الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المغاربة يحتفلون بالعيد «الكبير» على وقع ارتفاع أسعار الأضاحي

المغاربة يحتفلون بالعيد «الكبير» على وقع ارتفاع أسعار الأضاحي
6 نوفمبر 2011 20:22
يتمسك المغاربة بشراء أضحية العيد رغم ارتفاع الأسعار إرضاء لأطفالهم الذين لا يقبلون الاحتفال بعيد الأضحى من دون خروف يدخل الفرح والسرور إلى قلوبهم ويتنافسـون على إطعامـه وتدليله ومشاكسـته، ورغم أن العادات والتقاليد المرتبطة بعيد الأضحى بدأت تتلاشى بفعل التغييرات التي عرفتها الأسرة المغربية، إلا أن شراء الأضحية لا يزال قائما رغم عدم قدرة بعض المضحين على الوفاء بهذه السُنة. تبدأ الاستعدادات للعيد في المغرب قبل فترة منه بتنظيف البيت وإعداد الحلوى وشراء الملابس، وتجديد الأثاث وأدوات المطبخ ليبدو البيت في أبهى حلة يوم العيد الذي يكون مناسبة لتبادل الزيارات وصلة الرحم وإقامة السهرات والحفلات العائلية. سباق المضحيين يحتفل المغاربة بعيد الأضحى هذا العام على وقع ارتفاع أسعار الأضاحي والمواد الغذائية، ويتذمر الموظفون ومحدودي الدخل من ارتفاع أسعار الأضاحي ومضاربات الوسطاء الذين يشترون الماشية من الفلاحين ويضاعفون أسعارها، ومما يزيد من صعوبة وحدة المشكل التباهي والتفاخر بين الناس بحجم الأضحية، حيث يتسابق المضحون لشراء خروف كبير ذي قرنين ملتويين، وقد أخذ التفاخر بحجم الأضحية صورا عديدة بدءا من قيمتها فحجمها وانتهاء بتعدد الأضاحي رغم أن عدد أفراد الأسرة قد لا يتطلب ذلك وإمكانياتها لا تسمح به. إلى ذلك، يقول أنس العمراني (معلم) إن التفاخر بحجم الأضحية ونوعها يدفع الموظفين ومحدودي الدخل إلى الاقتراض من المصارف لشراء الأضحية وتغطية النفقات الإضافية للعيد من ملابس وعيدية وحلوى وأسفار. ويضيف أن «أغلب الأسر تجد صعوبة كبيرة في الاحتفال بالعيد وفق ما كانت تحلم به، بسبب ارتفاع الأسعار وكثرة النفقات والأعراف الاجتماعية التي تضغط على رب الأسرة وتدفعه للاقتراض من الغير». ويشير العمراني إلى أن عيد الأضحى أو كما يطيب للمغاربة تسميته بـ»العيد الكبير» له مكانة خاصة عند المغاربة فهو مناسبة لاجتماع أفراد العائلة بالأقارب والمعارف وإقامة السهرات والحفلات العائلية والولائم كما انه احتفال خاص بالأطفال الذين يستمتعون باللعب مع الخروف وإطعامه ويحتفلون بارتداء ملابس جديدة ويحرصون على حضور ذبح الأضحية والحصول على العيدية من الأهل والزوار المهنئين. وتلجأ بعض الأسر إلى الاستدانة من أجل شراء خروف يرضي المحيط الاجتماعي، ويقبل الكثيرون على قروض الأضاحي التي تقدمها الشركات والمصارف لتغطية جميع نفقات العيد، كما تكون فترة العيد مناسبة سانحة لتجار الذهب والأثاث المستعمل حيث يلجأ بعض المحتاجين إلى بيع ممتلكاتهم من أجل مواجهة مصاريف العيد من شراء خروف وملابس الأطفال، ويستغل التجار حاجة الناس للمال لشراء ما يبيعونه بأسعار بخسة. ويتسبب هذا السباق المحموم لشراء أضحية العيد في مشاكل اجتماعية كثيرة، مثل الطلاق والانحرافات والسرقات، أما المقترضين فتفرض عليهم الشركات فوائد وأرباح كبيرة تزيد من حدة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها. وكشفت دراسة قام بها البنك المركزي المغربي أن كل مغربي يدفع 450 دولارا شهريا لمؤسسات القروض، ووجدت الدراسة أن عمر أغلب الأشخاص المقترضين يتراوح بين 40 و55 سنة، وأرجعت الدراسة سبب الإقبال على القروض الاستهلاكية إلى تزايد البطالة وضعف موارد الأسر. مبيعات الماشية تتراوح أسعار الأغنام بالأسواق الكبرى ما بين 46 درهما مغربيا (20 درهما إماراتيا) للكيلوجرام بالنسبة للنوع الجيد «السردي»، و42 درهماً (17 درهما إماراتيا) للكيلوجرام بالنسبة للنوع المتوسط «البركي»، وفي نقاط البيع تتأرجح الأسعار ما بين 1800 و3500 درهم (750 و1450 درهماً إماراتي) للرأس من نوع «السردي» وما بين 1500 و2500 درهم (625 و1050 درهما إماراتيا) للرأس من نوع «البركي». ويقدر الطلب المرتقب من الماشية بالنسبة لهذه السنة بـ5.2 مليون رأس، 4.2 مليون منها من الأغنام، و550 من الأغنام الإناث، و428 ألف من الماعز. وستجلب مبيعات الماشية الموجهة لأضحية العيد نحو 7.7 مليار درهم، 80% منها بالوسط القروي. وسجلت وزارة الفلاحة، التي تؤمن متابعة يومية للأسعار بالأسواق وبمختلف نقاط البيع بالمناطق التي تعرف طلبا قويا، خصوصا بالمدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط والمناطق التي تُعرف بإنتاجها القوي كجهتي مكناس والشرق، انخفاضا بنسبة 5% في أسعار البيع مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. ويقول عبد الرحمن بلكحل، رئيس قسم سلسلة الإنتاج الحيواني بوزارة الفلاحة، إن العرض من الأغنام والماعز الموجه لعيد الأضحى يتجاوز بشكل كبير الطلب، حيث يقدر عدد القطيع بـ7.6 مليون رأس بجودة «جيدة جدا»، موضحا أن هذا العرض الهام (4.73 مليون رأس من الأغنام ذكور، و2.87 مليون من النعاج والماعز) يعود بالأساس إلى الموسمين الفلاحيين المنصرمين «الجيدين»، إلى جانب تحسن ظروف تربية المواشي وتقنيات تسمينها. ويفيد مكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية بأن الحالة الصحية للقطيع من الأغنام والماعز جيدة، بفضل حملات التلقيح ضد أهم الأمراض المعدية التي قامت بها وزارة الفلاحة. وستأمن مصالح المكتب بمناسبة عيد الأضحى فترة مداومة على مستوى نقاط البيع من أجل الاستجابة للحاجيات المتعلقة بالمراقبة الصحية البيطرية للأضاحي. كما ستؤمن نفس هذه المصالح آلية للمداومة البيطرية وذلك لإعطاء المواطنين إرشادات صحية تطبيقية تتعلق، بكيفية العناية بالأضاحي قبل وبعد الذبح، وكذا بطرق الحفاظ على اللحوم.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©