنظمات الإرهابية التي تحتوي 85 منظمة وجماعة وحركة. ويرى د. رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية، أن هذه القائمة شديدة الأهمية كونها تُنهي سنوات من عدم التأكد فيما يتعلق بأمرين اثنين: أولهما: كيف تحكم على تنظيم أنه إرهابي أو غير إرهابي، وثانياً: ما هي الاجراءات التي ينبغي اتخاذها في كل دولة على حدة، ومن ثم التعاون في حال ثبوت ضلوع هذا التنظيم أو ذاك في أنشطة إرهابية. الدولة المعنية قد لا تستطيع إقناع جوارها بذلك، لأنه ليست هناك آليات للتعاون، هذا القرار سيسهّل التعاون بين الدول في مكافحة الإرهاب. إجراء سيادي ويقول د. رضوان: في إطار الحكم على تنظيم معين بأنه إرهابي واتخاذ الإجراءات ضده، يُشكل قرار مجلس الوزراء الإماراتي تقدماً حاسماً، فمن خلال القرار، تم تصف هذه المنظمات بأنها إرهابية، وهذا تم التوصل إليه بعد سنوات من التحقق وجمع المعلومات، والأمر الثاني أن الإمارات قامت بإجراء سيادي في الأمور التي تعتبرها تهديداً لأمنها، ومن المتوقع أنها بعد هذا القرار ستتجه لإقناع الجهات الدولية أو الإقليمية بالتعاون معها. ويرى أن تنظيم «داعش» كانت محفزاً لصدور هكذا قرار، وهذا التنظيم ظاهرة إرهابية بحتة، ويمارس عنفاً علنياً ضد المدنيين وضد الدول، هناك نوعان من التنظيمات ظهرا في لائحة حكومة الإمارات: تنظيمات تمارس العنف سراً بطريقة غير معلنة، والنوع الثاني، التي كانت ضمت تنظيمات الإسلام السياسي، التي ترى أنها لا تمارس العنف، وأنها تقوم بأعمال سياسية، هذا النوع من التنظيمات أثبتت الأعوام الثلاثة الأخيرة أنه يمارس أعمالاً عنيفة عن طريق الاجتماعات والتصريحات أو الأعمال المخلة بالأمن على الأرض، فعندما تؤيد التنظيمات المتطرفة في تحركات علنية فإنك تدفع باتجاه العنف، وعندما تقوم باحتجاجات تتحول إلى أعمال مخلة بالأمن، فهذا يعتبر عنفاً، وإذا تكرر ذلك كما جرى خلال السنوات الماضية، فهذا يؤدي إلى ممارسة الإرهاب. قرار يحسم الجدل وأوضح: القرار الإماراتي يحسم الأمر وفي المستقبل القريب تتحدد العلاقات مع الدول بناء على طبيعة علاقاتها بهذه المنظمة الإرهابية أو تلك، وسيؤثر هذا بالطبع في السياسة الخارجية لدولة الإمارات وحلفائها. عولمة الإرهاب من جانبه، يرى حلمي شعراوي، مدير مركز الدراسات العربية والأفريقية بالقاهرة، أن الاتصال بين الحركات الإرهابية أصبح يتم على مستوى عالمي، وهذا الاستنتاج -من وجهة نظر شعراوي- يأتي من تشابه وسائل المنظمات الإرهابية والأهم الإمكانات الهائلة، التي يتم استخدامها، والتي لم نكن نتصور توفرها لدى جماعات مثل جماعة «الشباب» في الصومال و«بوكو حرام» في نيجيريا، ناهيك عن الجماعات المنتشرة في جنوب الجزائر وموريتانيا، هناك إمكانات عالمية للتخابر وتنسيق الضربات، وهذا كله تؤكد عولمة الإرهاب وارتباطه بمصادر تمويل وتخطيط عالمية والتي لابد من وعي دولنا بهذه الحقيقة والبحث في القوى الداعمة لها، ومن هنا تأتي أهمية القرار الإماراتي، هذا القرار ينبغي أن يكون توطئة لتعاون عربي وأفريقي وبتنسيق دولي لمجابهة الظاهرة. مواجهة على مستويين من جانبه يرى د. وحيد عبدالمجيد، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية أنه من الطبيعي في إطار محاربة الإرهاب أن يكون هناك تحديد للأطراف التي تشكل خطراً