الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصحافة الرقمية تطيح بالورقية في فرنسا

الصحافة الرقمية تطيح بالورقية في فرنسا
6 نوفمبر 2011 20:24
في مؤشر جديد على التغيرات التي تشهدها الصحافة الورقية في الدول الغربية، شهدت العاصمة الفرنسية باريس تحركا فريدا من نوعه شاركت فيه النقابات العاملة في الصحافة وذلك احتجاجاً على خطط ثلاث صحف وطنية بخفض الوظائف والتحول من الطباعة الورقية إلى الإصدار الرقمي، وذلك في وقت أعلنت فيه مجموعة إعلامية أميركية كبرى عن تحقيق أرباح نوعية ناتجة عن أعداد المشتركين في مواقع صحفها على مواقع الإنترنت. تحرك نقابي في فرنسا، ضجت صناعة الصحافة بقيام أعضاء من نقابات الصحفيين وعمال المطابع والموزعين بإلقاء آلاف النسخ من صحيفتي «لوباريسيان»، و»فرانس سوار» في أحد شوارع باريس في 24 أكتوبر الماضي بعد إعلان إدارتهما عن خطط لصرف صحفيين وعمال. وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن الشرطة اضطرت لإيقاف حركة المرور في شارع «لافايات» الشهير أمام مقر نقابة الصحافة الوطنية اليومية. وقالت النقابات، التي شاركت في هذا التحرك إنها تدعو إلى التجمع والتكتل من أجل الاحتجاج على إعلان ثلاث صحف هي إضافة إلى «فرانس سوار» و»لوباريسيان» صحيفة «لاتريبون». وفي علامة رمزية نظمت النقابات المعنية التحرك تحت عنوان «نريد رمي الورق في الشارع»، واصفين خطط الصرف بالفوضى. وقال رومان التمين، مسؤول الاتصال في نقابة «انفو/ كوم» التابعة للاتحاد العام للعمال في فرنسا، «نحن على علم بأن الإصدارات الرقمية أمر لا مفر منه، لكن النموذج الرقمي كليا ليس مجديا قتصاديا». وكانت إدارة صحيفة «فرانس سوار» التي تمر بحافة الإفلاس، أعلنت مؤخراً نيتها ترك النسخة الورقية ابتداء من ديسمبر القادم من أجل أن تصدر حصرا على الإنترنت، ملغية بذلك نحو ثلاثة أرباع الوظائف الأمر الذي سبب ضجة نقابية واسعة. وكانت هذه الصحيفة تأسست في نوفمبر 1944 باسم «الدفاع عن فرنسا» في فترة نهاية الحرب العالمية الثانية، ثم تحولت إلى اسمها الحالي بعد الحرب وشهدت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي فترتها الذهبية حيث وصل رقم توزيعها إلى نحو مليون ونصف المليون نسخة في فرنسا وبعض دول أوروبا، ثم تراجعت بشكل حاد بعدما تغيرت ملكيتها أكثر من مرة ليصل توزيعها مع بداية القرن الحالي إلى أقل من 90 ألف نسخة. ولم تنفع محاولات إنقاذ الصحيفة ورقيا بتحويلها منذ العام 2006 إلى صحيفة «تابلويد» شعبية، كما تأثرت سمعتها بعد إعادة نشرها للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) رغم إقالة مالكها لرئيس تحريرها آنذاك. التقدم الرقمي في شأن الاحتجاجات، طرحت صحيفة «باريسيان» خطة إعادة هيكلة الصحيفة بطبعاتها المتعددة مع برنامج تمويل بقيمة 30 مليون يورو، لكن ذلك لم يمنعه من إعلانها عن إلغاء محتمل لـ 48 وظيفة من بين537 يعملون فيها. وتصدر هذه الصحيفة، إلى جانب طبعته الوطنية، نحو عشر طبعات للمناطق، وتعتبر الأولى في المنطقة الباريسية وهي كانت تعتمد نهج المواد الصحفية القصيرة بلغة جيدة وتسعى لتكون الأكثر شعبية مع توزيع نحو نصف مليون نسخة في العاصمة وحدها. أما في صحيفة «لاتريبون» فأعلنت عن خطة لتخفيض 17 وظيفة فقط، لكن ذلك لا يزال يخضع للمفاوضات بين الإدارة ونقابات العمال التي تعتبر شريكا له كلمته في اتخاذ القرارات ورسم سياسات الشركات الكبرى. وكانت «لاتريبون» تأسست كصحيفة يومية تركز على قطاع المال والأعمال متخذة شكل «تابلويد»، ولكن توزيعها لم يستطع منافسة نظرائها الراسخين في هذا السوق، وخاصة يومية «ليكو» حيث لم يتجاوز المائة ألف نسخة. في هذه الأثناء وخلافا لأحوال الورقية الفرنسية، جاءت نتائج الربع الثالث لمجموعة «نيويورك تايمز» الأميركية الضخمة التي تضم إلى جانب الصحيفة اليومية واسعة التأثير، مجلة «تايمز» الشهيرة وصحيفة «بوسطن جلوب» والعديد من المواقع الإلكترونية، جاءت إيجابية ومشجعة من باب أعمالها الرقمية. ويذكر أن المجموعة كانت في حالة عجز في العام الماضي. ورغم أن هذه الأرقام سجلت هبوطاً بارزا في العائدات الإعلانية وصل إلى 8.8% خلال الفصل الثالث لأسباب ربطت بالمناخ الاقتصادي القلق، فإنها سجلت عودة للأرباح التي بلغت 15.68 مليون دولار. وبلغ حجم الأعمال 537.23 مليون دولار وتم تعويض هبوط الإعلانات جزئيا بارتفاع عائد الاشتراكات والانتشار والتوزيع بنسبة 3.4% مسجلا 236.94 مليون دولار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©