وتهديداً على شعوب المنطقة والعالم، بحيث تكون المواجهة شاملة على مستويين، المستوى الأول هو شمول الأطراف التي تمثل تهديداً، حتى لا يتم حصر مواجهة الإرهاب في تنظيم واحد أو تنظيمي، قد ترى بعض القوى الكبرى من وجهة نظرها أنهما الأخطر، بينما قد لا يتطابق هذا مع واقع الأمر، لأن التهديد يأتي من عدد كبير من التنظيمات وليس من تنظيم واحد. أما المستوى الثاني لشمول المواجهة هو أن تتضمن المواجهة مختلف الأدوار السياسية والثقافية والتعليمية والعسكرية بحيث تكون المواجهة الأمنية والعسكرية جزءاً من المواجهة الشاملة، وهذا لا يمكن تحقيقه من دون حصر دقيق للأطراف والمنظمات التي تشكل خطراً على المنطقة والعالم. موقف صلب وفعّال ويقول د. أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: إن إعلان دولة الإمارات قائمة للمنظمات الإرهابية تطبيقاً لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014 يمثل خطوة نوعية متقدمة في تنفيذ السياسة الحازمة للدولة في مكافحة الإرهاب، ويلفت النظر في هذه القائمة التي تتضمن 85 منظمة أن هذه المنظمات موزعة في جميع أنحاء العالم، وليست قاصرة على الإمارات وحدها كما فعلت دول أخرى وهو ما يعكس موقفاً أكثر صلابة وفعالية في مواجهة الإرهاب ويبرز تميز سياسة الإمارات في هذا الصدد، ويعزز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب بين الإمارات وشقيقاتها العربيات المشتركات معها في التوجه نفسه، وعلى رأسها مصر والسعودية. استغلال الجمهور والدين ويرى الكاتب والمفكر الكويتي خليل علي حيدر أن نشر هذه القائمة خطوة أساسية بتوعية الإماراتيين وعموم الخليجيين والعرب، بأن مرحلة جديدة من التصدي لمغامرات الجماعات الإرهابية قد بدأت، وأن المجموعات الإرهابية لن تجد الأمور سهلة، كما في الماضي، وأن واستغلال الجمهور والدين في تجميع الأموال بات غير ميسور أو مضمون. وأضاف حيدر: نشر القائمة لن يغلق الباب في وجه الجماعات التي لا تعتبر نفسها إرهابية بمعنى أنها ضد استخدام الدين والعنف بأي شكل وضد بث الكراهية ونبذ الآخر وضد التحريض والتخريب، من أن تصدر بياناً بذلك، وتتبنى توجهات جديدة في أدبياتها وتثقيف أعضائها، والابتعاد عن العمل السري، الذي يفتح المجال للانحراف السياسي. إساءة للإسلام يرى د. صالح عبدالرحمن المانع، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود أنه شعر بالسعادة عندما طالع القرار بإصدار قائمة بالجماعات الإرهابية، وعلى رأسها الحركة «الحوثية» التي دمرت اليمن ونشرت فيه الحرب والشقاق. كما تضمنت القائمة أسماء منظمات أخرى مثل «القاعدة» وبعض فصائل «حزب الله» في بعض البلدان الإسلامية، و«بوكو حرام»، وغيرها من الجماعات المقاتلة التي اتخذت الإسلام مطية لتحقيق أهداف سياسية. وأضاف المانع أن هذه الجماعات أساءت إلى الإسلام وشوهته أمام العالم وتجاهلت مبادئه الأساسية في احترام النفس البشرية. وهناك بعض الأحزاب الأخرى في لبنان والعراق وسوريا كنت أتمنى أن يشملها القرار، وربما ستشملها مثل هذه القوائم في القريب العاجل. والحقيقة أن نشر مثل هذه القوائم ليس فقط من أجل تجريم هذه الجماعات فقط ، بقدر ماهو لتوعية المواطنين بأخذ الحيطة والحذر في التعامل معها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©